تواجه الملاجئ في اليابان، والتي تهدف لحماية المواطنين أثناء الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات والبراكين، تحديات كبيرة، حيث تبين أن نصف تلك الملاجئ لا تلبي إرشادات الحكومة، وتفتقر إلى الأشياء الأساسية مرجعين ذلك إلى قيود الميزانية.
وتعرف اليابان بأنها دولة معرضة للكوارث الطبيعية بشكل كبير، خاصة الزلازل، بسبب موقعها فيما يعرف بحلقة النار في المحيط الهادئ، وهي منطقة نشطة زلزاليًا، تتلاقى فيها عدة صفائح تكتونية، مما يؤدي إلى حدوث زلازل متكررة، بما في ذلك الزلازل الكبيرة والتسونامي.
إرشادات الحكومة
وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة كيودو اليابانية للأنباء أن الملاجئ داخل ما يقرب من نصف البلديات في مختلف أنحاء اليابان، والتي تم إعدادها لإجلاء السكان، لا تلبي إرشادات الحكومة بشأن العدد المطلوب من المراحيض أو الحد الأدنى من مساحة المعيشة للشخص الواحد.
وقدمت الحكومة اليابانية، وفقًا لصحيفة اليابان تايمز، آخر مراجعة لإرشاداتها المتعلقة بملاجئ الإخلاء لتتوافق مع معيار Sphere المعترف به دوليًا للاستجابة الإنسانية، خلال ديسمبر الماضي، والتي توصي من خلالها بتوفير مساحة معيشية لا تقل عن 3.5 متر مربع للشخص الواحد ومرحاض واحد لكل 50 نازحًا في المرحلة الأولى من الكارثة.
المساحة والمراحيض
وكشف الاستطلاع الذي شارك فيه رؤساء 1741 مدينة وبلدة وقرية مشاركة في عمليات الإيواء، أن 49% منهم لم يحققوا المعيارين، وفيما يتعلق بعدم كفاية المراحيض، قال 8% إنهم يخططون لتلبية المعيار ضمن إطار زمني معين، في حين قال 2% فقط الشيء نفسه بالنسبة لمساحة المعيشة.
وكانت العوائق الأكثر شيوعًا التي تم الاستشهاد بها لزيادة عدد المراحيض، هي الصعوبات في تأمين الميزانيات والتحديات في إيجاد مساحة للتخزين أو الاستخدام في الأوقات العادية، وكلاهما بنسبة 58 في المئة، يليهما نقص الموظفين والخبرة الإدارية بنسبة 13 في المئة.
حاجة ملحة
وبلغ إجمالي الذين أفادوا بعدم وجود جدول زمني محدد لتلبية المعايير أو وجدوا صعوبة في القيام بذلك في المستقبل 40 في المئة بالنسبة للمراحيض و47 في المئة بالنسبة لمساحة المعيشة، ووفقًا لهم، سلط الاستطلاع الضوء على الحاجة الملحة للمزيد من الجهود حتى تكون ظروف المأوى ملائمة.
وفيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالمساحة، قال 50% إنه على الرغم من تأمين ما يكفي من الملاجئ للإخلاء، فإن كل منها لم يكن كبيرًا بما يكفي لتوفير الحد الأدنى من المساحة المطلوبة لكل شخص، في حين قال 32% إنهم لا يملكون ما يكفي من الملاجئ للعدد المتوقع من النازحين.
زلازل مدمرة
وقد تتسبب الزلازل الكبيرة في مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين، بالإضافة إلى أضرار اقتصادية كبيرة، كان أكثرهم دمارًا الزلزال المدمر الذي ضرب ساحل اليابان، في 11 مارس 2011، وتسبب في تسونامي أصاب محطة فوكوشيما النووية.
وقت الزلزال المدمر كان ثلاثة مفاعلات من أصل ستة في المحطة قيد التشغيل، وهو ما أدى إلى انهيارات نووية، خلّفت وراءها مئات الأطنان من الحطام المنصهر، ومستويات إشعاع مرتفعة وخسائر اقتصادية فادحة.
وفي 27 يناير 2024، شهدت اليابان زلزالًا مدمرًا بقوة 7.6 درجة ضرب 3 محافظات، كان مركزه في شبه جزيرة نوتو بمحافظة إيشيكاوا، وتسبب في تسونامي يصل إلى 4 أمتار، ما أدى إلى إغراق موانئ الصيد ومقتل 230 شخصًا وتدمير 49 ألف منزل بشكل كبير.