تواجه ألمانيا، موجة الاحتجاجات واحدًا تلو الآخر، بعد إضرابات سائقي النقل العام، من أجل تحسين الأجور، وشارك نحو 1200 من سائقي الحافلات والقطارات في إضراب تحذيري، والذي دعت له نقابة "فيردي" العمالية، أملًا في ممارسة الضغط على الحكومة في المفاوضات الجماعية.
وشهدت عدة مدن ألمانية، اليوم الخميس، اضطرابات كبيرة في وسائل النقل العام المحلية، والتي بدأت أمس الأربعاء، وحتى صباح الجمعة، ما تسبب في تأثر الخدمات العادية والنقل المدرسي، بحسب شبكة "إن دي أر" الإخبارية.
إضراب سائقي النقل والقطارات
ويطالب السائقون زيادة عدد الموظفين وتحسين ظروف العمل في وسائل النقل المحلية، ومضاعفة خدمات النقل العام وبرنامج استثمار على مستوى البلاد، وذلك خلال عريضة وقع عليها أكثر من 120 ألف شخص.
وتتوقع شركة النقل في مدينة "إرفورت" أن يتم إلغاء النقل المحلي اعتبارًا من الأربعاء (28 فبراير) الساعة 2 صباحًا حتى صباح الجمعة 1 مارس الساعة 4 صباحًا.
وتطالب النقابة العمالية "فيردي" بزيادة أجور موظفي النقل العام بمقدار 650 يورو، ولكن الأمر لا يتعلق فقط بالمزيد من المال، بل يتعلق بظروف عمل أفضل بشكل عام. وقيل إن الضغط الجسدي والنفسي زاد بشكل غير متناسب في السنوات الأخيرة، وبحسب النقابة العمالية "فيردي"، فمن المقرر إجراء الجولة المقبلة من المفاوضات في 13 مارس، بحسب الشبكة الإخبارية.
إضرابات ألمانيا المتتالية
ولم تكن بداية عام 2024 هادئة على ألمانيا، بعد أن شهدت أكثر من إضراب على التوالي، والدعوة إلى الاحتجاجات للمطالبة بزيادة أجورهم.
إضراب موظفي المطارات
وسبق إضراب سائقي النقل، إضراب موظفي المطارات، قبل نحو أسبوع ما أثر على ما يقرب من 100 ألف مسافر، بحسب مجلة "دير شبيجل".
وطالبت فيردي بأجر ملائم لأفراد الأمن في المطارات الذين يعملون في أوقات غير مناسبة، لم تتحسن الأجور الإضافية منذ 2006، ونخوض مفاوضات متقطعة بخصوص زيادتها منذ 2013".
إضراب الأطباء
كما توقف الأطباء في المستشفيات الجامعية بألمانيا عن العمل في إضراب تحذيري، بعد دعوة اتحاد "ماربرجر بوند" - رابطة الأطباء العاملين والموظفين الحكوميين في ألمانيا، ومقرها برلين ويبلغ عدد الأعضاء الحاليين نحو 115 ألف عضو - أكثر من 20 ألف طبيب في مستشفيات الولاية الجامعية البالغ عددها 23 مستشفى على مستوى البلاد للمشاركة في الإضراب.
شارك نحو 4000 شخص في المظاهرة المركزية بهانوفر، العديد منهم يرتدون المعاطف البيضاء.
تطالب الرابطة بزيادة أجور الأطباء بنسبة 12.5% وتحسين ظروف العمل، ووفقًا للنقابة، فإن الراتب الأساسي للأطباء في المستشفيات الجامعية أقل بنحو 200 إلى 600 يورو منه في المستشفيات الأخرى.
إضراب السكك الحديدية
وسبق إضراب الأطباء قبل أسبوع، احتجاجات موظفي السكك الحديدية لمدة 5 أيام، ما دفع الركاب في ألمانيا إلى المرور بأوقات صعبة، وإلغاء الآلاف من رحلات القطارات.
تقليل أوقات العمال
وطالبت نقابة سائقي القطارات في ألمانيا بتقليل وقت العمل لمدة ساعة واحدة لسائقي ومضيفي القطارات، بدءًا من 1 يناير 2026، إضافة إلى التفاوض على التعريفة الجمركية الجديدة، مع تعويض الأجر الكامل.
واعتبرت السكك الحديدية أن الطلب غير قابل للتنفيذ على هذا النطاق، وذلك أيضًا لأنه ستكون هناك حاجة إلى عدد كبير جدًا من الموظفين الجدد، نظرًا لوجود نقص في العمال المهرة بين سائقي القطارات ومهن السكك الحديدية الأخرى.
احتجاجات المزارعين
وشهدت البلاد مظاهرات في العاصمة برلين، 15 يناير الماضي، بعد دعوة جمعية المزارعين الألمان "DBV" إلى احتجاجات على مستوى البلاد، لمدة أسبوع ضد سياسات الحكومة الفيدرالية.
واندلع غضب المزارعين بسبب التخفيضات المقررة في الدعم المقدم لهذه الصناعة في أعقاب أزمة الميزانية، ما دفع الحكومة الفيدرالية لسحب مخططاتها إلى حد كبير، إلا أن جمعية المزارعين متمسكة بالاحتجاجات.
وطالب المزارعون - بما في ذلك أصحاب الجرارات - الاحتجاج ضد إلغاء دعم الديزل، وارتفاع أسعار الوقود والإعفاء من الضرائب على المركبات الذي خطط له ائتلاف إشارة المرور.