بدأ مسؤولو إنفاذ القانون المحليون على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة في استخدام طائرات بدون طيار مبرمجة بالذكاء الاصطناعي لتحديد مواقع تجار المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين. بينما على الجانب الآخر، تستخدم عصابات المخدرات المكسيكية طائرات بدون طيار لمراقبة المناطق الصحراوية في الولايات المتحدة لتهريب منتجاتها.
وحسب تقرير لـ"أكسيوس"، لطالما أجّجت الحكومة الأمريكية، التي تُسهم طائراتها المسيّرة في بناء ما تُسمّيه "جدارًا افتراضيًا"، حرب التكنولوجيا على طول الحدود. لكن الآن، حتى وكالات إنفاذ القانون المحلية الصغيرة تتدخل في سباق التسلح هذا ضدّ "الكارتلات" والهجرة غير الشرعية.
ويشير التقرير إلى أنه "رغم انخفاض حركة المهاجرين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، تتوالى حروب الطائرات المسيّرة. ويعود ذلك جزئيًا إلى نقص الكوادر في إدارات الشرطة ومكاتب ضباط القانون في البلديات الصغيرة (الشريف)، إضافة إلى تخفيضات المساعدات الفيدرالية التي حدّت من الدوريات التقليدية.
زيادة الاستخدام
أشار تقرير صدر هذا العام، إلى ارتفاع عدد وكالات إنفاذ القانون الأمريكية التي تستخدم الطائرات بدون طيار بنسبة 150% منذ عام 2018، حيث تُستخدم في هذه الحالات كـ"استجابة أوليّة" في حالات الطوارئ لتقييم المواقف.
وحسب "أكسيوس"، بدأت وكالات إنفاذ القانون المحلية في ولاية أريزونا في استخدام المسيّرات لمراقبة الإغراق غير القانوني للنفايات، ومختبرات الأميثامفيتامين التي تعمل على الطرق الريفية المعزولة، وإنقاذ المهاجرين غير الشرعيين أو المتنزهين في الصحراء الحارقة.
أيضًا، أعلن مكتب الشريف في مقاطعة كوتشيس بأريزونا، التي تشترك في 84 ميلًا من حدودها مع المكسيك، عن إطلاق برنامج تجريبي للطائرات بدون طيار مدعوم من شركة Draganfly الكندية، التي تستخدم مسيّراتها في أوكرانيا للكشف عن الألغام الأرضية.
وفي مدينة لاريدو الحدودية بولاية تكساس، قالت الشرطة في وقت سابق من هذا الشهر إنها ستنشر طائرات بدون طيار من طراز BRINC لمساعدتها في الاستجابة لحالات الطوارئ سريعا.
كما يستخدم الحرس الوطني في تكساس وشرطة نيو مكسيكو الطائرات بدون طيار. وتستخدم مدينة سانلاند بارك في ولاية نيو مكسيكو -بالقرب من مدينة إل باسو المكسيكية- مسيّرات لمساعدة إدارات الإطفاء والشرطة في إنقاذ المهاجرين والمتنزهين العالقين في جبل كريستو ري، الذين يكافحون لعبور نهر ريو جراندي.
كيف تعمل؟
على عكس الطائرات بدون طيار التجارية، يمكن للطائرات بدون طيار الخاصة بالشرطة ذات التقنية العالية أن تطير لساعات، وتجمع البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتعيد إنشاء مشاهد الحوادث في دقائق، وتوجيه الضباط باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
وتتمتع طائرات الهليكوبتر الرباعية المعززة بالذكاء الاصطناعي في مقاطعة كوتشيس بالتصوير الحراري لعمليات البحث والإنقاذ والعمليات الليلية، وتحديد مواقع تجارة المخدرات المحتملة في مساحة 6200 ميل مربع في المقاطعة الحدودية. وتقوم مسيّرات لاريدو بتتبع مطاردات السيارات، ومعرفة ما إذا كان المشتبه به في العنف المنزلي مسلحًا قبل وصول الشرطة.
أيضًا، بعض الطائرات بدون طيار قادرة على مراقبة أي شيء بدءاً من الرادار الأرضي وحتى جودة الهواء، كما يمكنها قياس معدل ضربات قلب الشخص ومعدل تنفسه وضغط دمه ومستوى الأكسجين من مسافة 500 متر.
وحتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أن أيًا من مسيّرات سلطات إنفاذ القانون المحلية تتمتع بـ"قدرات هجومية"، مثل القدرة على إطلاق الرصاص من السماء، أو حتى المتفجرات مثل تلك التي يستخدمها الجيش.
حرب العصابات
يأتي سباق الطائرات بدون طيار المحلي في الوقت الذي تقوم فيه عصابات المخدرات في المكسيك بتسيير آلاف الطائرات بدون طيار فوق الأراضي الأمريكية، بحسب مسؤولين في وزارة الأمن الداخلي الأمريكية.
الشهر الماضي، ذكر ستيفن ويلوبي، نائب مدير برنامج مكافحة المسيّرات في وزارة الأمن الداخلي، للجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي، إن مسيّرات تابعة لعصابات المخدرات نفذت أكثر من 27 ألف طلعة جوية في نطاق 500 متر من الحدود الجنوبية خلال الأشهر الستة الأخيرة من عام 2024.
وشهد ويلوبي بأنهم "يطيرون بين الساعة الثامنة مساء والرابعة صباحا، عندما يمكن لغطاء الظلام أن يحجب الأنشطة غير المشروعة"؛ مشيرا إلى أن الطائرات بدون طيار قادرة على الطيران لأكثر من 45 دقيقة، وتصل إلى سرعة تزيد على 100 ميل في الساعة، وتحمل أكثر من 100 رطل.
وقال إن بعض المسيّرات التي تديرها عصابات المخدرات أسقطت متفجرات على فصائل منافسة في المكسيك، على الرغم من عدم الإبلاغ عن مثل هذه الإجراءات من الجانب الأمريكي.