*غنيت لأم كلثوم في الصين.. والجمهور انسجم رغم عدم فهمهم للكلمات
*الرئيس الفرنسي قال لي: "فرح تعني داليدا.. وداليدا رمز مهم في فرنسا"
*أحرص على الغناء في مصر دائمًا رغم احترافي الغناء.. وأنشر ثقافتنا بالخارج
في زمن قلّ فيه الحضور العربي على خشبات الأوبرا العالمية، برز اسم السوبرانو "فرح الديباني" كعلامة فارقة تجمع بين العراقة الشرقية والرقي الغربي، لتصبح أول مصرية وعربية تعتلي خشبة أوبرا باريس وتُكرّم فيها، وتُغني أمام رؤساء دول وزعماء، حاملة في صوتها وهويتها ملامح الحضارة المصرية التي لا تغيب.
ليست فقط صوتًا أوبراليًا استثنائيًا، بل سفيرة ثقافية حقيقية، تُجسّد بصوتها التقاء الشرق والغرب، وتُجيد المزج بين طرب أم كلثوم وأناقة الموسيقى الكلاسيكية وبين الموسيقى الغربية، لتؤكد للعالم أن الفن المصري لا يزال قادرًا على الحضور والتأثير والإبهار.
وفي حوارها مع موقع "القاهرة الإخبارية"، كشفت "الديباني" عن سلسلة من المحطات الفنية سواء المستقبلية أو التي خاضتها مؤخرًا، قائلة: "لديَّ أول حفل قريبًا في سويسرا مع الأوركسترا القومي، وهو حدث مهم بالنسبة لي، خاصة بعد مشاركتي الأخيرة في احتفالية كبرى بمحافظة الإسكندرية، إذ تم تكريمي ومنحي مفتاح المدينة، بحضور عدد كبير من الوزراء والشخصيات العامة في مصر".
وأضافت: "أُغني في مصر منذ 15 عامًا، وأمارس الغناء كمحترفة خارجها منذ المدة ذاتها، لطالما حرصت على إقامة حفلات داخل مصر، منها حفلات عديدة في مكتبة الإسكندرية التي تمتلك أوركسترا مميزة، وكذلك حفل في دار الأوبرا المصرية، وآخر عند سفح الأهرامات، أبريل الماضي، ضمن فعالية احتفالية بالتعاون المصري الياباني".
وعن ارتباطها بمدينة الإسكندرية، أوضحت: "أنا إسكندرانية مرتبطة بها رغم احترافي الغناء عالميًا، لكن علاقتي بها لم تنقطع وسبق أن غنيت في قلعة قايتباي، أكتوبر الماضي، خلال احتفالية يوم المدن العالمية، بحضور منظمة الأمم المتحدة للمدن، التي اختارت الإسكندرية مدينة رمزية في هذه المناسبة، واختارني المحافظ حينها لإحياء الحفل، وهو شرف كبير أعتز به، ويُجدد التزامي بالغناء في وطني".
سرّ دعم ماكرون
وعن سرّ الدعم الخاص الذي تلقته من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومرافقتها للوفد الرسمي الذي زار مصر أخيرًا ضمن جولة رئاسية، قالت الديباني: "البداية كانت عندما ذهبت إلى فرنسا لأغني في أوبرا باريس، ولم أكن أعرف أحدًا هناك. كنت أدرس في ألمانيا، وكانت أوبرا باريس هي نقطة الانطلاقة، إذ أصبحت أول مصرية وعربية تغني هناك وتُكرَّم، بعد هذا التكريم، بدأت أتعرّف على الناس وأُشتهر في فرنسا، وشاركت في أعمال أكبر".
وتابعت: "نقطة التحوّل الكبرى جاءت عندما غنّيت النشيد الوطني الفرنسي أمام ماكرون عام 2022، بعد أن سمعني من قبل أغني في معهد العالم العربي بباريس، إذ دعاني لحفل خاص كان فيه ضيوف من مختلف الدول. الرئيس الفرنسي يقدّر الفن العربي كثيرًا، ويحب أصواتًا مثل فيروز و أيضًا المطربة داليدا - التي هي في الأصل مصرية - وحققت شهرتها العالمية من باريس".
وفي زيارة ماكرون إلى مصر، اختيرت الديباني من قبل الرئاسة الفرنسية لتكون ضمن الوفد الرسمي، إذ سافرت على متن الطائرة الرئاسية وشاركت في احتفالية كبرى، كما حضرت مأدبة غداء جمعت الرئيسين السيسي، وماكرون، وملك الأردن عبدالله الثاني، وتقول: "كانت لحظة مهمة جمعتني بالزعماء الثلاثة، وتحدثنا عن الفن، وكان من اللافت أن الرئيس الفرنسي قال: فرح تعني داليدا، وداليدا كانت رمزًا مهمًا في فرنسا".
وأشارت الديباني إلى أن الدعم الذي تلقته من الرئيسين المصري والفرنسي أسهم بشكل كبير في اتساع شهرتها وزيادة شعبيتها، موضحة: "نعم، هذا الدعم ساعدني كثيرًا في أن يعرفني الناس، حتى من لم يحضروا حفلاتي، بعد تكريمي من أوبرا باريس، جاء تكريمي من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو ما منحني دفعة معنوية كبيرة للاستمرار".
كما أكدت ترحيبها الدائم بالتعاون مع دار الأوبرا المصرية، مضيفة: "سبق لي التعاون معهم، وأنا مستعدة لأي عمل مشترك، ولا أقول (لا) لأي فرصة فنية جادة في مصر".
تحمل الهوية المصرية للعالم
وعن حرصها على نقل الثقافة المصرية من خلال مشاركاتها الدولية، تقول الديباني: "دائمًا أحرص على المزج بين الموسيقى الشرقية والغربية، وأقدّم هذا المزج في حفلاتي. غنيت لفريد الأطرش ومحمد عبدالوهاب، وقدّمت مؤخرًا حفلًا في الصين منذ شهرين، وغنيت لأم كلثوم، وكان تفاعل الجمهور مذهلًا، رغم أنهم لا يفهمون الكلمات، لكنهم اندمجوا معها. لذلك أحرص دائمًا على تلخيص ما أقدمه بالإنجليزية أو الفرنسية، حتى يصل للجمهور بأفضل شكل".