تتوقع إسرائيل ردًا إيرانيًا بمئات الصواريخ الباليستية، على الهجمات التي نفذتها تل أبيب فجر اليوم الجمعة، واستهدفت قادة ومسؤولين ومنشآت نووية إيرانية.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حالة طوارئ خاصة في الجبهة الداخلية على مستوى إسرائيل بأكملها. وأضاف كاتس في الإعلان، أنه "في أعقاب الهجوم الاستباقي الذي شنته إسرائيل ضد إيران، من المتوقع أن تتعرض إسرائيل وسكانها لهجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة في المستقبل القريب جدًا".
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، أن إيران أطلقت نحو 100 طائرة مسيّرة هجومية باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مؤكدًا أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية بدأت التعامل مع التهديد الجوي المتعدد.
وأوضح المتحدث أن المسيرات الإيرانية تستهدف مواقع عسكرية واستراتيجية داخل إسرائيل، مشيرا إلى أن حالة التأهب القصوى مستمرة، في ظل مخاوف من موجات هجوم إضافية خلال الساعات القادمة.
وتشير شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، إلى أن قدرة إيران على الرد على إسرائيل بعد هجمات الجمعة، تعتمد إلى حد كبير على قوتها الصاروخية الباليستية.
تمتلك القوة الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني أكثر من 100 قاذفة صواريخ باليستية متوسطة المدى قادرة على إطلاق مقذوفات يصل مداها إلى أكثر من 1000 كيلومتر، وهو ما يكفي لضرب إسرائيل، بحسب تقرير "التوازن العسكري 2025" الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وتضم القوة الصاروخية الإيرانية صواريخ تعمل بالوقود الصلب، وصواريخ باليستية تعمل بالوقود السائل.
تحمل الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل، رؤوسًا حربية شديدة الانفجار أثقل وزنا (1200 كيلوجرام أو أكثر) مقارنة بنحو 500 كيلوجرام في الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل، وفقًا لبيانات وقائع من مشروع التهديد الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
لكن ميزة الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب هي أنه يمكن إطلاقها على الفور تقريبًا، في حين أن تزويد صاروخ يعمل بالوقود السائل بالوقود قد يستغرق ساعات. ويمكن للصواريخ الباليستية المطلقة من إيران الوصول إلى إسرائيل في غضون 15 دقيقة تقريبًا.
وتمتلك إيران أيضًا مجموعة من الطائرات المسيرة والصواريخ الكروز التي يمكنها الوصول إلى إسرائيل، لكن قد تستغرق بضع ساعات أو أكثر للوصول إلى هدف على تلك المسافة، وهي تحمل رؤوسًا حربية أصغر حجمًا، وهي أكثر عرضة للدفاعات الجوية الإسرائيلية.
في أكتوبر الماضي، أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي وطائرة بدون طيار ضد إسرائيل، لكن معظمها أسقطتها الدفاعات الإسرائيلية. وأعلنت إسرائيل حينها بأن الأضرار التي لحقت بها جراء الصواريخ والطائرات الإيرانية بدون طيار التي نجحت في اختراق الدفاعات الإسرائيلية كانت طفيفة.
ويمتلك سلاح الجو الإيراني 265 طائرة قادرة على القتال، وفقًا لتقرير "التوازن العسكري". لكن معظم هذه الطائرات مقاتلات أمريكية الصنع قديمة، تعود إلى حقبة الحرب الباردة، وتتطلب التزود بالوقود جوًا للوصول إلى إسرائيل، بينما تمتلك إيران أقل من خمس طائرات للتزود بالوقود، وفقًا لمنشور المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وقال المعهد إن طهران لديها سرب من تسع طائرات مقاتلة من طرازي إف-4 وإف-5، وآخر من طائرات سوخوي-24 روسية الصنع، إلى جانب عدد من طائرات ميج-29 وإف7 وإف14.
كما يمتلك الإيرانيون طائرات مسيرة مصممة للتحليق صوب الأهداف والانفجار. ويعتقد المحللون أن أعداد ترسانة الطائرات المسيرة هذه لا تتجاوز 10 آلاف.
وبالإضافة إلى ذلك يقولون إن إيران تمتلك أكثر من 3500 صاروخ سطح-سطح بعضها يحمل رؤوسًا حربية تزن نصف طن لكن العدد القادر على استهداف إسرائيل قد يكون أقل.
وفي مجال الدفاع، تعتمد إيران على مزيج من صواريخ سطح-جو وأنظمة دفاع جوي روسية ومحلية الصنع. وتلقت طهران شحنات من منظومة إس-300 المضادة للطائرات من روسيا في عام 2016، وهي أنظمة صواريخ سطح-جو بعيدة المدى قادرة على التعامل مع أهداف متعددة في آن واحد، بما في ذلك الطائرات والصواريخ الباليستية.
وطورت إيران أيضًا منصة صواريخ سطح-جو من طراز باور-373 بالإضافة إلى منظومتي الدفاع صياد ورعد.
وفجر اليوم، شنت إسرائيل ضربات عسكرية طالت العاصمة طهران نفسها وعدة مدن أخرى، استهدفت خلالها إسرائيل، هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني، ومقر الحرس الثوري، ومنشآت إيران النووية الرئيسية، ومنازل كبار العلماء النوويين، وأدت بالفعل إلى مقتل عدد منهم.
وأسفرت الضربات عن مقتل قادة كبار وعلماء على رأسهم القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، بجانب وفاة العالمين النوويين محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي، كما تعرض للاغتيال نائب رئيس الأركان الإيراني، الجنرال غلام علي رشيد.
لكن بريت ماكجورك، محلل الشؤون العالمية في "سي. إن. إن" والذي عمل منسقًا للشرق الأوسط في البيت الأبيض في عهد بايدن، قال إن أي رد فعل إيراني على الهجوم الإسرائيلي قد يتأخر بسبب مقتل القائد الأعلى للحرس الثوري، الجنرال حسين سلامي، وغيره من كبار القادة العسكريين، في هجوم الجمعة.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت إيران قادرة على الرد بسرعة، قال ماكجورك إن إيران قادرة على رد شامل. وأشار إلى أنه في الأول من أكتوبر الماضي، أطلقت إيران 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، على الرغم من اعتراض معظمها من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وأضاف ماكجورك: "بمجرد ضبطها، يمكنها إطلاق وابل من حوالي 30 صاروخًا لكل صاروخ، بفاصل زمني يبلغ حوالي خمس دقائق".
وتابع أن الصواريخ الإيرانية تستغرق حوالي 13 دقيقة للوصول إلى إسرائيل، وبسبب مسارات الصواريخ الباليستية، لا توجد سوى فترة زمنية قصيرة تكون فيها عرضة للاعتراض.
وقال ماكجورك: "أعتقد أنهم سيحاولون القيام بشيء مماثل لهجوم الأول من أكتوبر على نطاق واسع". وأضاف: "يبقى أن نرى ما إذا كانوا قادرين على تنفيذ ذلك أم لا إذا كانوا في حالة من الفوضى".