الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين نار بوتين وصمود زيلينسكي.. إقليم دونباس يحدد مصير الحرب الأوكرانية

  • مشاركة :
post-title
جندي أوكراني يشاهد أثار دمار صاروخ روسي على منطقة دونيتسك

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

أصبح إقليم دونباس في شرق أوكرانيا، الذي يضم منطقتي دونيتسك ولوجانسك، محورًا مهمًا في المحادثات الجارية بين واشنطن والكرملين وكييف من أجل وقف الحرب، وهو الإقليم الذي يتمسك به الطرفان نظرًا لأهميته لكليهما، وهو ما يعقّد أي مفاوضات جارية.

في قمة ألاسكا، عرض الرئيس الروسي على نظيره الأمريكي، ما يشبه خطوطًا عريضة لوقف الحرب، وفقًا للتقارير الإعلامية، كان من أبرزها تقديم وعد مكتوب بعدم شن حرب جديدة، إذا استسلمت كييف وتركت إقليم دونباس، لكن زيلينسكي ردَّ بأن أوكرانيا لن تسلمها نهائيًا مقابل السلام.

مدن وموانئ

يتألف إقليم دونباس من منطقتي دونيتسك ولوجانسك ، ويتميز بأنه مركز صناعي ضخم يمتد على مساحة تقارب 20 ألف ميل مربع، وهو غني برواسب الفحم والمعادن، ويتميز بمدن صناعية وموانئ استراتيجية مهمة على بحر آزوف، وبالنسبة لكييف، يعد الإقليم منطقة عازلة غنية بالموارد، وذات جذور ثقافية عميقة.

أما بالنسبة لروسيا، فإن إقليم دونباس يمثل هدفًا تكتيكيًا وورقة سياسية، حيث يعتبرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرتبطة تاريخيًا بروسيا، ولذلك تعد هدفًا رئيسيًا في قلب الحرب الجارية، لكن مصيرها، بحسب شبكة "إن بي سي نيوز"، لن يتحدد في ساحة المعركة، بل داخل جدران البيت الأبيض.

إقليم دونباس
ارتباط تاريخي

ويرى الرئيس الروسي أن المنطقة مرتبطة تاريخيًا بإرث الاتحاد السوفييتي، حيث يتحدث سكان إقليم دونباس بشكل أساسي اللغة الروسية، ودائمًا ما وجّهت روسيا اتهامات لأوكرانيا بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد المواطنين هناك، كما أن قدرتها الصناعية ومواقعها المحصنة وإمكانية الوصول إلى بحر آزوف توفر لروسيا نفوذًا اقتصاديًا وأراضي استراتيجية.

لكن الصراع حول ذلك الإقليم، لم يبدأ مع الحرب الحالية، فعلى مدى عقد كامل، منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، خاض من يعرفون بالإنفصاليون قتالًا ضد الجيش الأوكراني في دونباس، واستمر الصراع لمدة 8 سنوات، وأسفر عن مقتل 14 ألف شخص.

تغيير جذري

وشهد الإقليم في عام 2022 تغيرًا جذريًا، عندما اعترفت روسيا رسميًا بجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية، التي كانت إيذانًا لبدء الحرب على أوكرانيا، وبعد 3 سنوات من القتال الشرس، سيطرت روسيا على ما يقارب 88% من منطقة دونباس، بما في ذلك كامل لوجانسك و75% من دونيتسك.

وفي تقييمه للحرب الجارية، أكد معهد دراسات الحرب الأمريكي، أن روسيا لن تتمكن من الاستيلاء على ما تبقى من منطقة دونيتسك بسرعة من خلال القوة، إلا إذا استجابت أوكرانيا لمطلب الرئيس الروسي وانسحبت من بقية المنطقة، مرجّحين أن السيطرة على تلك المناطق يحتاج لعدة حملات صعبة وسنوات عديدة.

وبينما يدعى الرئيس الروسي السيادة على المنطقتين، ويطالب كييف بالانسحاب من المساحة المتبقية، تعهّد زيلينسكي بعدم تسليمها مقابل السلام بموجب الدستور، ما يجعل المفاوضات الجارية، تواجه طريقًا صعبًا، إلا إذا حدث كما قال الرئيس الأمريكي: "بإمكان زيلينسكي إنهاء الحرب على الفور تقريبًا، إذا رغب في ذلك، أو يمكنه مواصلة القتال".