الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

باتت منبوذة دوليا.. استمرار الحرب على غزة يعمق "عزلة" إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
احتجاجات الشارع الإسرائيلي للمطالبة بصفقة لوقف الحرب والإفراج عن المحتجزين

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها الثاني والعشرين، تشهد إسرائيل انقسامات حادة تهدد النسيج المجتمعي، إذ تصطدم مطالب عائلات المحتجزين بوقف إطلاق النار وعودة ذويهم، مع رغبة اليمين المتطرف في ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن منظمة "أمهات في الجبهة" قولها: "أبناؤنا يموتون وأبناء المطالبين باحتلال غزة بعيدون عن الميدان"، مضيفة: "لا أحد من أبناء الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير في غزة، رغم دعواتهما للتصعيد".

فيما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن خطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة تنذر بمذابح جماعية وسط تجاهل دولي كامل، مشيرًا إلى أنها تعكس مستوى خطيرًا من الوحشية، وامتداد للإفلات من العقاب.

انقسام المجتمع

تطالب عائلات المحتجزين الإسرائيليين وناشطو السلام حكومة بنيامين نتنياهو بتأمين وقف إطلاق نار مع حماس وإطلاق سراح الـ49 محتجزًا المتبقين الذين أُسروا خلال عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023.

في المقابل، يسعى أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة لاستغلال الوضع لاحتلال وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية رغم تزايد الانتقادات الدولية.

يقول إيمانوئيل يتسحاق ليفي، الشاعر والمعلم وناشط السلام البالغ 29 عامًا، لوكالة الأنباء الفرنسية: "مع استمرار الحرب نصبح أكثر انقسامًا... من الصعب جدًا أن تبقى صديقًا أو أحد أفراد العائلة لشخص يدعم - من وجهة نظرك - جرائم ضد الإنسانية".

تصاعد حدة الخلافات

وتعكس المشاهد في شوارع تل أبيب عمق هذا الانقسام، حيث واجه ناشطو السلام المجتمعون في ميدان ديزنجوف، الذي يُعتبر من أهم المناطق التجارية والثقافية، ومكانًا شائعًا للتجمعات والاحتجاجات السياسية، اتهامات بـ"الخيانة" من قبل أحد المارة الذي اتهمهم بخدمة مصالح حماس.

من جهة أخرى، يعارض دفير بيركو، العامل في إحدى شركات التكنولوجيا البالغ 36 عامًا، دعوات وقف إطلاق النار، مؤكدًا لوكالة الأنباء الفرنسية أن إسرائيل يجب أن تحجب المساعدات حتى تحرير المحتجزين المتبقين، قائلاً: "إذا فتحوا حربًا، يجب أن يدركوا ما سيحدث بعد فتح الحرب".

يشير الصحفي ميرون رابوبورت، المحرر السابق في صحيفة هآرتس، إلى أن هجوم 7 أكتوبر 2023 أدى في البداية لموجة وحدة وطنية، لكن مع استمرار الصراع تباعدت المواقف وتصلبت.

الدوافع وراء استمرار الحرب

كشف استطلاع أجراه معهد دراسات الأمن القومي بين 24-28 يوليو، شمل 803 مستجيبين يهود و151 عربيًا، أن الإسرائيليين يرون بفارق ضئيل أن حماس مسؤولة عن التأخير في اتفاق تحرير المحتجزين، بينما يتهم كثيرون نتنياهو بإطالة أمد الحرب لأسباب سياسية.

تقول ميكا ألموج، الكاتبة وناشطة السلام البالغة 50 عامًا من ائتلاف "حان الوقت": "هؤلاء الجنود أبناؤنا ويُرسلون للموت في حرب إجرامية زائفة تستمر لأسباب سياسية فقط".

وعبر المؤرخ الأثري آفي عوفر البالغ 70 عامًا عن مشاعره قائلاً لوكالة الأنباء الفرنسية: "هذه أسوأ فترة في حياتي".

مطالب لترامب بالتدخل

نشر 550 من كبار الدبلوماسيين والضباط العسكريين ورؤساء أجهزة المخابرات السابقين رسالة مفتوحة يوم الاثنين، يحثون فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إخبار نتنياهو أن المرحلة العسكرية انتهت ويجب التركيز على صفقة المحتجزين.

فيما حذر عامي أيالون، المدير السابق لجهاز "الشين بيت"، في فيديو من أن الصراع "يقود دولة إسرائيل لفقدان أمنها وهويتها"، زاعمًا أن "الحرب في البداية كانت عادلة ودفاعية، لكن عندما حققنا جميع الأهداف العسكرية، توقفت عن كونها حربًا عادلة".

مخاوف من العزلة الدولية

رغم أن 24% فقط من اليهود الإسرائيليين يشعرون بالضيق من الوضع الإنساني في غزة، في حين تشير تقارير أممية إلى "مجاعة تتكشف" ومقتل مدنيين فلسطينيين أثناء البحث عن الطعام، إلا أن كثيرين يقلقون من تحول إسرائيل لمنبوذة دوليًا ومعاملة أبنائهم المجندين كمشتبه بهم في جرائم حرب عند السفر.

وبينما لا يستخدم كثير من الإسرائيليين مصطلح "الإبادة الجماعية"، إلا أنهم يدركون أن محكمة العدل الدولية، تنظر في شكوى ضد إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية، في قضية تنكرها إسرائيل ونتنياهو بدعم أمريكي.