الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من 10 أيام إلى 9 أشهر.. القصة الكاملة لإعادة "سوني وبوتش" من الفضاء

  • مشاركة :
post-title
رائدا الفضاء "سوني ويليامز" و "بوتش ويلمور"

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

استعادت ناسا أخيرًا رائدي الفضاء "سوني ويليامز" و "بوتش ويلمور"، اللذان تقطعت بهم السبل لمدة 9 أشهر داخل محطة الفضاء الدولية، بسبب المشاكل التي انتشرت داخل مركبتهما الفضائية في سبتمبر الماضي.

وكان الثنائي قد انطلقا بمركبة فضائية من نوع "ستارلاينر" في 5 يونيو، على متن صاروخ أطلس 5 من محطة كيب كانافيرال الفضائية بولاية فلوريدا، في أول مهمة مأهولة لها، وكانت المحطة الفضائية الدولية هي وجهتهم، بحسب موقع space.

رحلة الطاقم

بالنسبة لرواد الفضاء، كانت المهمة من المفترض أن تنتهي بعد 10 أيام فقط، التي سُميت "اختبار رحلة الطاقم"، وتمثلت في إثبات جاهزية مركبة "ستارلاينر" لنقل رواد الفضاء من وإلى المحطة الدولية، حتى تتمكن المركبة من بدء رحلات طويلة الأمد في المستقبل القريب.

وخلال محاولتها الالتحام بمحطة الفضاء تعطلت خمسة من محركات الدفع الـ 28 لنظام التحكم في رد الفعل، أثناء محاولتها الوصول إلى المختبر المداري، مما أحبط محاولتها الأولى للالتحام.

الرباعي قبل عودتهم إلى الأرض
تأجيل العودة

وفي المرة الثانية نجحت المركبة في الالتحام بالمحطة الدولية يوم 6 يونيو، بعد أن أعاد الفريق تشغيل أربعة من محركات الدفع الخمسة المعطلة، واستقبل رائدي الفضاء طاقم البعثة 71 المكون من سبعة أفراد.

بدأت ناسا بتأجيل موعد عودة ستارلاينر إلى الأرض لحل مشكلة محرك الدفع، وحددت يوم 26 يونيو موعدًا للهبوط، لكن سرعان ما ظهرت مشاكل إضافية، ما أدى إلى تمديد المهمة، حيث لاحظت ناسا تسريبات في نظام الدفع قبل الإطلاق.

اختبار وتحليل

في البداية حددت ناسا الحد الأقصى لمدة الاختبار بـ 45 يومًا، لاختبار وتحليل مشاكل الدافع وتسربات الهيليوم قبل عودة ستارلاينر إلى الأرض، وبحلول ذلك الوقت، كان "سوني ويليامز" و "بوتش ويلمور"، قد أمضوا أكثر من 55 يومًا على متن محطة الفضاء الدولية.

كانت الوكالة الأمريكية تأمل في إعادتهم إلى الأرض في وقت ما من شهر أغسطس، إلا أن الجميع فوجئوا في 24 أغسطس بقرار من ناسا، أن المركبة فقط هي من ستتمكن من العودة بدون رواد الفضاء، بينما سيواصل الثنائي العيش هناك حتى فبراير 2025 على أقرب تقدير.

لحظة الاستعداد للمغادرة على متن المركبة الفضائية
مشاكل صحية

وخلال ذلك الوقت انتشرت تكهنات بمعاناة الثنائي من نقص الوزن ومشاكل صحية، بسبب إقامتهما الطويلة غير المتوقعة في الفضاء، إلا أنهما خلال بث مباشر خرجا لنفي ذلك الأمر، مؤكدين حفاظهما على روتين التمرين الصحي.

وبسبب مشاكل جديدة، أعلنت ناسا تأخير موعد وصول الثنائي حتى مارس 2025، ولكن مع فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتخذت القضية بعدًا سياسيًا، وفقًا للموقع، وحظيت باهتمام إعلامي كبير بعدما اتهم ترامب سلفه بايدن بتركهما وحيدين في الفضاء.

رقم قياسي

وفي 30 يناير حطمت "سوني ويليامز" الرقم القياسي لأكبر مدة إجمالية قضتها امرأة في أنشطة خارج محطة الفضاء، بعد إزالتها برفقة ويلمور، وحدة اتصالات لاسلكية معطلة، وقضت في الفضاء 62 ساعة وست دقائق.

هبوط المركبة الفضائية بسلام

وعلى غير المتوقع، أعلنت ناسا في فبراير الماضي، أن الثنائي سيتمكن من العودة إلى الأرض أبكر مما كان متوقعًا، عبر إرسال مركبة كرو دراجون 10 في منتصف مارس، والتي سيتمكن من خلالها رائدا الفضاء من العودة إلى الأرض.

هبوط ناجح

وفي 14 مارس، تم إطلاق مركبة الفضاء كرو-10، على متن صاروخ فالكون 9 من مركز كينيدي للفضاء التابع لوكالة ناسا في فلوريدا، ووصلت إلى محطة الفضاء الدولية بعد 28 ساعة من إقلاعها، محملة برائدي فضاء فقط.

ويوم 18 مارس غادرت المجموعة الرباعية محطة الفضاء الدولية، وتمكنت من الهبوط بسلام قبالة ساحل فلوريدا في اليوم نفسه، واستطاعت فرق الإنقاذ إجراء فحوصات السلامة، ومن ثم انتشال الطاقم من الكبسولة، لتنتهي بذلك ما وصف بأنه أهم عملية إنقاذ في تاريخ ناسا.

وعقب عودتهم أصدر البيت الأبيض بيانًا، بحسب شبكة إن بي سي نيوز، تم التأكيد خلاله على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفا بوعده الذي قطعه بإنقاذ العالقين في الفضاء، بفضل إيلون ماسك وسبيس إكس وناسا، ولكن الشبكة الأمريكية اعتبرت ذلك الأمر بالإدعاء المضلل، حيث أن إدارة بايدن هي من اتخذت قرار إعادتهم.