الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غضب دولي واسع من جرائم الاحتلال.. إسرائيل تواجه عزلة عالمية متزايدة

  • مشاركة :
post-title
متظاهرون يحتجون ضد سفينة سياحية قادمة من إسرائيل في جزيرة سيروس اليونانية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يواجه الإسرائيليون عزلة دولية متزايدة، وسط الغضب العالمي الواسع من العدوان المدمر على غزة، وتجويع سكان القطاع، وفق ما حذرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

واستشهدت الصحيفة على السخط الدولي المتزايد إزاء الإسرائيليين، بالاحتجاج الذي نظمه السكان المحليون في الميناء القديم لجزيرة سيروس اليونانية، الشهر الماضي، على اقتراب سفينة سياحية إسرائيلية، وهم يهتفون "فلسطين حرة". وتم منع 1600 راكب على متن السفينة كراون أيريس، القادمة من حيفا، من النزول وتم تحويل مسارهم إلى قبرص بسبب المخاوف الأمنية.

وبعد مرور ما يقرب من عامين على العدوان الإسرائيلي المدمر على غزة، أصبح الاتجاه في معظم أنحاء العالم واضحًا، وهو إسرائيل تتعرض للانتقاد والعقوبات والعزلة بشكل متزايد، كل ذلك في حين يتزايد الدعم بين الحلفاء الغربيين للاعتراف بدولة فلسطينية.

وذهب المعلقون الإسرائيليون إلى وصف موجة الاستهجان بأنها "تسونامي دبلوماسي"، إذ قال جيريمي يسخاروف، الدبلوماسي الإسرائيلي المتقاعد الذي شغل منصب السفير الإسرائيلي لدى ألمانيا: "لا أتذكر وضعًا كان حرجًا إلى هذا الحد فيما يتعلق بمكانتنا الدولية، والانتقادات الموجهة للحكومة، بما في ذلك في الولايات المتحدة. بعض أفضل أصدقائنا يرسلون إلينا إشارات سلبية للغاية".

ومع ارتفاع عدد الشهداء ورفع القيود الإسرائيلية على المساعدات غزة إلى حافة المجاعة، تزايدت الإدانة العالمية لعدوانها، حيث أثار قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي بتوسيع الحملة و"إنهاء المهمة" ضد حماس المزيد من الانتقادات من جانب حلفائه.

أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرز، أن الرد العسكري الإسرائيلي "لم يعد مبررا"، في حين انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التصعيد الإسرائيلي المخطط له، ووصفه بأنه "كارثة تنتظر الحدوث".

وقد أشارت أكثر من 12 دولة، بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا وكندا وأستراليا، إلى نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بحلول الشهر المقبل في اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك.

واتهم عدد متزايد من المنتقدين الدوليين الأكثر شراسة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، في حين أصبح نتنياهو نفسه منذ نوفمبر، خاضعا لمذكرة من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية".

وقال مسؤول إسرائيلي كبير سابق، إن الرأي العام الإسرائيلي "يدرك أن الأمر أعمق وأوسع انتشارًا وأكثر خطورة من أي وقت مضى"، مضيفًا أن الضغوط الدولية المتزايدة "نجحت في اختراقها".

وتزايد حظر الأسلحة المفروض على إسرائيل على مدار الحرب، حيث قامت ألمانيا، وهي من كبار مصدري الأسلحة، الأسبوع الماضي بتعليق تسليم الأسلحة التي يمكن استخدامها في غزة.

وقال صندوق النفط النرويجي الذي تبلغ قيمته 2 تريليون دولار، وهو أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم، إنه باع خمس استثماراته في إسرائيل، وقطع العلاقات مع مديري الصناديق الإسرائيليين ردًا على الحرب.

وقال رئيس الوزراء النرويجي، يوناس جار ستور، في بودكاست: "المشكلة الراهنة هي تضرر سمعة إسرائيل في دول لطالما تعاطفت معها". وأضاف: "سيكون لذلك تأثير مع مرور الوقت، وأعتقد أنه سيكون كارثيًا للغاية بالنسبة لإسرائيل".

وقد بدأ القطاع التكنولوجي الإسرائيلي يشعر بالأزمة الاقتصادية بالفعل، وخاصة من جانب المستثمرين الأوروبيين، وذلك وفقًا لرسائل خاصة اطلعت عليها "فاينانشيال تايمز" في منتدى على الإنترنت يضم مئات من المستثمرين المغامرين الإسرائيليين واليهود.

في رسالة من شريك محدود، ورد: "إن فكرة الاستثمار في دولة تمنع بشكل مباشر تدفق المساعدات الضرورية إلى غزة أمر نواجهه بصراع أخلاقي". ونقل مدير صندوق آخر: "إسرائيل غير مرغوب فيها في الدنمارك".

وقال أمير ميزروش، مستشار الاتصالات العالمية المقيم في تل أبيب، إنه في ظل كون الأموال الأوروبية لا تمثل سوى جزء بسيط من الاستثمار الأمريكي، فإن القلق الأكبر يتمثل في الضربة المحتملة التي قد يتعرض لها البحث المشترك والتعاون الأكاديمي في مجالات مثل أشباه الموصلات وتصميم الرقائق ومن خلال برنامج تمويل العلوم "هوريزون" التابع للاتحاد الأوروبي.

فشلت محاولات استبعاد إسرائيل من البرنامج، وكذلك اتفاقية الشراكة الأوسع مع الاتحاد الأوروبي، بسبب معارضة حكومات، منها ألمانيا والمجر. لكن لا يزال من غير الواضح إلى متى سيصمد هذا الوضع، خاصة إذا اتسع نطاق حرب غزة.

حتى الدعم في الولايات المتحدة، الحليف الأقوى لإسرائيل، قد تراجع، وخاصة بين الديمقراطيين والمستقلين. فقد أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة "جالوب" الشهر الماضي، أن 32% فقط من الجمهور يدعمون العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.

ومع ذلك، يبدو أن دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتضاءل حتى الآن، على الرغم من بوادر المعارضة داخل جناح "ماجا" في الحزب الجمهوري.

وامتلأت وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الشهر الماضي، بتقارير عن محاربين قدامى في الجيش يلاحقون بتهمة ارتكاب جرائم حرب عند زيارتهم لأمريكا اللاتينية وأوروبا، وعن تخريب مطاعم إسرائيلية في سيدني وبرلين.

كما حذف اسم منسق موسيقى إسرائيلي من قائمة المشاركين في مهرجان موسيقي بلجيكي بسبب "مخاوف أمنية" غامضة، وتعرض المصطافون للاعتداء في أثينا، مما دفع السلطات الإسرائيلية إلى نصح المسافرين إلى الخارج بـ"التقليل" من علامات جنسيتهم.

ويتمثل القلق بين المسؤولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين في احتمال فرض عقوبات إضافية، مما يجبرهم على التفكير في مستقبل تمنع فيه إسرائيل من المشاركة في الفعاليات الدولية، وتخضع لحظر أوسع على الأسلحة.