الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بوتين وترامب.. لقاء "الصفقة الكبرى" لإنهاء حرب أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
ترامب وبوتين

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

لطالما صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، برغبته في عقد لقاء مباشر مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، معتبرًا أن مثل هذا اللقاء فرصته الأهم لتحقيق نصر إستراتيجي في حربه ضد أوكرانيا والتي دخلت عامها الرابع.

وقال محللون ومقرّبون من بوتين، فإن هدفه الأساسي منذ بداية الحرب لم يكن مجرد السيطرة على أراضٍ أوكرانية، بل التوصل إلى اتفاق سلام يُلبي طموحاته الجيوسياسية، وعلى رأسها منع انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" ووقف تمدد الحلف شرقًا، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

ويُعتقد أن ترامب الشخصية الوحيدة القادرة على تقديم هذا النوع من الضمانات، بحسب "نيويورك تايمز"، ما يفسر تركيز بوتين على الحفاظ على علاقة مع واشنطن رغم التوتر، بل والسعي لإرضاء ترامب، حتى مع تزايد انزعاج الأخير من رفض بوتين الاتفاق على وقف لإطلاق النار.

وقال سيرجي ماركوف، المحلل السياسي المقرّب من الكرملين: "بوتين يعتبر ترامب ورقة إستراتيجية مهمة لتمهيد الطريق نحو تسوية سلمية بشروط روسيا".

وأضاف "ماركوف" أن بوتين نفسه قال في تصريحات سابقة: "من الأفضل لنا أن نلتقي ونتحدث بهدوء عن كل القضايا التي تهم روسيا والولايات المتحدة في ضوء الواقع الحالي".

لقاء خلال أيام

وفي خطوة لافتة، أكد الكرملين أن الرئيسين يعتزمان الاجتماع خلال الأيام المقبلة، دون تحديد موعد دقيق. فيما قالت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، إن قمة بوتين وترامب ستكون الأسبوع المقبل على الأرجح.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائه نظيره الإماراتي محمد بن زايد اليوم الخميس، إن الإمارات تعد أحد الأماكن المناسبة المحتملة لعقد لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

في وقت سابق، امتنعت إدارة ترامب عن الموافقة على لقاء يجمع ترامب وبوتين في انتظار بادرة جدية من موسكو بشأن وقف إطلاق النار.

لكن إعلان البيت الأبيض المفاجئ عقد القمة أثار تساؤلات بشأن ما يكون بوتين تعهد به خلال اجتماعه الأخير في موسكو مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف. ولم يُكشف عن تفاصيل اللقاء، إلا أن مستشار السياسة الخارجية في الكرملين، يوري أوشاكوف، أشار إلى أن بوتين نقل "إشارات" معينة بشأن أوكرانيا دون تفصيل.

وتُرجح بعض المصادر أن بوتين أبدى مرونة أكبر بشأن كيفية تقسيم الأراضي أو التفاوض عليها، بعد أن ظلت موسكو تُطالب سابقًا بالسيطرة الكاملة على أربع مناطق أعلنت ضمها من أوكرانيا عام 2022، رغم أن أجزاء كبيرة منها ما زالت تحت سيطرة كييف.

جذور الصراع

ويرى محللون أن إصرار موسكو على هذا الموقف المتشدد ربما كان جزءًا من إستراتيجية للضغط باتجاه عقد قمة مباشرة بين بوتين وترامب، إذ تأمل القيادة الروسية أن يتمكن بوتين من إقناع ترامب، المعروف بتعاطفه السابق مع روسيا، بالعودة لدعم رؤيته حول "جذور الصراع".

وتقول تاتيانا ستانوفايا، الباحثة في مركز كارنيجي لأوراسيا، إن بوتين يُولي أهمية أكبر بكثير لمسألة ضمانات الناتو وحياد أوكرانيا من السيطرة الفعلية على الأرض، مؤكدة أن "عدم ترسيم حدود المناطق التي أعلنت روسيا ضمها دليل على وجود هامش للمناورة بشأن الأراضي".

وأضافت: "ما يريده بوتين حقًا إنهاء مشروع أوكرانيا كدولة مناهضة لروسيا، وإعادتها إلى مجال النفوذ الروسي، سواء عبر ضمانات غربية، أو من خلال السيطرة السياسية من الداخل، أو الاثنين معًا. أما مسألة الأراضي، فهي ثانوية".