الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لوبان أم بارديلا؟.. صراع الأجيال يُمزق اليمين المتطرف في فرنسا

  • مشاركة :
post-title
مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي وجوردان بارديلا

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يشهد حزب "التجمع الوطني" الفرنسي اليميني المتطرف أزمة هوية حادة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2027، إذ يتصاعد التنافس بين الزعيمة التاريخية مارين لوبان، ونجمها الصاعد جوردان بارديلا - 29 عامًا - في ظل تحديات قانونية تهدد مستقبل لوبان السياسي.

رؤيتان متباينتان

تكشف صحيفة "بوليتيكو" عن انقسام إستراتيجي عميق داخل الحزب، إذ تتمسك لوبان بنهجها التقليدي المركز على استقطاب الطبقة العاملة في المدن الصناعية السابقة بشمال شرق فرنسا، من خلال خطاب راديكالي يركز على تكلفة المعيشة ومقاومة النخب الليبرالية، بينما يتجه بارديلا نحو إستراتيجية جديدة تستهدف رجال الأعمال المحافظين والناخبين الأثرياء في الجنوب الفرنسي، متبنيًا نهجًا اقتصاديًا أكثر ليبرالية.

وبرز هذا التباين بوضوح خلال "قمة الحرية"، يونيو الماضي، إذ أشاد بارديلا بإنجازات رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الاقتصادية، مصرحًا لـ"بوليتيكو": "إيطاليا هي الدولة الوحيدة في مجموعة السبع التي حققت فائضًا في الميزانية الأوليّة عام 2024".

كما أشار إلى ضرورة تقليص الإنفاق الاجتماعي لإصلاح المالية العامة الفرنسية، في خطوة تُظهر تحوله نحو السياسات الاقتصادية المحافظة.

التحديات القانونية

تواجه لوبان عقبتين كبيرتين تهددان طموحاتها الرئاسية، هما نظام الجولتين الانتخابيتين الذي يسمح للأحزاب التقليدية بالتحالف ضدها، والأهم حكم محكمة مارس الذي منعها من الترشح، بسبب اتهامات باختلاس أموال أوروبية.

وتنتظر لوبان، التي تنفي الاتهامات وتصف المحاكمة بأنها "مدفوعة سياسيًا"، قرار الاستئناف المتوقع صيف 2026.

وفي ظل هذه الظروف، اعترفت لوبان لمجلة "فاليور أكتويل": "عندما تكون في السياسة، عليك أن تقبل أنك لا تستطيع دائمًا السيطرة على الأحداث، قبلت إمكانية عدم قدرتي على الترشح".

استطلاعات الرأي

يكشف فريديريك دابي، المدير العام لمؤسسة "إيفوب" للاستطلاعات، عن "شكوك واضحة بين ناخبي لوبان الحاليين والمحتملين حول وجودها على خط البداية في 2027".

وأثار غضب مؤيدي لوبان المخلصين استطلاع أجرته "إيفوب"، مايو الماضي، شمل بارديلا فقط كمرشح للتجمع الوطني، ولم تُضف لوبان إلا بعد تدخل من مساعديها المقربين.

توترات تطفو على السطح

برزت التوترات علنًا، يونيو الماضي، عندما دعا بارديلا، الرئيس ماكرون للاستقالة، ما قد يؤدي لانتخابات مبكرة قبل صدور قرار استئناف لوبان، فيما وصف أحد مؤيدي لوبان المخلصين الموقف قائلًا: "ناقشت الأمر مع مارين التي لم تفهمه، أعتقد أنه تسرع قليلًا"، إلا أن نائب يميني مقرب من بارديلا رد: "ليس هذا تسرعًا، إنه ما نقوله منذ شهور عديدة".

وحاولت زيارة مشتركة منسقة بعناية لمعرض باريس الجوي بعد يومين من التصريحات، تصحيح المسار، إذ اتبع بارديلا قيادة لوبان بصمت، بينما أشارت إليه مرارًا كـ"رئيس الوزراء" المحتمل.