كشف مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، في تقرير نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن وجود قاعدة عسكرية سرية محصَّنة بشدة في كوريا الشمالية، قادرة على إيواء أحدث الصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي يمكنها الوصول للأراضي الأمريكية.
شبكة قواعد مخفية
تشير الصحيفة الأمريكية إلى أن القاعدة السرية تقع بالقرب من قرية سينبونج دونج، على بُعد 27 كيلومترًا من الحدود الصينية، وتعادل مساحتها مطار جون كينيدي الدولي في نيويورك.
وتوضح "وول ستريت جورنال" أن بناءه هذه القاعدة قد بدأ تقريبًا في عام 2004 وأصبحت عملياتية عام 2014، لكنها ظلت مخفية حتى وقت قريب.
استخدم باحثو مركز الدراسات الإستراتيجية مقابلات مع مصادر مطلعة ووثائق رُفِعَت عنها السرية وصور الأقمار الصناعية لتحديد موقعها، وتؤكد المؤلفة المشاركة جينيفر جون أن "سينبونج دونج كانت الأصعب في العثور عليها حتى الآن".
هذه القاعدة واحدة من 15 إلى 20 قاعدة صاروخية غير معلنة ومرافق دعم منتشرة في جميع أنحاء كوريا الشمالية، نشر المركز تقارير حول تسع منها.
الصواريخ المخزنة في هذه المواقع قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، ما يجعلها تهديدًا خطيرًا للاستقرار الإقليمي والعالمي.
قدرات عملياتية ضخمة
تشير الصحيفة الأمريكية إلى أن ما يميز قاعدة "سينبونج دونج" عن القواعد الأخرى هو عدم وجود منصات إطلاق مجاورة أو أنظمة دفاع جوي قريبة، ما يشير إلى تصميمها لاستيعاب صواريخ باليستية عابرة للقارات متنقلة تستخدم الوقود الصلب.
هذه الصواريخ تُطلق من شاحنات ضخمة يمكنها التحرك لتجنب الكشف، كما أن محركاتها الصلبة تمكن من الاحتفاظ بها مُعبأة بالوقود ومخفية وجاهزة للإطلاق في حالة نشوب صراع.
تستطيع القاعدة تخزين ستة إلى تسعة صواريخ باليستية عابرة للقارات متطورة، إضافة إلى مركبات الإطلاق المطلوبة لنقلها وآلاف الجنود اللازمين للعمليات، ولا تزال أعمال البناء مستمرة لتعزيز مرافقها، كما أن الصواريخ لا تُخزن عادة مع الرؤوس النووية مثبتة عليها، بل يحدث ذلك خارج القاعدة في مواقع محددة مسبقًا يمكن الوصول إليها خلال 30 دقيقة.
تحديات أمنية متزايدة
يحذر فيكتور تشا، المؤلف المشارك في التقرير والمسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، قائلًا: "هذه ليست أخبار جيدة على الإطلاق، كوريا الشمالية لن تحتاج وقتًا طويلًا لإطلاق هذه الصواريخ، ما يجعل من الصعب تدميرها قبل الإطلاق".
وأضاف أن "كوريا الشمالية تضع هذه القواعد الصاروخية قرب الحدود الصينية لجعل الأمر أصعب على الولايات المتحدة للتفكير في تدميرها".
تزايد دافع بيونج يانج لبناء شبكة القواعد الصاروخية تحت الأرض في أعقاب الضربات الأمريكية في يونيو على ثلاثة مواقع نووية في إيران، كما أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون يشير دائمًا إلى البرنامج النووي كـ"سيف ثمين" يساعد في ردع الهجمات المحتملة وحماية استقلال البلاد.
وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تمتلك كوريا الشمالية نحو 50 رأسًا حربيًا نوويًا، مع ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج 40 رأسًا أخرى.
كما أن استخدام روسيا لأسلحة كوريا الشمالية قصيرة المدى في الحرب بأوكرانيا منح نظام بيونج يانج خبرة عملية قيمة حول تشغيلها.