حقق المسلسل المصري "220 يوم" نجاحًا لافتًا منذ عرض أولى حلقاته على إحدى المنصات الرقمية، حيث يتناول العمل قصة إنسانية عميقة تجمع بين الأمل والخوف، والحب والخسارة، من خلال "مريم"، المصورة ومديرة المكتبة، التي تكتشف حملها لأول مرة، إلا أن فرحتها تتبدد بعد أن يصاب زوجها "أحمد" بورم خبيث في المخ، ما يدفع الزوجين لخوض رحلة يومية من التحديات والمواجهة مع المرض والوقت.
المسلسل الذي كتبه محمود زهران وأخرجه كريم العدل، وبطولة صبا مبارك وكريم فهمي، نجح في تقديم سرد واقعي مليء بالمشاعر، عكس الحياة الزوجية المعاصرة بتفاصيلها الدقيقة، ليؤكد أهمية التماسك الأسري وسط الظروف الصعبة.
تجربة شخصية
كشف الكاتب والسيناريست محمود زهران عن الخلفية الشخصية التي ألهمته لكتابة مسلسل “220 يوم”، مشيرًا إلى أن العمل انطلق من تجربة إنسانية خاصة عاشها مع زوجته خلال فترة حملها بابنتهما.
أضاف لموقع "القاهرة الإخبارية": "220 يوم هو عدد الأيام المتبقية على موعد الولادة منذ لحظة اكتشاف الحمل، وقد ولدت الفكرة من لحظة خاصة جدًا في حياتي، عندما شعرت زوجتي مريم بألم مفاجئ خلال حملها، وظننا للحظة أنها نهاية وشيكة، دعوت الله حينها أن يُمهلني فقط حتى أراها بين يدي، ولو لثوانٍ، الحمد لله، لم يكن الأمر خطيرًا، لكنه كان كافيًا لزرع فكرة العمل بداخلي".
يوضح "زهران" أن العمل يحمل طابعًا وجدانيًا خاصًا، قائلًا: "كل بطل في قصصي يحمل جزءًا مني، أكتب من تجربتي، من مشاعري، من أجزائي غير المرئية، لذلك تظهر شخصياتي قريبة من الناس، لأنها نابعة من واقع عشته أو تخيلت نفسي فيه".
أما عن الرسالة التي أراد إيصالها من خلال "220 يوم"، أوضح: "الزمن ثمين، والحياة قصيرة لذا علينا أن نختزل الأحداث، ونستمتع بكل لحظة نعيشها، حتى ولو في الخيال أو على الورق. بعض اللحظات كفيلة بأن تختصر عمرًا"
وختم "زهران" حديثه بتأكيده على تقديره للتفاعل الحقيقي من الجمهور، حيث قال: "أسعد كثيرًا عندما أتلقى تعليقًا صادقًا من مشاهد تأثر بالقصة. في زمن أصبح النجاح فيه يشترى بالإعجابات والتعليقات المصطنعة، تبقى الكتابة الصادقة هي مكافأتي الحقيقية، ولحظة الانتهاء من القصة هي ذروة السعادة بالنسبة لي".