لا يزال كوكب أورانوس الجليدي، الذي يحتوي على نظام معقد من الأقمار والحلقات، يبوح بأسراره لعلماء الفلك، حيث اكتشفو حديثًا، باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، التابع لوكالة ناسا، قمرًا جديدًا يدور حول الكوكب، ما يرفع عدد أقماره إلى 29 قمرًا.
ويعتبر كوكب أورانوس هو سابع كواكب المجموعة الشمسية في مجرة درب التبانة، ويحتوي على 13 حلقة مقسمة إلى نظام داخلي وزوج من الحلقات الخارجية، وعلى عكس أنظمة حلقات المشترى وزحل، تتكون حلقات أورانوس من مادة داكنة يصعب رصدها، وفقا لموقع space الفضائي.
القمر الجديد
وتدور أقمار أورانوس الداخلية الأربعة عشر بين الحلقات الداخلية الخافتة، حيث ساهم بعضها في الحفاظ على شكل الحلقات، وكان مسبار ناسا الشهير فوييجر 2 ، أول مركبة فضائية تحلق بالقرب من الكوكب الجليدي العملاق في يناير 1986، ولا تزال المركبة الوحيدة التي مرت من هناك حتى الآن.
خلال تلك الفترة، لم يتمكن العلماء من رصد سوى خمسة أقمار تدور حول أورانوس، وتم رصد الباقي تباعًا بواسطة التلسكوبات عالية الدقة، ولكن القمر الجديد المعروف باسم S/2025 U1، لم يتمكن أحد من رصده سابقًا بواسطة أي تلسكوب بسبب صغر حجمه البالغ قطره حوالي 10 كيلومترات فقط.
مسار دائري
ولكن مع ظهور تلسكوب جيمس ويب الفضائي القوي، أجرى فريق من العلماء في معهد أبحاث كولورادو، عدة أبحاث مختلفة للكوكب باستخدام كاميرا الأشعة تحت الحمراء التابعة للتلسكوب، وتمكنوا بالفعل من رصده والعثور عليه خافتًا جدًا، مما يرفع العدد الإجمالي لأقمار أورانوس المعروفة إلى 29.
ويقع S/2025 U1 على بُعد حوالي 56 ألف كيلومتر - حوالي 35 ألف ميل من مركز أورانوس، وبالمقارنة يدور قمر الأرض على بُعد متوسط يبلغ 384 ألف كيلومتر - حوالي 238 ألف ميل من كوكبنا، وتبين أن القمر الجديد يدور حول أورانوس في مسار دائري، مما يعني أنه ربما تشكّل في موقعه الحالي.
آفاق أوسع
وبحسب العلماء، لا يوجد كوكب آخر يمتلك عددًا كبيرًا من الأقمار الداخلية الصغيرة مثل أورانوس، وتُشير علاقاتها المعقدة مع الحلقات إلى تاريخ وصفوه بـ الفوضوي الذي يطمس الحدود بين نظام الحلقات ونظام الأقمار، ويرون أن اكتشاف القمر الجديد يظهر أنه لا يزال هناك المزيد من التعقيد الذي لم يُكتشف بعد عن أورانوس ونظامه المعقد من الأقمار والحلقات.
وبالنظر إلى المستقبل، كما يقول العلماء، فإن قدرات تلسكوب جيمس ويب الفضائي ستتيح لعلم الفلك الحديث، معرفة المزيد عن جيراننا البعيدين في أقصى أطراف النظام الشمسي، ومنح البشرية آفاق أوسع حول اكتشاف المزيد حول الكون الذي نعيش فيه ولا يزال يحتفظ بالكثير من أسراره.