الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خرق الـ 90 يوما.. رحلة أمريكا والصين نحو "اتفاق التجارة المستحيل"

  • مشاركة :
post-title
شي جين بينج ودونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

مع تمديد الهدنة الجمركية بين الصين والولايات المتحدة لمدة 90 يومًا إضافية، وفي ظل التحضير لاحتمال عقد لقاء بين رئيسي البلدين في وقت لاحق من العام الجاري، ترى صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" أن هناك مساحة للتوصل إلى "اتفاقات جزئية" بين الجانبين، خاصة فيما يتعلق بالقيود على الصادرات ومشتريات السلع.

واستبعد تقرير الصحيفة الصينية تحقيق اختراقات جوهرية في المدى القصير، مشيرًا إلى أن المفاوضات بين القوتين العظميين ستظل صعبة، وتمثل اختبارًا طويل الأمد لقدرة النظام التجاري العالمي على الصمود.

"لا اتفاق شامل"

قال لين سونج، كبير الاقتصاديين لمنطقة الصين الكبرى في بنك "آي إن جي" الهولندي: "ليس من مصلحة أي من الطرفين أن تتصاعد الرسوم الجمركية مرة أخرى، لكن في الوقت نفسه من الصعب تخيل صفقة كبرى تنهي الخلافات بالكامل. من المرجح أن نشهد المزيد من هذه التمديدات والتعديلات في المرحلة المقبلة".

وتعتبر واشنطن أن دفع بكين لزيادة مشترياتها من السلع الأمريكية من أولوياتها. وقبيل انتهاء المهلة السابقة، حثَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين على مضاعفة مشترياتها من فول الصويا الأمريكي - أحد أبرز الصادرات الزراعية الأمريكية إلى الصين.

وصرّح "ترامب" الأسبوع الماضي بأنه قد يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينج "قبل نهاية العام" إذا توصل الجانبان إلى اتفاق تجاري، وهو ما يفتح الباب أمام قمة محتملة في الخريف المقبل، خصوصًا مع توقع حضور شي لقمة "آسيان" في كوالالمبور خلال أكتوبر، بحسب ما كشفه رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم.

وقالت ويندي كاتلر، نائبة الممثل التجاري الأمريكي سابقًا ونائبة رئيس معهد سياسات مجتمع آسيا: "الآن يمكن للمفاوضين التركيز على إنجاز اتفاق تجاري يمهد الطريق لقمة ترامب وشي هذا الخريف، لكن هذه المهمة لن تكون سهلة".

آفاق غامضة

بالمقارنة مع "اتفاق المرحلة الأولى" الذي أبرم خلال الولاية الأولى لترامب – عندما وافقت الصين على زيادة مشترياتها من السلع والخدمات الأمريكية بما لا يقل عن 200 مليار دولار مقارنة بمستويات 2017 – يرى خبراء أن بكين ستكون أكثر تشددًا هذه المرة بعد أن استفادت من التجربة السابقة.

وأوضح تشا داوجيونج، أستاذ بكلية الدراسات الدولية في جامعة بكين، أن الطلب على فول الصويا والمنتجات الزراعية أقل مرونة مما يظنه الكثيرون، مشيرًا إلى أن أي التزام جديد بشراء كميات إضافية يرتبط بعدة عوامل مثل عقود قائمة وتكاليف التحول ومعدلات الاستهلاك.

من جانبه، قال المفاوض التجاري الأمريكي السابق ستيفن أولسون، والباحث الزائر في معهد "يوسوف إسحاق" بسنغافورة، إن الصين تشعر بأنها تملك أوراق ضغط قوية ولن تقبل باتفاق أحادي الجانب كما حدث سابقًا، مضيفًا أن بكين قد تطلب تخفيف القيود الأمريكية على التكنولوجيا مقابل موافقتها على عقد القمة.

ويتوقع مراقبون أنه حتى لو تم اللقاء بين "ترامب" و"شي"، فإن الصفقة قد تشمل تخفيضات إضافية في الرسوم وتقدمًا محدودًا في ملف قيود التصدير، لكن القضايا الهيكلية الأعمق مثل السياسات الصناعية الصينية ستظل بلا حل.

المعاملة بالمثل

وقال برايان وونج، الباحث في مركز الصين المعاصرة بجامعة هونج كونج: "بكين لا تبدو في مزاج لتقديم أكثر من المعاملة بالمثل في تمديد تعليق الرسوم. وإذا نجحت الصين في تعزيز الاستهلاك المحلي وتنويع استثمارات الدولة، وإعادة الثقة لرواد الأعمال والطبقة الوسطى من خلال إنعاش سوق العقارات، فسيكون لديها فرصة قوية لتجاوز التقلبات والنهج غير المتوقع لإدارة ترامب".

وفي المقابل، قد تلجأ الولايات المتحدة إلى معاقبة الصين بسبب مشترياتها من النفط الروسي، كما فعلت مع الهند، لاستخدام ذلك كورقة تفاوضية. وألمح نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، الأحد، إلى أن ترامب يفكر في فرض رسوم جديدة على الواردات الصينية ردًا على تعاملاتها مع موسكو.

ويرى خبراء أن التنافس بين بكين وواشنطن سيبقى طويل الأمد ومتعدد الأبعاد، إذ يشمل الاقتصاد والتكنولوجيا والأمن والتأثير في النظام العالمي، وهي مجالات تتسم بدرجة عالية من التعقيد وعدم اليقين.