الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مصر.. تشييع جثمان لطفي لبيب بـ"الورود البيضاء" إلى مثواه الأخير

  • مشاركة :
post-title
لطفي لبيب

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

في مشهد تداخل فيه الحزن بالسكينة، ودّعت مصر اليوم، الفنان القدير لطفي لبيب، في جنازة خيم عليها الورود البيضاء، تمامًا كما كان حضوره في الحياة: بسيطًا، عميقًا، ومحاطًا بالمحبة.

وسط أجواء من التأثر والصمت المهيب، خرج جثمانه في تابوت أبيض من كنيسة مارمرقس بمنطقة مصر الجديدة في القاهرة، محاطًا بأكاليل الورد الأبيض، وكأن الجميع أراد أن يُكمل معه مشهدًا أخيرًا بلغة البهاء، يليق بفنان ترك في كل عمل له لمسة إنسانية لا تُنسى، كان لطفي لبيب فنانًا من طراز نادر، لا يحتاج إلى أدوار البطولة ليترك البطولة الحقيقية في الوجدان.

شارك في مراسم تشييع جنازة الفنان الراحل عدد من نجوم الفن الذين لم يستطيعوا حبس دموعهم، في وداع مَن كان زميلًا ومُلهمًا وصديقًا، حرص الفنانون شريف منير، ومحمود حميدة، ومنير مكرم، وبشرى، وطارق النهري على التواجد المبكر لتقديم تحية الوداع الأخيرة، فيما بدا التأثر واضحًا على وجوههم وهم يشيّعون فنانًا عاش بينهم كأخ أكبر يحمل خفة الظل وصدق الأداء.

وشهدت الجنازة أيضًا حضور الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة المصري، لوداع الراحل، إذ أشاد في نعيه الرسمي بقيمة لطفي لبيب الذي كان نموذجًا نادرًا جمع بين شرف القتال وجمال الفن، فكان صوتًا صادقًا يعكس وجدان الناس ببساطة وعمق.

وتقدّم الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية في مصر، جموع الفنانين المشاركين، إلى جانب كوكبة من الأسماء البارزة مثل مراد مكرم، سلوى محمد علي، مجدي أحمد علي، أسامة منير، حمزة العيلي، صبري فواز، والأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي. وقد بدا واضحًا أن رحيل لطفي لبيب لم يكن مجرد غياب جسدي، بل فقد حقيقي لصوت رزين في الوسط الفني.

رحل الفنان القدير لطفي لبيب عن عالمنا صباح الأربعاء 30 يوليو، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، دخل على إثره العناية المركزة نتيجة أزمة صحية مفاجئة، لكنّ الرجل الذي خاض معارك الحياة في ميادين القتال والفن، غادر بهدوء يشبه هدوء شخصياته التي لطالما أحبها الناس، وأحبوه بسببها.