الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كارثة إنسانية في القطاع.. أصوات من غزة تشكو الجوع ونقص الأدوية

  • مشاركة :
post-title
أطفال عزة ينتظرون الحصول علي الطعام

القاهرة الإخبارية - طه العومي

تتصاعد التحذيرات من قلب قطاع غزة بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية، إذ أعلن الدكتور بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، عن "كارثة حقيقية" يواجهها النظام الصحي.

يأتي هذا في ظل تأكيدات بوصول "حرب التجويع" التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي إلى ذروتها، مع انعدام شبه كامل للمواد الغذائية وارتفاع أعداد الوفيات بسبب سوء التغذية.

وأكد "زقوت"، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، أن المستلزمات الطبية العاجلة لم تصل إلى القطاع بعد، في الوقت الذي تشهد فيه أعداد المصابين وحالات سوء التغذية ارتفاعًا كبيرًا، وصل إلى حد الوفاة. 

وأشار إلى أن الخدمات الطبية المتاحة حاليًا تتركز فقط على إنقاذ الأرواح والتعامل مع الحالات الحرجة التي تصل إلى المستشفيات في وضع صحي شديد الخطورة.

وأوضح "زقوت" أن المخزون الطبي المتبقي غير كافٍ لتلبية الاحتياجات، وأن المستلزمات التي كان من المفترض دخولها عبر مخازن منظمة "يونيسف" لم تُرْسَل حتى الآن، رغم وعود سابقة بذلك.

 وبيّن أن هذه المستلزمات بالغة الأهمية في علاج المصابين، لكنها لا تزال عالقة، ولم يصل إلى غزة سوى 6 شاحنات فقط، وهي كمية لا تغطي سوى جزء بسيط من احتياجات السكان. 

وطالب "زقوت" المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بسرعة التحرك لتقديم الدعم الفوري والعاجل لقطاع غزة، محذرًا من عواقب كارثية على حياة المرضى والمصابين نتيجة التأخير في إدخال المواد الصحية.

حرب التجويع

من دير البلح بوسط قطاع غزة، أفاد مراسل "القاهرة الإخبارية" بشير جبر بأن حرب التجويع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي بلغت ذروتها خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى أن القطاع يشهد انعدامًا كاملًا في المواد الغذائية، إذ لم تدخل أي مساعدات إنسانية منذ أكثر من 145 يومًا.

وأوضح أن المجاعة طالت جميع فئات المجتمع دون استثناء، مؤكدًا الأسواق أصبحت خالية تمامًا من أي طعام، حتى لمن يملك المال.

وأضاف "جبر" أن الحصار الإسرائيلي أدى إلى استشهاد 124 فلسطينيًا بسبب الجوع، من بينهم 84 طفلًا، لافتًا إلى تحذيرات رسمية من كارثة جماعية وشيكة إذا لم يتم إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية بشكل فوري، حيث يوجد أكثر من 100 ألف طفل دون سن العامين بحاجة ماسة لها.

وتابع أن الاحتلال يمنع أيضًا دخول الأدوية والوقود، ما تسبب بشلل شبه كامل في المستشفيات، وأزمة مياه حادة طالت آلاف الأسر.

مأساة إنسانية مفتوحة

أكد مراسل القاهرة الإخبارية، أن جميع سكان القطاع يعيشون ظروفًا متشابهة من الفقر والجوع، بمن فيهم الصحفيون والأطباء والعاطلون عن العمل، في ظل انهيار كامل للمنظومة الإغاثية، وعجز المطابخ الخيرية عن تقديم المساعدة.

كما أشار إلى استمرار التوغل الإسرائيلي في دير البلح، وقصف متواصل لأطرافها الشرقية، بالإضافة إلى غارات على خان يونس وتل الهوى أسفرت عن استشهاد 25 فلسطينيًا، بينهم 17 كانوا في انتظار المساعدات بمحيط مراكز التوزيع، في مأساة إنسانية مفتوحة على كل الاحتمالات.

أرقام صادمة

وفي السياق ذاته، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، نقلًا عن مصادر طبية فلسطينية، بارتفاع عدد الأطفال الذين توفوا جراء سوء التغذية والمجاعة منذ يوم أمس إلى ثلاثة، ما يرفع حصيلة "شهداء التجويع" في القطاع إلى 124، بعد استشهاد 11 آخرين خلال الساعات الـ28 الماضية.

وأوضحت المصادر الطبية الفلسطينية أن 84 طفلًا من بين "شهداء التجويع" هم ضحايا لسياسة التجويع التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وتأتي هذه الأرقام بعد إعلان وفاة رضيعين أمس بسبب المجاعة وسوء التغذية.

تُشير التقارير إلى أن حالات سوء التغذية والمجاعة تصل باستمرار إلى المستشفيات في غزة، ويعاني ما يقرب من 900 ألف طفل في القطاع من الجوع، منهم 70 ألفًا دخلوا مرحلة سوء التغذية الحادة، ما ينذر بكارثة إنسانية أوسع نطاقًا.

وفي وقت سابق، كانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حذَّرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة تضاعف بشكل كبير بين مارس ويونيو، نتيجة للحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة الذي يعوق وصول المساعدات الضرورية.