الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"قمة بوتين وترامب".. محاولة أمريكية لإنهاء الحرب ومخاوف أوروبية من عزلة كييف

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - متابعات

يعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، قمة مرتقبة في ولاية ألاسكا، قد تكون مفصلية في مسار الحرب في أوكرانيا التي تشدد مع حلفائها الأوروبيين على ضرورة عدم استبعادها من أي تسوية.

ويتوجه بوتين الى ألاسكا التي باعتها روسيا للولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، للقاء ترامب، في أول زيارة له إلى دولة غربية منذ بدء العملية العسكرية على أوكرانيا في فبراير 2022.

وبحسب وكالة "فرانس برس"، سيكون اللقاء المقرر بدؤه عند الساعة 11,30 "التوقيت المحلي" في قاعدة إلمندورف ريتشاردسون الجوية، وهي منشأة عسكرية أمريكية رئيسية أدت دورًا مهمًا في مراقبة روسيا، هو الأول بين بوتين وترامب منذ عودة الأخير إلى البيت الأبيض في مطلع العام الحالي.

ومع تحقيق روسيا مكاسب ميدانية في النزاع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف، أوضح الكرملين أنَّ القمة ستتضمن لقاءً ثنائيًا بين الزعيمين، ما عزز مخاوف القادة الأوروبيين من احتمال جر بوتين الرئيس الأمريكي إلى تسوية تُفرض على أوكرانيا.

كما من المقرر أن يعقد الزعيمان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا عقب اللقاء.

طائرات في قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون قبل اجتماع ترامب وبوتين
من يسيطر على المفاوضات؟

أكد ترامب أنه لن يكون لقمة سائغة لبوتين الذي يحكم روسيا منذ أكثر من عقدين، وقال لصحفيين في البيت الأبيض : "أنا رئيس.. لن يعبث معي".

وأضاف: "سأعلم خلال الدقيقتين الأوليين أو الثلاث أو الأربع والخمس الأولى، ما إذا سيكون اجتماعنا جيدًا أم سيئًا".

وتابع: "إذا كان الاجتماع سيئًا، فسينتهي سريعًا جدًا، وإذا كان جيدًا فسينتهي بنا الأمر بإحلال السلام في المستقبل القريب".

وسبق لترامب أن أبدى إعجابه ببوتين، وواجه انتقادات شديدة عقب مؤتمرهما الصحفي المشترك بعد قمة هلسنكي 2018، حيث ساند الموقف الروسي المناقض لاستنتاجات أجهزة الاستخبارات الأمريكية، عبر قبوله نفي بوتين أي تدخل في انتخابات 2016 الرئاسية الأمريكية التي أوصلته إلى السلطة.

ولم يدع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى القمة التي وصفها بأنها مكافأة لبوتين، ورفض التنازل عن أي أراضٍ لصالح روسيا، وهو ما ألمح إليه ترامب كسبيل محتمل لحل النزاع.

وتعهد الرئيس الأمريكي عشية القمة بأنه لن يبرم مع بوتين أي اتفاق نهائي بشأن أوكرانيا، وسيشرك نظيره الأوكراني في أي قرار من خلال قمة ثلاثية تعقد بعد لقاء الجمعة.

من جانبه، أوضح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن ضمان أمن أوكرانيا يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من أي اتفاق مستقبلي.

وقال في تصريحاته: "لتحقيق السلام، أعتقد أننا جميعًا ندرك أنه سيتعين علينا مناقشة ضمانات أمنية".

شارك مؤيدو أوكرانيا في مظاهرة "ألاسكا تقف مع أوكرانيا" بالقرب من طريق سيوارد السريع في أنكوريج- رويترز
تبدّل النبرة

تباهى ترامب خلال حملته الانتخابية بقدرته على إنهاء حرب أوكرانيا في غضون 24 ساعة من عودته إلى السلطة، وكرر القول إنَّ الحرب التي أمر بها بوتين، لم تكن لتبدأ لو كان هو رئيسًا بدلًا من سلفه الديمقراطي جو بايدن.

لكن دعواته لبوتين والضغوط الكبيرة التي مارسها على زيلينسكي للموافقة على تقديم تنازلات فشلت في إقناع الرئيس الروسي.

وحذر ترامب بالتالي من عواقب وخيمة جدًا إذا واصل بوتين تجاهل مساعيه لإيقاف الحرب.

ورحّب بوتين بالجهود الأمريكية الرامية لإنهاء النزاع وقال إنَّ المحادثات قد تساعد على التوصل إلى اتفاق لضبط انتشار الأسلحة النووية.

من جانبه، التقى زيلينسكي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن، أمس الخميس، حيث تلقى دعمًا متجددًا من حليف غربي رئيسي، غداة محادثات أجراها الأربعاء في برلين.

وأكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أنَّ بوتين أمام فرصة للموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

وقال ميرتس في بيان الجمعة قبيل ساعات من اللقاء الروسي الأمريكي الهدف يجب أن يكون عقد قمة يحضرها أيضًا الرئيس الأوكراني زيلينسكي ويتم خلالها الاتفاق على وقف إطلاق النار .

متظاهر يحمل علم الولايات المتحدة وأوكرانيا تضامنًا مع أوكرانيا
دبلوماسية غير مثمرة

وبعد أكثر من ثلاثة أعوام على الحرب، تواصل روسيا تحقيق تقدم ميداني.

وأصدرت السلطات الأوكرانية الخميس أوامر إخلاء عائلات من بلدة دروجكيفكا ومن أربع قرى قريبة منها في منطقة حيث حقّقت قوات موسكو تقدمًا سريعًا.

وحقّقت القوات الروسية تقدّما ميدانيًا سريعا الثلاثاء بعمق 10 كيلومترات في قطاع ضيّق من خط الجبهة بالقرب من بلدتي دوبروبيليا ودروجكيفكا.

وكان ذلك أكبر تقدّم لهذه القوات خلال 24 ساعة في أراضي أوكرانيا منذ أكثر من عام، وفق تحليل أجرته فرانس برس لبيانات معهد دراسات الحرب الأمريكي.

وبُذلت العديد من الجهود الدبلوماسية منذ بدء الغزو، منها لقاءات مباشرة بين وفدين روسي وأوكراني في اسطنبول خلال الأشهر الماضية. لكن كل المحاولات فشلت في تحقيق أي تقدم ملموس باستثناء اتفاقات لتبادل الأسرى.

وأعلنت موسكو وكييف الخميس أنهما تبادلتا 84 أسير حرب من كل طرف، بموجب اتفاق توسطت فيه الإمارات.

ويكتسب مكان انعقاد القمة أهمية رمزية، إذ يعود تاريخ قاعدة إلمندورف ريتشاردسون المشتركة الواقعة قرب أنكوريج، كبرى مدن ألاسكا، إلى مطلع الأربعينات من القرن الماضي.

وأدت القاعدة في البداية دورًا حاسمًا في العمليات العسكرية الأمريكية ضد اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، لكن نشاطها بلغ ذروته بعد العام 1945 وحقبة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة.

وأثار اختيار المكان انقسامًا بين الأمريكيين المقيمين في ألاسكا.

واعتبر جاي أهوجا، وهو متقاعد في الثانية والستين، أن دعوة مجرم حرب كبوتين إلى الولايات المتحدة هي مهزلة، معربًا عن قلقه بأنه لن يكون ممكنًا التوصل إلى حل سلمي.

من جهتها، رأت المتقاعدة كيمبرلي براون (63 عامًا) أن ألاسكا هي المكان المثالي للقمة، مضيفة، أعتقد أن ترامب هو خير مفاوضٍ للسلام العالمي.