الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كيف تغيرت إستراتيجية توزيع الأفلام السينمائية في مصر؟

  • مشاركة :
post-title
أمير كرارة

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

الخريطة الكاملة لقائمة الأفلام التي ستطرح حتى نهاية العام
مدير التوزيع: أفلام على مدار العام بدلًا من المواسم المحددة لمصلحة الجميع

في تحوّل لافت تشهده سوق صناعة السينما في مصر، بدأت دور العرض تبني إستراتيجية جديدة في طرح الأفلام، تقوم على توزيع الأعمال السينمائية على مدار العام بدلًا من الاكتفاء بالمواسم التقليدية مثل العيد والصيف، وهو ما انعكس على جدول العرض الذي يشهد إصدار فيلم جديد كل أسبوع أو أسبوعين، في خطوة تهدف إلى تنشيط الحركة السينمائية وتحقيق توازن بين العروض والإيرادات.

في حديثه لموقع "القاهرة الإخبارية"، أوضح محمود الدفراوي، الموزع السينمائي، أن هذه الإستراتيجية لم تكن مُعدة سلفًا بهذا الشكل المنظم، بل جاءت كرد فعل طبيعي على تغيرات السوق، مضيفًا: "الفكرة لم تكن موضوعة بهذا الوضوح في البداية، لكن مع الوقت بدأنا نلاحظ أن هناك ضرورة لوجود فاصل زمني لا يتجاوز الأسبوع بين كل فيلم وآخر، وهو ما يشبه ما كان يحدث في أوائل الألفينات حين كنا نطرح فيلمًا جديدًا كل أسبوع، وكان لكل فيلم نجم شباك خاص به".

عودة الصيف كلاعب

يشير "الدفراوي" إلى أن التغيرات المناخية والزمنية ساهمت أيضًا في إعادة رسم خريطة مواسم السينما، موضحًا أن عيد الأضحى كان في السابق ما جعله منفصلًا عن موسم الصيف، الذي كان يمثل فرصة ذهبية لصناع السينما، قبل أن يبدأ العيد في التقدم تدريجيًا ليزاحم موسم الصيف، ما أدى إلى تركيز طرح الأفلام في توقيتات الأعياد فقط.

وأضاف: "اليوم، مع عودة العيد ليتزامن مع أوقات مختلفة من السنة، بدأت الأمور تتغير مجددًا، وبدأ الصيف يستعيد مكانته كموسم مستقل للأفلام، حتى إننا لاحظنا أن بعض الأفلام تم طرحها قبل العيد بأسبوعين أو ثلاثة، فيما لم يشهد العيد نفسه صدور أفلام جديدة بسبب تقاطع توقيته مع امتحانات نهاية العام".

طرح مدروس

ينوه الدفراوي إلى أن توقيت طرح الأفلام بات يعتمد على ظروف المجتمع واهتماماته وتوقيته الزمني، حيث قال: "لم يكن هناك جاهزية كافية لدى المنتجين لطرح الأفلام خلال العيد، لأن معظمها لم يكن اكتمل تصويره أو تجهيزاته الفنية، رغم أن دور العرض كانت تطالب بأفلام جديدة، لذلك اعتمدنا على مبدأ طرح فيلم كل أسبوعين تقريبًا، وهو ما جعل السوق في حالة عرض مستمرة".

وأضاف: "من هنا ظهرت حقيقة أن السينما لم تعد حكرًا على شهري الصيف أو موسمي العيد، بل أصبحت مستمرة طوال العام، لم نعد نكتفي بطرح أفلام ذات تكلفة منخفضة في الفترات الهادئة، بل صارت الخريطة السينمائية متغيرة على مدار السنة، وفي كل زيارة للسينما يجد الجمهور أعمالًا جديدة".

تأثيرها على الإيرادات

وعن انعكاسات هذه الاستراتيجية على الإيرادات، يؤكد الموزع السينمائي المصري أن النتائج لا يمكن رصدها بدقة في الوقت الحالي، موضحًا: "تقييم الأداء المالي للأفلام يتم مع نهاية العام.. نحن نرصد الإيرادات كمجمل سنوي، وبالتالي لا يمكن الحكم بشكل قاطع على الزيادة الآن، خاصة أن هناك عددًا كبيرًا من الأفلام لم يُطرح بعد، لكن ما يمكنني قوله هو أن كل نجم سينمائي يلاحظ زيادة في إيراداته".

وبسؤاله عن الفيلم الذي يعتبره "الحصان الأسود" لهذا الموسم، أجاب: "حتى الآن لم يظهر فيلم يُحقق طفرة مفاجئة أو يتجاوز التوقعات بشكل كبير، لكن فيلم (الشاطر) حقق أرقامًا جيدة منذ طرحه، وهو مستمر للأسبوع الثالث بإيرادات مرضية، أما فيلم (أحمد وأحمد) فقد فسر التراجع في الإيرادات بعد مرور شهر على طرحه، خاصة مع توالي نزول أفلام جديدة تأخذ من رصيده".

محمود الدفراوي
جدول الأفلام المرتقبة

كشف الموزع السينمائي لموقع "القاهرة الإخبارية" عن قائمة الأفلام التي ستُطرح خلال الأسابيع المقبلة، حيث قال:" سيتم طرح فيلم (درويش) للفنان عمرو يوسف يوم 13 أغسطس، يليه فيلم (بابا وماما) للفنان محمد عبد الرحمن "توتة" بعد أسبوع، ثم فيلم (السادة الأفاضل) للفنان محمد ممدوح "تايسون"، وعلي صبحي، وأشرف عبدالباقي، وهنادي مهنا، والمقرر طرحه في نهاية أغسطس أو مطلع سبتمبر، وفيلم (قصر الباشا) للفنان أحمد حاتم، وفيلم (هو إيه يعني) للفنان ماجد الكدواني، وفيلم (برشامة) من بطولة هشام ماجد، وفيلم (هيبتا 2) الذي يترقبه جمهور واسع، وفيلم (7 Dogs)، وفيلم (الست) بطولة منى زكي، بالإضافة إلى فيلم جديد من بطولة كريم محمود عبدالعزيز، من المتوقع طرحه في نهاية العام أو بداية العام الجديد، وأيضًا فيلم (أوسكار.. عودة الماموث)، وهو عمل فانتازي يعتمد بشكل كبير على الجرافيك ويحكي قصة عودة حيوان الماموث المنقرض".

تنوع في المحتوى

اختتم الدفراوي تصريحه بالتأكيد على أن التوجه الجديد يخدم مصلحة الصناعة بالكامل، حيث قال: "ما نعيشه الآن من تنوع في نوعية الأفلام بين الكوميديا، والأكشن، والأعمال الجادة، والفانتازيا، هو دليل على أن الفكر بدأ يتغير لمصلحة الجميع.. السينما باتت على مدار العام، والجمهور أصبح أكثر انفتاحًا وتفاعلًا مع الأعمال المطروحة في أي توقيت، وهو ما يصب في مصلحة الجميع الجمهور على حد سواء".