يُعدّ مركزُ تدريب إنفاذ القانون الفيدرالي في برونزويك بولاية جورجيا مركزًا تدريبيًا لمعظم ضباط إنفاذ القانون الفيدراليين تقريبًا، بمن فيهم ضباطُ إدارة الهجرة والجمارك الذين يُشكّلون محورَ جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الترحيل الجماعي.
ومع بدء تدفّق الكثير من الأموال التي وافق عليها الكونجرس هذا الصيف إلى هيئة الهجرة والجمارك، تبذل الوكالة جهودًا ضخمة في مجال التوظيف، حيث تهدف إلى استقطاب آلاف ضباط الترحيل الجدد إلى الميدان خلال الأشهر المقبلة.
تكثيف التوظيف والتدريب
حصلت هيئةُ الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) على 76.5 مليار دولار من التمويل الجديد من الكونجرس لمساعدتها في تحقيق هدف ترامب الخاص بالترحيل الجماعي.
ويمثل هذا المبلغ ما يقرب من عشرة أضعاف الميزانية السنوية الحالية للهيئة، ويُخصص نحو 30 مليار دولار منه للموظفين الجدد.
وتقوم الهيئة بتوظيف محققين ومحامين في مختلف أقسامها، غير أن أعداد هؤلاء تظل ضئيلة مقارنةً بعدد ضباط الترحيل الجدد.
وحضر تود ليونز، القائمُ بأعمال مدير هيئة الهجرة والجمارك الأمريكية، العرضَ التدريبي أمس الخميس، حيث قال إن الهيئة تضم حاليًا نحو 6500 ضابط ترحيل، وتسعى إلى توظيف 10 آلاف ضابط إضافي بنهاية العام.
ومع هذه الزيادة الكبيرة في التوظيف، برزت مخاوف من تقصير في عملية التدقيق أو التدريب للمجندين الجدد، في ظل تجربة سابقة شهدتها قواتُ حرس الحدود في مطلع العقد الأول من الألفية، عندما تراجعت معايير التوظيف والتدريب وارتفعت على إثرها حالات الاعتقال بسبب سوء سلوك الموظفين.
كيف يتم التدريب؟
خلال فترة التدريب، التي تستمر ستة أيام أسبوعيًا، يقيم المجندون الجدد داخل الحرم التدريبي المترامي الأطراف والمغطى بغابات الصنوبر، والواقع قرب المحيط الأطلسي على بُعد أقل من ساعة بالسيارة شمال حدود ولاية فلوريدا. وقد خضع المئات للتدريب في هذا الموقع خلال الأشهر الأخيرة.
أمس الخميس، امتلأت أرضية الميدان بأغلفة الرصاص الفارغة، حيث تدرب نحو 20 مجندًا جديدًا، يرتدون قمصانًا وسراويل زرقاء، على الرماية من وضعية ثني المرفق والرماية الانتقالية، التي تتطلب نقل السلاح من يد إلى أخرى.
وفي ميدان واسع يضم مسارات قيادة متنوعة، يتدربون أيضًا على تقنيات القيادة، مثل كيفية التعافي من الانزلاق على رصيف مبلل أو اجتياز مسار متعرج يحاكي بيئة حضرية تتطلب توقفًا كاملًا أو تجاوز المنعطفات العمياء.
وفي قاعات الأكاديمية، يتلقون نحو 12 ساعة من الدروس الصفية حول موضوعات قانونية، مثل التعديل الرابع من الدستور الأمريكي ـ الذي يحمي من التفتيش والمصادرة غير المعقولين ـ وقانون الهجرة والجنسية لعام 1952، الذي تطوّر عبر العقود ليشمل جميع جوانب تنظيم الهجرة. كما تتخلل هذه الدروس النظرية بقيةَ مراحل التدريب العملي.
الوصول إلى البيانات
الشهر الماضي، منح الرئيسُ الأمريكي دونالد ترامب تفويضًا كاملًا لإدارة الهجرة والجمارك لحماية نفسها.
وفي الشهر ذاته، ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن سلطاتِ الهجرة الأمريكية ستُمنح حقَّ الوصول إلى بيانات المهاجرين المسجّلين في برامج "ميديكيد" للتأمين الصحي، في خطوة تستهدف رصدَ المقيمين بشكل غير قانوني داخل البلاد.
وتتيح الاتفاقيةُ للإدارة الاطلاعَ على معلومات شخصية بالغة الحساسية، تشمل أسماءً وعناوينَ وأصولًا عرقية لنحو 79 مليون شخص مسجّلين في برنامج "ميديكيد"، وهو برنامجٌ حكومي مشترك بين الولايات والحكومة الفيدرالية، موجَّهٌ للفئات ذات الدخل المنخفض، من بينهم ملايين الأطفال.