الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

12 يوما فقط.. الحرب الإسرائيلية على إيران تكشف عورات ترسانة أمريكا الدفاعية

  • مشاركة :
post-title
منظومة "ثاد" الأمريكية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، في يونيو الماضي، عن فجوة خطيرة ومقلقة في مخزون الصواريخ الدفاعية الأمريكية، إذ استنزفت القوات الأمريكية كميات هائلة من الصواريخ الاعتراضية المتطورة في فترة قصيرة، ما أثار تساؤلات جدية حول قدرة الولايات المتحدة على مواجهة تهديدات مماثلة في المستقبل.

استنزاف مخزون نظام "ثاد" بمعدلات قياسية

نشرت الولايات المتحدة نظامين من أصل سبعة أنظمة دفاع صاروخي متطورة من طراز "ثاد" (Terminal High Altitude Area Defense) لحماية إسرائيل، وهو أمر لم يحدث من قبل في دولة واحدة، وفقًا لما أكده دان شابيرو، الذي قاد سياسة الشرق الأوسط في البنتاجون خلال إدارة بايدن، لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وأطلق مشغلو نظام "ثاد" أكثر من 150 صاروخًا اعتراضيًا لإسقاط موجات الصواريخ الباليستية الإيرانية، وهو ما يمثل تقريبًا ربع جميع الصواريخ الاعتراضية التي اشترتها وزارة الدفاع الأمريكية على الإطلاق منذ عام 2010، حسب ما أفاد مسؤولون أمريكيون للصحيفة الأمريكية.

وصل الطلب على الصواريخ إلى مستويات مذهلة، إذ فكر البنتاجون في خطة لتحويل صواريخ اعتراضية مشتراة لأحد الدول القريبة الأخرى إلى الأنظمة الموجودة في إسرائيل، وفقًا لأحد المسؤولين الأمريكيين، إلا أن هذه المناقشات كانت حساسة جدًا لأن مدن هذه الدولة ومنشآتها النفطية كانت أيضًا معرضة للخطر خلال الصراع.

القوات البحرية تواجه التحدي ذاته

لم يقتصر الاستنزاف على أنظمة "ثاد"، إذ أسرعت الولايات المتحدة بإرسال سبع مدمرات بحرية مجهزة لإسقاط الصواريخ الباليستية نحو شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر.

هذه السفن الحربية من فئة "أرلي بيرك" أطلقت نحو 80 صاروخًا من طراز SM-3 على التهديدات الإيرانية، وفقًا لمسؤول أمريكي، واستنزفت صواريخها الاعتراضية بمعدلات مقلقة، كما أفاد الأدميرال جيمس كيلبي، القائم بأعمال رئيس العمليات البحرية، أمام الكونجرس في يونيو.

وأضافت التحديات التشغيلية إلى المشكلة، إذ اضطرت السفن الأمريكية للعودة إلى الموانئ في البحر المتوسط أو البحر الأحمر بعد إطلاق جميع صواريخها الاعتراضية، لأن البحرية الأمريكية لا تملك حتى الآن طريقة موثوقة لإعادة التحميل في البحر.

مخاوف من فعالية الأسلحة وتحديات التنسيق

كشف الصراع عن مخاوف في البنتاجون حول فعالية صواريخ SM-3، التي استُخدمت في القتال لأول مرة العام الماضي لمواجهة هجوم إيراني سابق، إذ لم تدمر أهدافًا بالعدد المتوقع، وفقًا لمسؤولين دفاعيين اثنين تحدثا إلى "وول ستريت جورنال".

وأشار ضابطان بحريان خدما في الشرق الأوسط إلى أن البحارة واجهوا صعوبات في التنسيق، لأن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتمدان بشكل كبير على الاتصالات الصوتية لتحديد الأنظمة التي ستتولى إسقاط صواريخ معينة، وفي ضباب الحرب قد تكون عدة سفن أطلقت على نفس التهديدات.

التكلفة الاقتصادية والتحديات الإنتاجية

يبلغ سعر كل صاروخ اعتراضي من طراز "ثاد" نحو 13 مليون دولار، بينما تتراوح تكلفة صواريخ SM-3 بين 8 و25 مليون دولار حسب النوع، وفقًا لوثائق الميزانية.

ووفق لويس رومباو، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الذي يدرس شراء الصواريخ وتفاصيل ميزانية البنتاجون، فإن تجديد صواريخ "ثاد" المستخدمة خلال الحرب سيستغرق أكثر من عام ويكلف بين 1.5 و2 مليار دولار.

وتواجه شركة لوكهيد مارتن، المصنعة لأنظمة "ثاد"، قيودًا شديدة في الإنتاج، إذ تستطيع صنع نحو 100 صاروخ اعتراضي فقط هذا العام، وهي تعمل مع الحكومة على خيارات لزيادة الإنتاج للطلبات الجديدة.

أزمة الاستعداد القتالي والحاجة المستقبلية

مع انتشار خمسة من أصل سبعة أنظمة "ثاد" (اثنان في إسرائيل، واثنان مخصصان على مدى طويل لجوام وكوريا الجنوبية، وآخر منتشر في السعودية، واثنان في الولايات المتحدة)، تواجه الولايات المتحدة مشكلات جدية في الاستعداد القتالي، إذ لا تحصل الوحدات على فترات الراحة اللازمة بين الانتشارات، وفقًا لضابط في الجيش يساعد في تدريب المدافعين الجويين.

وحذر توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، من أن "المخاوف الأخرى تتمثل في أن الإيرانيين سيقومون بهذا مرة أخرى، ولا يمكن تحمل القيام بذلك مرة أخرى"، مضيفًا أن الولايات المتحدة "تستيقظ أخيرًا على الحاجة لشراء كميات ضخمة من الذخائر الدفاعية"، خاصة في عالم أصبحت فيه الصواريخ الباليستية الرخيصة والكثيفة السلاح الجوي المفضل.