توالت الإدانات الدولية الحادة لقرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الموافقة على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسيطرة على قطاع غزة، ووصف مسؤولون دوليون القرار بأنه يمثل "تصعيدًا خطيرًا" يهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية بالفعل في القطاع.
الأمم المتحدة
انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، خطة إسرائيل، واعتبرها "تصعيدًا خطيرًا يهدد بتعميق العواقب الكارثية بالفعل على ملايين الفلسطينيين".
ودعا المتحدث باسمه الحكومة الإسرائيلية إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
السعودية
من جهتها، نددت المملكة العربية السعودية بـ"أقوى وأشد العبارات" بقرار إسرائيل، مؤكدة أنه "يؤكد مجددًا أنها لا تستوعب الارتباط الوجداني والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني بهذه الأرض".
وحذَّرت وزارة الخارجية السعودية من أن استمرار عجز المجتمع الدولي عن وقف الانتهاكات الإسرائيلية "يقوِّض أسس النظام الدولي"، ويهدد الأمن والسلم الإقليميين والعالميين.
الصين
كما أعربت الصين عن قلقها، وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية قوه جيا كون، أن "غزة ملك للشعب الفلسطيني وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية".
وشدد على أن "الوقف الفوري لإطلاق النار هو السبيل الأمثل لتخفيف الأزمة الإنسانية" والحل الكامل للصراع.
فرنسا
وفي نفس السياق، أدان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خطة الحكومة الإسرائيلية، معتبرًا أن مثل هذه العملية "من شأنها أن تزيد من تفاقم الوضع الكارثي بالفعل، دون تمكين إطلاق سراح رهائن حماس، أو نزع سلاح حماس واستسلامها".
الخطة الإسرائيلية
يأتي هذا الرفض الدولي بعد إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي "يستعدّ للسيطرة على مدينة غزة مع توزيع مساعدات إنسانية على السكّان المدنيين خارج مناطق القتال"، وجاء هذا القرار رغم الانتقادات الحادة من المعارضة الإسرائيلية التي وصفته بـ"خطوة كارثية".
ووفقًا للتقارير الإعلامية، تشمل خطة نتنياهو خمسة أهداف رئيسية، هي: القضاء على حركة حماس، ضمان تحرير جميع المحتجزين، نزع السلاح من القطاع، فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية، وإنشاء إدارة مدنية بديلة لا تخضع لحماس أو السلطة الفلسطينية.
وتركِّز الخطة العسكرية على عملية تدريجية تبدأ بالسيطرة الكاملة على مدينة غزة، مع نقل سكانها المقدر عددهم بمليون نسمة إلى جنوب القطاع.
وتتبع هذه الخطوة عمليات تطويق للمدينة، ثم توغل في التجمعات السكنية بهدف السيطرة على معسكرات حماس في وسط القطاع، والمناطق التي يُرجَّح وجود محتجزين فيها.
وتشير وسائل الإعلام إلى أن الخطة تتضمن تنفيذ هجوم إضافي بعد أسابيع، يترافق مع تكثيف المساعدات الإنسانية للمدنيين خارج مناطق القتال، كما يُتوقع الدفع بعشرات الآلاف من الجنود الإسرائيليين إلى داخل القطاع لتنفيذ هذه المراحل.