يبرز اسم الموسيقار هاني شنودة كواحد من أبرز المؤثرين في عالم الموسيقى وأحد أعمدتها الذين نجحوا في فرض رؤيتهم ليكون بين المجددين، إذ تمكن من تقديم عالمه الموسيقي وتأكيد أنه فنان شامل أسهم في إعادة تشكيل الأغنية المصرية بمفردات عصرية ومختلفة، وصاحب دور محوري في اكتشاف أصوات أصبحت رموزًا فنية، مثل محمد منير وعمرو دياب، إلى جانب تأسيسه فرقة "المصريين"، التي كانت بمثابة ثورة فنية في سبعينيات القرن الماضي، ليجمع بين التراث والحداثة، ويقدم موسيقى تخاطب الوجدان والعقل معًا.
وفي النسخة الثالثة والثلاثين من مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء، الذي تنظمه دار الأوبرا المصرية، جاء تكريم هاني شنودة تقديرًا لمسيرته الحافلة بالعطاء والتأثير.
يقول الموسيقار المصري الكبير هاني شنودة لموقع "القاهرة الإخبارية "، إن هذا التكريم يحمل في طياته معنيين غاليين على قلبه، إذ إن الشق الأول من هذا التكريم يكمن في كونه جاء من دار الأوبرا المصرية، المؤسسة العريقة التي تُعد من أبرز منارات الفنون الجادة في مصر والعالم العربي، معتبرًا أن تقدير الأوبرا له بمثابة اعتراف رسمي بمشواره الفني الطويل وبأثره الواضح في الساحة الموسيقية، سواء من خلال أعماله أو اكتشافه وتقديمه لعدد من أبرز نجوم الغناء والموسيقى في مصر.
أما الشق الثاني، فقال شنودة إنه يتمثل في البُعد الإنساني والزمني لهذا الحدث، مضيفًا: "أنا في الرابعة والثمانين من عمري، وأشعر بأنني بهذا العمر أصبح وجودي في حد ذاته تكريمًا للمؤسسة التي احتضنتني واحتفت بي، لقد سعدت بهذا التكريم الرائع، وأتمنى أن يكون مشواري الفني قد ترك بصمة واضحة في نفوس المبدعين وفي وجدان الجمهور".
وأكد "شنودة" أن التكريم في هذا التوقيت ومن هذه المؤسسة لا يُعد مجرد احتفاء باسمه بل بتجربته، وبقيمة فنية استمرت لعقود، ظل خلالها حريصًا على تقديم الفن الهادف والراقي، والمساهمة في تشكيل ملامح الموسيقى الحديثة في مصر.