الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دعم الأمريكيين لإسرائيل يتضاءل.. هل يضغط ترامب على نتنياهو لإنهاء حرب غزة؟

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب محبط من بنيامين نتنياهو بسبب إطالة الحرب على غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

لطالما تبارى الحزبان الكبيران بالولايات المتحدة في دعم إسرائيل، لكن مع تنامي الغضب العالمي إزاء ما اقترفه جيش الاحتلال من جرائم ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، خلال 22 شهرًا من حرب الإبادة بالقتل والتجويع، بدأ دعم الأمريكيين لتل أبيب يتضاءل بسرعة، وفق شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

ولفتت الشبكة إلى استطلاع رأي أجرته مؤسسة "جالوب" قبل أيام، وأظهر أن 32% فقط من البالغين الأمريكيين يؤيدون العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وهو أدنى مستوى على الإطلاق منذ بدء الحرب على القطاع الفلسطيني في 7 أكتوبر 2023.

كما كشف الاستطلاع عن أقوى انقسام حزبي حتى الآن، إذ ظل الدعم قويًا بين الجمهوريين، بنسبة 71%. في المقابل، لم يؤيد العمليات العسكرية الإسرائيلية سوى 8% من الديمقراطيين و25% من المستقلين.

فيما قد يكون المؤشر الأكثر شؤمًا على المدى الطويل بالنسبة لمؤيدي إسرائيل، وجد الاستطلاع أن 9% فقط من المؤيدين لأفعالها بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا من جميع الأحزاب السياسية.

موقف الحزبين

وتشير "سي. إن. إن" إلى أن التحول في الرأي العام له آثار حاسمة على كلا الحزبين، حيث يتساءل بعض الأعضاء الرئيسيين في حركة ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" بصوت عالٍ عما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة أن تستمر في دعم إسرائيل، في حين يرى الديمقراطيون أن إسرائيل تخسر معركة الرأي العام العالمي، كما قال النائب براد شيرمان، وهو ديمقراطي من كاليفورنيا ورئيس مشارك للجنة حلفاء إسرائيل في الكونجرس.

وبدت النائبة عن ولاية جورجيا، مارجوري تايلور جرين، الشخصية البارزة في حركة ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، أول جمهورية في الكونجرس تصف الأزمة في غزة بـ"الإبادة الجماعية" من خلال منشور على مواقع التواصل الاجتماعي.

وصرح ستيف بانون، كبير الاستراتيجيين السابق لترامب، بأن هناك "دعمًا ضئيلًا جدًا لإسرائيل" داخل حركة ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" بين من هم دون سن الثلاثين.

قالت النائبة التقدمية عن ولاية بنسلفانيا، سمر لي، والتي كانت من بين 6 أعضاء في الكونجرس أيدوا تعديل جرين الأخير لشطب 500 مليون دولار من تمويل أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية من مشروع قانون مخصصات الدفاع، في بيان: "تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية المطالبة بوقف إطلاق نار دائم، ووقف تمويل وتزويد القنابل، والدعوة إلى إدخال مساعدات إنسانية غير مشروطة إلى غزة فورًا. إنها سياسة جيدة، وقرار صائب، وهو التصرف الصحيح".

كما صعدت شخصيات بارزة في وسائل الإعلام الليبرالية انتقاداتها لإسرائيل في الأيام الأخيرة، مما يقدم لمحة عما قد يصبح تحولًا كبيرًا وطويل الأمد في الحزب، وطالب مساعدون سابقون للرئيس باراك أوباما، المرشحين الديمقراطيين بالتوقف عن دعم المساعدات العسكرية لإسرائيل، إذ قال تومي فيتور، الموظف السابق في مجلس الأمن القومي في عهد أوباما: "لا بد من تغيير جذري في عقلية الحزب الديمقراطي. عندما تنتهي الحرب، لن نعود إلى الوضع الراهن الذي كان سائدًا قبل 7 أكتوبر. هذا ليس وضع الحزب، وليس وضع العالم".

مخاوف من تكرار هجمات 11 سبتمبر

وحذرت شخصيات جمهورية بارزة من أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة قد تؤدي إلى هجوم إرهابي على الأراضي الأمريكية على غرار هجمات 11 سبتمبر، بحسب تقرير نشرته صحيفة "التليجراف" البريطانية، أمس الخميس.

ونقلت الصحيفة عن مساعد كبير في الكونجرس، إنه في حين أن القضاء على حماس يخدم مصالح الأمن القومي الأمريكي، فإن استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل وسط تدهور الظروف في غزة يهدد بجعل المواطنين الأمريكيين هدفًا لهجمات انتقامية من قبل حماس وحلفائها.

قال المساعد: "إن القضاء على حماس مفيد للأمن القومي الأمريكي، ولكن بأي ثمن؟" وأضاف: "إذا استمر تفاقم هذه الأزمة الإنسانية، فسيلحق ذلك ضررًا أكبر بمكانة أمريكا عالميًا". وتابع: "في نهاية المطاف، لا نريد أن نرى أحداثًا أخرى مثل أحداث 11 سبتمبر".

وكشفت مصادر في البيت الأبيض، أمس الحميس، عن إحباط متزايد لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يطيل أمد الحرب على غزة لاعتبارات سياسية.

ترامب محبط من نتنياهو

وبحسب تقرير في مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، يعتقد ترامب ومساعدوه أن إسرائيل حققت أهدافها العسكرية في غزة منذ فترة طويلة، وأن نتنياهو يطيل أمد القتال للحفاظ على السلطة السياسية، ويتخذ خطوات تعيق مفاوضات وقف إطلاق النار.

لكن رغم اعتقاد ترامب بأنه "لم يحترمه نتنياهو"، أشارت "ذا أتلانتيك" إلى أن كبار المسؤولين الأمريكيين يشككون في قدرة ترامب على محاسبة الزعيم الإسرائيلي. ولم يترجم إحباطه إلى تغيير في السياسة.

يواصل ترامب إلقاء اللوم على حماس في تعثر المحادثات، ورفض الانضمام إلى فرنسا والمملكة المتحدة في دراسة الاعتراف بدولة فلسطينية في غياب أي تقدم على أرض الواقع. وقلل مصدر في البيت الأبيض من شأن التوترات، قائلًا: "لا يوجد خلاف كبير. حتى الحلفاء قد يختلفون".

وحسب " ذا أتلانتك"، أوضح مسؤولان أمريكيان آخران، أن موقف ترامب يعكس سياسته القائمة على مبدأ "أمريكا أولًا"، وليس صراعًا شخصيًا، مما يضمن عدم خضوع السياسة الخارجية الأمريكية لإملاءات إسرائيل أو أي دولة أخرى.

وأكدت المصادر نفسها للمجلة الأمريكية، أن صبر ترامب المتناقص موجه بالأساس نحو حماس، التي يحملها مسؤولية بدء الحرب. وهو يدعم موقف إسرائيل إلى حد كبير، بما في ذلك رؤية نتنياهو لغزة ما بعد الحرب، المتمثلة في السيطرة على غزة، رافضًا في الوقت نفسه الدعوات إلى إصلاح شامل للسياسة. والسؤال: هل يدفع تضاؤل دعم الأمريكيين لجرائم الاحتلال في غزة، ترامب إلى التعبير عن إحباطه من نتنياهو عمليا، وممارسة الضغط علي رئيس الوزراء الإسرائيلي لأجل إنهاء العدوان الوحشي على القطاع الفلسطيني المدمر؟