شهدت الأشهر الستة الأولى من ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية موجة إقالات واسعة طالت عددًا كبيرًا من كبار المسؤولين، في حملة تطهير شاملة تهدف لضمان الولاء المطلق للرئيس، وبحسب صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، فإن هذه الإقالات جاءت بناءً على ضغوط من حلفاء خارجيين أقنعوا ترامب بأن هؤلاء المسؤولين غير مخلصين بما فيه الكفاية.
المحركة الرئيسية لحملة الإقالات
تبرز الناشطة اليمينية لورا لومر كشخصية محورية في هذه الحملة، إذ أصبحت بمثابة "الحارس الشرس للولاء لترامب"، كما وصفتها صحيفة بوليتيكو.
وفي مقابلة مع الصحيفة، أكدت لومر أنها تتلقى معلومات من مسؤولين في الإدارة عن زملائهم الذين يريدون طردهم، متوقعة إقالة "المئات" آخرين.
وقالت لومر: "سعيدة لتلقي نصائح الناس حول المعينين غير المخلصين والموظفين غير المخلصين والمتبقين من إدارة بايدن"، مضيفة أن خط النصائح الخاص بها "أصبح بمثابة شكل من أشكال العلاج لمسؤولي إدارة ترامب الذين يريدون فضح زملائهم".
نطاق واسع للإقالات عبر الوكالات الفيدرالية
امتدت موجة الإقالات لتشمل البنتاجون ومجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض وعدة وكالات فيدرالية أخرى.
ومن أبرز الحالات التي وثقتها بوليتيكو، إقالة الدكتورة تيري أديريم، كبيرة الأطباء السابقة في وكالة المخابرات المركزية، بعد انتقادات لدورها في إلزام أفراد الجيش بلقاح كوفيد-19.
كما أمر ترامب هذا الأسبوع بإزاحة كبير منظمي اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء فيناي براساد، بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه المنصب، وذلك رغم معارضة وزير الصحة روبرت كينيدي الابن ومفوض إدارة الغذاء والدواء مارتي ماكاري.
تأثير متزايد على السياسة الأمنية
أثارت الإقالات قلقًا خاصًا في الأوساط الأمنية، إذ أقال ترامب الجنرال تيموثي هوج، رئيس وكالة الأمن القومي والقيادة السيبرانية الأمريكية، ونائبته ويندي نوبل، بعد أن أخبرته لومر أن هوج تم اختياره من قبل الجنرال مارك ميلي، رئيس الأركان المشتركة السابق الذي كان على خلاف مع ترامب.
وحذر كيفين كارول، الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية والمحامي الذي يمثل مسؤولي استخبارات أقالتهم إدارة ترامب، من أن نفوذ لومر يخلق "وضعًا خطيرًا" مع "شخص خارج الحكومة، بدون خبرة في الأمن القومي، يمتلك سلطة التوظيف والإقالة في بعض هذه الوظائف المهمة جدًا.
إستراتيجية الولاء المطلق
يعكس هذا النهج إستراتيجية أوسع تهدف لضمان الولاء المطلق، إذ قال حليف رئاسي خارج البيت الأبيض لصحيفة بوليتيكو: "دونالد ترامب طالما قدَّر الولاء، لكن ما تشهدونه الآن على مستوى آخر.. هناك عدم تسامح مطلق مع أي شيء آخر".
وتؤكد المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن "الرئيس ترامب جمع أفضل مجلس وزراء وطاقم عمل في التاريخ، والإنجازات التاريخية خلال الأشهر الستة الماضية تثبت ذلك"، بحسب ما نقلته بوليتيكو.
واختتمت الصحيفة الأمريكية بالإشارة إلى أن هذه الإقالات الواسعة تثير تساؤلات حول تأثيرها على استقرار الإدارة الأمريكية وقدرتها على تنفيذ السياسات بفعالية، خاصة في المجالات الحساسة مثل الأمن القومي والصحة العامة.