كشف تقرير أمريكي عن مكالمة حادة تخللها الصراخ بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا، تتناول الأزمة الإنسانية في غزة وتجويع سكان القطاع.
وحسب مسؤولين، لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، فإن ترامب صرخ في وجه نتنياهو خلال المكالمة، التي جرت بينهما في يوليو، عندما ناقشا الحرب على غزة.
بدأت الأزمة في 27 يوليو، بعد أن قال نتنياهو في خطاب له: "لا نمارس سياسة التجويع في غزة ولا يوجد مجاعة في القطاع".
وعندما سُئل ترامب عن هذه التصريحات في اليوم التالي خلال زيارته إلى أسكتلندا، ناقض نتنياهو قائلً إنه "غير مقتنع تمامًا" بتأكيدات نتنياهو في هذا الصدد، إذ يبدو من الواضح أن الأطفال في غزة يعانون من الجوع الشديد"، مضيفًا أن هناك "مجاعة حقيقية ولا يمكن تزييف ذلك".
ووفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، التي نقلت عن مسؤولين أمريكيين كبار لم تُسمّهم، جرت المحادثة الهاتفية الحادة في 28 يوليو.
وأفاد التقرير أنه بعد تصريحات ترامب، طلب نتنياهو إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي، وتحدثا بعد ساعات.
ووفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز"، التي نقلت عن مسؤولين أمريكيين، أبلغ نتنياهو ترامب بأن "التقارير عن المجاعة واسعة النطاق في غزة كاذبة، وأن حماس هي من فبركتها".
وقال مسؤولون للشبكة الأمريكية، إن ترامب قاطع نتنياهو وبدأ بالصراخ، مؤكدًا أنه "لا يريد سماع أن المجاعة زائفة، وأن مساعديه أطلعوه على أدلة على أن الأطفال هناك يتضورون جوعًا".
ووصف المسؤولون المكالمة بأنها "محادثة مباشرة، في الغالب من طرف واحد، حول وضع المساعدات الإنسانية"، وكان ترامب صاحب معظم الحديث فيها.
وأضاف المسؤول نفسه أن واشنطن "لا تشعر فقط بأن الوضع مُزرٍ، بل إنها تتحمل مسؤوليته بفضل مؤسسة غزة الخيرية" - في إشارة إلى المؤسسة المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي أُنشئت للإشراف على توزيع المساعدات في القطاع المُدمر، ولكنها تُعاني من تقارير يومية عن إطلاق نار ووفيات بالقرب من مواقعها.
عقب المكالمة، أُرسل المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف للاطلاع على خطة عملية لمعالجة الوضع الإنساني، وإعادة المحتجزين، وإنهاء الحرب على غزة.
من جهته سارع مكتب نتنياهو، اليوم الجمعة، إلى نفي ما ورد في تقرير الشبكة الأمريكية، ووصفه بأنه "أخبار كاذبة".
وكتب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان مقتضب: "إن الادعاء بوجود "مباراة صراخ" بين نتنياهو وترامب هو خبر كاذب تمامًا".
تنفي إسرائيل انتشار المجاعة على نطاق واسع، وتزعم أنها تبذل جهودًا حثيثة للسماح بدخول مساعدات كافية إلى غزة، لكن في ظل ضغوط دولية شديدة، زاد الاحتلال مؤخرًا من تدفق الإمدادات، بعد أن منعت دخول المساعدات لمدة أحد عشر أسبوعًا بين مارس ومايو.