انخفض الدعم الشعبي الأمريكي بقوة لأول مرة، للحرب التي تشنها حكومة الإسرائيلية على قطاع غزة، وفقًا لأحدث استطلاعات للرأي، وحصل بنيامين نتنياهو على أعلى تصنيف سلبي شهدته المؤسسة منذ ما يقرب من 30 عامًا، ويرجع ذلك إلى المجاعة المتفشية في القطاع وتدهور الوضع الإنساني.
ويعيش الآن ما يقرب من 2 ونصف مليون فلسطيني فيما يشبه المجاعة داخل عزة، بسبب استخدام الاحتلال الإسرائيلي للتجويع كسلاح سياسي، للضغط على حماس من أجل الإفراج عن المحتجزين، مما أدى إلى تعرضها لانتقادات دولية حادة واتهامات بممارسة الإبادة الجماعية.
رفض الحرب
ويكشف الاستطلاع الجديد الذي أجراه معهد جالوب، ونشرته شبكة إن بي سي نيوز، عن أن نحو 6 من كل 10 بالغين في الولايات المتحدة يرفضون العمل العسكري الذي قامت به إسرائيل في غزة، وهو انخفاض كبير منذ انطلاق الحرب، عندما وافق أغلب الأمريكيين على العملية الإسرائيلية الوحشية.
وفي مارس من العام الماضي، كان العدد قد انخفض قليلا ووصل إلى موافقة نصف البالغين الأمريكيين على الحرب بينما رفضه النصف الآخر وأبدوا استياءهم من العمل العسكري في القطاع، ومع مرور الأيام تحولت القضية إلى قضية استقطاب سياسي حاد، وبدأت تأييد إسرائيل يتراجع.
أفعال إسرائيل
كما انخفض عدد الديمقراطيين والمستقلين بصورة حادة الذين يؤيدون الحملة العسكرية الممنهجة ضد الفلسطينيين، ووفقًا للاستطلاع لم يبد سوى 8% من الديمقراطيين و25% من الناخبين المستقلين تأييدهم لتلك الحرب، بينما رفضها 92% من الديمقراطيين، و25% من المستقلين.
وبحسب الاستطلاع، بات الشباب أكثر ميلًا لاستنكار أفعال إسرائيل، حيث أبدى واحد فقط من كل عشرة بالغين دون سن الخامسة والثلاثين موافقته على الخيارات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مقارنةً بنحو نصف مَن تبلغ أعمارهم 55 عامًا أو أكثر، يرفضون ممارستها ضد الفلسطينيين.
تصنيف سلبي
أما وجهة نظر الأمريكيين تجاه بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، فقد شهدت تحولًا كبيرًا وتراجعًا ملحوظًا، فبينما كان أغلب البالغين الأمريكيين وفق استطلاع عام 2019 ينظرون إليه بإيجابية شديدة، إلا أنه ومنذ ديسمبر 2023 كان لدى 47% من البالغين الأمريكيين رأي سلبي ضده.
وبحسب الاستطلاع الجديد، أصبح لدى نحو نصف البالغين في الولايات المتحدة، حوالي 52% وجهة نظر سلبية عن نتنياهو، وينظر إليه 29% فقط بشكل إيجابي، ونحو 2 من كل 10 إما لم يسمعوا عنه أو ليس لديهم رأي، وهو أعلى تصنيف سلبي حصل عليه منذ إدراجه لأول مرة في استطلاع غالوب في عام 1997.
وتبين أن لدى الجمهوريين نظرة إيجابية تجاه نتنياهو أكثر بكثير من الديمقراطيين والمستقلين، حيث ينظر إليه حوالي ثلثي الجمهوريين بإيجابية، بينما يشاركهم الرأي حوالي واحد من كل عشرة ديمقراطيين واثنان من كل عشرة مستقلين.
الانقسام الحزبي
ويرى الخبراء أن هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها أغلبيةً من الأمريكيين يحملون نظرةً سلبيةً تجاه نتنياهو والحكومة الإسرائيلية، وتعس الأرقام في نفس الوقت الانقسام الحزبي المستمر، فرغم تزايد استياء الديمقراطيين من الحملة العسكرية الإسرائيلية، لا يزال الجمهوريون داعمين لها.
وأشاروا إلى أن الانخفاض في التأييد بدأ منذ الخريف الماضي، ويرجع في الأساس إلى الديمقراطيين والمستقلين، بينما لا يزال الجمهوريون على استعداد للتمسك بهذا النهج في الوقت الحالي، إلا أن الاستطلاع الأخير يظهر لنا تمتع الحكومة الإسرائيلية بصورة سيئة في الوقت الحالي.