السينما الفلسطينية تكتب تاريخ شعبها.. وأتمنى أن يساهم "مهدد بالانقراض" بسطر في روايتنا
اختيار العمل في مهرجان فينسيا الدولي دليل على أهمية حضور السينما الفلسطينية والعربية
لا تزال السينما الفلسطينية تثبت حضورها عالميًا، لينضم الفيلم القصير "مهدد بالانقراض" للمخرج الفلسطيني سعيد زاغة إلى الأعمال التي تساند القضية من خلال توصيل السينما وتمثيل فلسطين في المحافل الدولية، إذ اختير للمشاركة رسميًا في مسابقة آفاق للأفلام القصيرة خلال فعاليات النسخة الـ82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.
يمتد الفيلم لنحو 20 دقيقة، وهو إنتاج مشترك بين أربع دول فلسطين، الأردن، فرنسا، والمملكة المتحدة، ويقدم معالجة درامية تدور أحداثها في ليلة واحدة فقط، في أجواء يسودها الغموض والتوتر النفسي، ويطرح صراعًا داخليًا تتصاعد فيه الضغوط والانفعالات بشكل متدرج وحاد.
قصص حقيقية
يؤكد المخرج سعيد زاغة لموقع "القاهرة الإخبارية" أن فكرة الفيلم مستوحاة من قصص حقيقية عايشها أو سمع بها، وقد رأى فيها فرصة لصنع فيلم تشويقي تدور أحداثه في ليلة واحدة.
وأشار إلى أن عنوان الفيلم "مهدد بالانقراض"، يحمل دلالة رمزية كبيرة تتعلق بجوهر القصة، لكنه رفض الإفصاح عن تفاصيل سبب التسمية حتى لا يكشف الأحداث أو يُفسد تجربة المشاهدة، مؤكدًا أن اختيار العنوان لم يكن عشوائيًا بل يخدم الرسالة العامة للفيلم.
لم تكن تجربة صناعة الفيلم سهلة، بل وصفها "زاغة" بأنها كانت "قريبة من المستحيلة"، نظرًا للظروف السياسية والميدانية التي تمر بها فلسطين، خاصة في ظل الحرب والإبادة الجماعية وعمليات التطهير العرقي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ونتيجة لهذه التحديات، اضطر الفريق إلى نقل مواقع التصوير إلى الأردن، حيث تم التعاون مع طاقم عمل محترف هناك، كما تم استكمال التصوير في العاصمة المجرية بودابست، تلبية لمتطلبات القصة التي تستدعي مواقع بعينها.
يشير "زاغة" إلى أن عملية إنتاج الفيلم استغرقت عامًا كاملًا، شملت مراحل متعددة، بدءًا من الحصول على التمويل، وحتى تنفيذ التصوير والمونتاج، موضحًا أن واحدة من أبرز مشكلات إنتاج الأفلام القصيرة هى تأمين التمويل الكافي لإنجاز العمل بجودة عالية.
شخصيات من الواقع
أكد المخرج الفلسطيني أن شخصيات الفيلم مستمدة من الواقع وتعكس تجارب إنسانية حقيقية عاشها فلسطينيون أو قريبة من تجاربهم، مشددًا على أن هذه الأصالة تمنح الفيلم بُعدًا إنسانيًا وواقعيًا حقيقيًا، ليُلامس الجمهور سواء العربي أو الدولي، ويعزز رسالته بوضوح وقوة.
فينيسيا السينمائي
عبّر "سعيد زاغة" عن سعادته الكبيرة وفخره العميق باختيار فيلمه "مهدد بالانقراض" للمشاركة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، مشيرًا إلى أن هذه المشاركة تمثل دليلًا على أهمية السينما الفلسطينية والعربية، وهو يساهم في إيصال صوت هذه السينمات إلى العالم.
صرخة غاضبة
كشف "زاغة" أن الفيلم جاء كرد فعل شخصي منه على المجازر والانتهاكات التي تشهدها فلسطين، مشيرًا إلى أنه أراد أن يصنع عملًا سينمائيًا يمثل تجسيدًا لغضبه وسخطه الشديدين من العالم الذي يتجاهل ما يجرى، ويتعامل مع معاناة الفلسطينيين كأنها أمر طبيعي ومعتاد.
وصف "زاغة" الفيلم بأنه بمثابة "صرخة في الظلام"، وقال: "السينما جزء مهم جدًا من نضال الشعب الفلسطيني، فنحن نكتب تاريخنا وروايتنا من خلالها، وأتمنى أن يكون هذا الفيلم سطرًا واحدًا أساهم به في التعبير عن قضيتنا وقصتنا".