الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مخرج فيلم افتتاح مهرجان سراييفو: "الجناح" أعادني إلى السينما

  • مشاركة :
post-title
فيلم الجناح

القاهرة الإخبارية - إنجي سمير

تنطلق مساء غد الجمعة، فعاليات النسخة الـ 31 من مهرجان سراييفو السينمائي، بفيلم الكوميديا ​​السوداء البوسنية "الجناح" للمخرج دينو مصطفيتش، تأليف فيكتور إيفانتشيتش، وشارك في كتابته أمير إماموفيتش بيركي، ويشارك فيه رادي سيربيدزيا، وزيجا سوكولوفيتش، وميراليم زوبتشيفيتش، وكسينيا باجيتش، وياسنا ديكليتش.

يُمثّل فيلم "الجناح" عودة دينو مصطفيتش إلى عالم صناعة الأفلام الروائية بعد أكثر من عقدين من عرض فيلمه الأول "إعادة إنتاج" في مهرجان روتردام السينمائي.

ويقول "مصطفيتش" وهو مخرج مسرحي ووثائقي، شغل منصب المدير الفني للدراما في المسرح الوطني بسراييفو، لمجلة "فارايتي" إنّ الفيلم أعاده إلى الفضاء الذي يُتيح له استكشاف أعمق جوانب العلاقات الإنسانية، فبعد أكثر من عقدين من العمل في المسرح والأفلام الوثائقية، شعر برغبة ملحة في العودة إلى شكل سينمائي أطول، يسمح له ببناء الشخصيات طبقة تلو الأخرى.

تمرد المسنين

تبدأ أحداث فيلم "الجناح" في أروقة دار رعاية المسنين، إذ يتعرض المقيمون المسنون باستمرار لقسوة الطاقم الطبي والتدهور المتزايد في الخدمات الأساسية في أثناء انتظارهم سنواتهم الأخيرة وعندما يصبح الإذلال في النهاية فوق طاقتهم، يستخدمون مخبأ من الأسلحة المهربة إلى داخل المنشأة لاحتجاز الإدارة والموظفين كرهائن، وهي خطوة تُشعل ضجة إعلامية وتُهز النخبة السياسية في عام انتخابي حافل.

فجأة، يسود نظام جديد في "الجناح"، إذ يزداد انقسام سكانه الغاضبين بين رغبتهم في أن يُعاملوا بكرامة وتعطشهم للانتقام ومع تصاعد الأحداث، يتجه الفيلم نحو مواجهة حتمية وذروة مفاجئة، إذ يُظهر كبار السن في بلدٍ يُهمّشهم باعتبارهم الأكثر ضعفًا.

وأضاف "مصطفيتش" لمجلة "فارايتي" قبل العرض الأول للفيلم: "الجناح" ليس مجرد قصة عن دار رعاية مسنين، بل عن مجتمعٍ يُهمّش ببطءٍ من لم يعد يراهم مفيدين، كما أردتُ أن أُظهر كيف يُمكن للفكاهة والتمرد، أن تظهر حتى في تلك الأماكن المنسية وكيف أن الكرامة لا تكفّ عن كونها حاجةً إنسانيةً، مهما تقدّم العمر".

بيان ضد التمييز 

منذ المشاهد الافتتاحية للفيلم، يُستهان بكبار السن في "الجناح"، ويُتوقع منهم الخضوع للإساءة والإهمال دون مقاومة، إلا أن سيناريو فيكتور إيفانتشيتش وأمير إماموفيتش بيركي، سرعان ما يُقلب أي توقعات بالرضوخ الهادئ، فشخصياتهم لا تتفوق على مُعذبيها وتتغلب عليهم في كل منعطف فحسب، بل تُغمرهم أيضًا بروح الدعابة وهو ما يصفه "مصطفيتش" بأنه بيان سياسي ضد التمييز على أساس السن في ثقافة تُنكر وجود الاحتياجات الإنسانية الأساسية للأفراد مع تقدمهم في السن.

ويقول "مصطفيتش": "نعيش في مجتمعات تخشى الشيخوخة، وغالبًا ما تُخفيها عن الأنظار، فعندما نبتعد عن آبائنا أو كبارنا، فإننا في الواقع نبتعد عن مستقبلنا، وبالتالي آمل أن يستوعب الجمهور فكرة أن الكرامة ليست ترفًا، بل حق وأن الوقت لم يفت أبدًا للحب، والمقاومة، والضحك حتى في آخر محطات الحياة".

وتابع: "إن الكوميديا في بلدي غالبًا ما تكون السبيل الوحيد للنجاة من الواقع وتفتح الباب أمام التعاطف، حتى عندما نتحدث عن أصعب التجارب".

ويضيف: "الفكاهة السوداء في "الجناح" لا تُقلل من جدية الموضوع، بل تُذكرنا بأنه حتى في أحلك الظروف، يمكن للحياة والضحك والدفء الإنساني أن تصمد".

يصف المخرج البوسني اختيار الفيلم في مهرجان سراييفو السينمائي بأنه شرف ولحظة مؤثرة للغاية، ومن المتوقع أن يستقبل جمهورًا غفيرًا في ليلة الافتتاح، قائلًا: "هذه مدينتي، جمهوري، وأشعر وكأن الفيلم يعود أخيرًا إلى موطنه".