قال البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إن العالم الغني يجب أن يُجري تغييرات عميقة لمعالجة أزمة المناخ، بينما دافع عن المتظاهرين المناخيين وحثّ الحكومات على جعل قمة المناخ المقبلة -"كوب 28" بدولة الإمارات- نقطة تحول.
ودعا " فرنسيس" إلى "تسريع حاسم لانتقال الطاقة" من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، لكنه حذر من الاعتماد على التكنولوجيا الجديدة مثل احتجاز الكربون وتخزينه، ووصفها بأنها "مثل دفع كرة ثلج إلى أسفل التل".
وأضاف أنه بدون اتخاذ إجراءات حاسمة، فإن العالم سيواجه "نقطة اللاعودة"، قائلًا: "ردودنا لم تكن كافية، والعالم الذي نعيش فيه ينهار".
وجاءت تصريحات البابا في "موعظة" نشرها الفاتيكان صباح الأربعاء، وهي دعوة في المقام الأول للكاثوليك ولكنها موجهة للعالم.
وتعد الوثيقة المكونة من 10 صفحات، والتي تحمل اسم Laudate Deum، والتي تعني "الحمد لله"، أول تدخل كبير له بشأن أزمة المناخ منذ ثماني سنوات.
نُشرت رسالته العامة السابقة، Laudato Si، في عام 2015، قبل وقت قصير من انعقاد قمة المناخ التاريخية "كوب 21" التي تم فيها التوقيع على اتفاق باريس، وأبدى البابا اهتمامًا كبيرًا بالمناخ، وعقد اجتماعات مع شركات النفط والناشطين، وحذر من "حالة طوارئ مناخية"، على الرغم من أنه غاب عن قمة كوب 26 لعام 2021 في جلاسكو، بعد توقعات بأن يحضرها.
ودعا إلى "تغيير واسع في نمط الحياة غير المسؤول المرتبط بالنموذج الغربي"، لكنه أشار إلى أنه واجه معارضة بسبب آرائه: "لقد اضطررت إلى تقديم هذه التوضيحات، التي قد تبدو واضحة، بسبب بعض الآراء الرافضة وغير المعقولة التي أواجهها، حتى داخل الكنيسة الكاثوليكية".
ودافع عن "تصرفات الجماعات التي يتم تصويرها بشكل سلبي على أنها متطرفة... أطفالهم على المحك"، في إشارة للجماعات المناخية.
وأعرب البابا عن أمله في أن تتجاوز قمة كوب 28، التي ستعقد بإمارة دبي في نوفمبر المقبل، "عقلية الظهور بمظهر القلق ولكن دون التحلي بالشجاعة اللازمة لإحداث تغييرات جوهرية".
وأشار إلى الجانب الأضعف قائلًا "إن القول بأنه لا يوجد شيء يمكن أن نأمل فيه سيكون بمثابة انتحار، لأنه يعني تعريض البشرية جمعاء، وخاصة الأكثر فقرًا، لأسوأ تأثيرات تغير المناخ".
دعا بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى التوسع في استخدام الطاقة المتجددة، وأشاد بالتقنيات التي يمكن أن تساعد في تقليل الانبعاثات، لكنه حذر من الإفراط في الاعتماد على الإصلاحات الفنية.
وقال فرنسيس: "إن بعض التدخلات والتقدم التكنولوجي الذي يجعل من الممكن امتصاص أو احتجاز انبعاثات الغازات أثبت أنه واعد.. ومع ذلك، فإننا نجازف بالبقاء محاصرين في عقلية لصق وتغطية الشقوق، بينما يوجد تحت السطح تدهور مستمر نواصل المساهمة فيه".
وأضاف بابا الفاتيكان أن "الافتراض بأن كل المشكلات في المستقبل سوف يتم حلها من خلال تدخلات فنية جديدة هو شكل من أشكال براجماتية القتل، مثل دفع كرة الثلج إلى أسفل التل".
ورحب الناشطون بتدخل البابا، وقال بيل ماكيبين، الناشط في مجال المناخ والمؤسس المشارك لموقع 350.orgوThird Act: "قد يكون عمل الزعماء الروحيين في جميع أنحاء العالم أفضل فرصة لدينا للسيطرة على الأمور.. نعم لقد قام المهندسون بعملهم. نعم لقد قام العلماء بعملهم.. ولكن حان الوقت لكي يقوم القلب البشري بعمله.. وهذا هو ما نحتاج إلى هذه القيادة من أجله”.
وقالت كريستيانا فيجيريس، رئيسة الأمم المتحدة السابقة للمناخ والتي قادت عملية اتفاق باريس: "أرحب ترحيبًا حارًا بنصائح الأب الأقدس الجديدة.. إنه يذكرنا باستخدام اللغات البشرية الثلاث التي حددها لنا – الرأس والقلب والأيدي – لحماية الطبيعة وحماية الفئات الأكثر ضعفًا في مجتمعاتنا".
واختار البابا أن ينشر النصح في يوم عيد القديس فرنسيس الأسيزي، الذي اختار اسمه لبابويته، والذي سيكون له صدى لدى الكاثوليك، لأن القديس فرنسيس كان معروفا باهتمامه بالعالم الطبيعي وبساطة أسلوب حياته.