الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"أنا صار لازم ودّعكن".. المشهد الأخير لزياد الرحباني ومرثية فيروز

  • مشاركة :
post-title
من وداع زياد الرحباني

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

من أمام مستشفى خوري في منطقة الحمراء، صباح اليوم الاثنين، خفت صوت الحديث في المدينة فجأة، وارتفع صوت البكاء مختلطًا بالزغاريد. فُتحت أبواب المستشفى، فخرجت السيارة حاملة جثمان زياد الرحباني، ابن بلدة أنطلياس، إحدى القرى اللبنانية، والذي رحل عن عمر ناهز 69 عامًا، وارتفعت معها الهتافات: "يا زياد يا زياد"، لتُعلن عن الرحلة الأخيرة لابن "جارة القمر" فيروز، في مشهد بدا وكأن كل شيء فيه جزء من مسرحيته الأخيرة، كتبها القدر بلحن حزين.

"بلا ولا شي بحبك"

سار الآلاف خلف النعش الخشبي بخطى مثقلة بالحزن، كأن كل واحد منهم يحمل معه مقطعًا من لحن، أو جملة قالها زياد. رُفعت اللافتات مصحوبة بالورود: "بلا ولا شي بحبك"، و"دايمًا بالآخر في وقت فراق". نساء كبيرات يرتدين السواد يهمسن: "الوداع يا زياد"، وشباب يهتفون بحزن: "سلام يا دمع الزهر"، وكأنهم يحاولون التمسك بشيء منه قبل أن يُطوى تمامًا.

فيروز تودع ابنها

ينتقل المشهد إلى كنيسة رقاد السيدة في بكفيا، شمال شرق بيروت، إذ تدفقت الجموع إلى داخل الكنيسة التي اختنقت بالبكاء والصلوات، فخرج كثيرون إلى باحتها، يجلسون على الأرصفة، أو يستندون إلى الجدران. حضرت فيروز، لوداع ابنها في مشهد مهيب، ووقف الجميع مذبذبين بين فرحة الاطمئنان بظهور فيروز بعد غياب، والحزن على "زياد" وأمه المكلومة. نادوها وهي تخرج من سيارتها: "الله يطول بعمرك يا فيروز"، وسط تصفيق من كل الحاضرين.

دخلت فيروز إلى الكنيسة، وضعت باقة من الزهور بجانب نعش نجلها، وقد ملأ الحزن قلبها، والدموع وجهها، وكتبت عليها: "إلى ابني حبيبي"، وجلست أمام الجثمان تبكي ذكرياتها مع ابن عمرها.

وعلى الجانب الآخر، وفور خروج صورها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ضجّت السوشيال ميديا، متذكرين ترنيمتها الشهيرة: "أنا الأم الحزينة"، ومقطعًا من أغنيتها "سألوني الناس": "لأول مرة ما بنكون سوا"، في موقف يعكس مواساة الجمهور في الوطن العربي للسيدة التي لطالما أمتعتهم بفنها.

وسط الحزن.. سؤال حائر

وسط هذا الحزن، كان هناك سؤالٌ حائر: أين سيدفن زياد الرحباني؟ وانتشر أنه سيكون في حديقة منزل والدته، وآخرون نفوا الخبر، ولكن مصادر مقرّبة من الأسرة أكدت أن فيروز أعدّت له مقبرة خاصة، كُتب عليها اسمها.

مواساة لا تشفي الوجع

حضر نجوم الوطن العربي لمواساة السيدة فيروز: ماجدة الرومي، كارول عازار، مارسيل خليفة، هبة طوجي، جورج شلهوب، طارق تميم، ريتا حايك، كارلوس عازار، والمخرج والممثل محمد دايخ.

ولكن من يطوي حزن أم فقدت ابنها؟ فقد رحل زياد، الذي كتب أغنية الوداع، واعتبرها محبوه مرثيته قبل رحيله:

"أنا صار لازم ودّعكن

وخبّركن عنّي

أنا كلّ القصة لو منكن

ما كنت بغنّي

غنّينا أغاني عَ وراق

أغنية لواحد مشتاق

ودايمًا بالآخر في آخر

في وقت فراق".