في صفعة عسكرية مزدوجة لكل من إسرائيل والولايات المتحدة، تسبب صاروخ أطلقه الحوثيون من اليمن في إغلاق مطار بن جوريون الدولي لفترة قصيرة، اليوم الأحد، بعدما أخفقت منظومات الدفاع الإسرائيلية والأمريكية في اعتراضه، ما كشف ثغرات خطيرة في القدرات الدفاعية المشتركة بين البلدين.
وقالت مصادر دفاعية إسرائيلية لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية إن نظام الدفاع الجوي بعيد المدى "أرو" التابع لسلاح الجو الإسرائيلي ونظام "ثاد" الأمريكي فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين، مشيرين إلى أنهم حاولوا إسقاطه، لكنه في نهاية المطاف سقط داخل محيط مطار بن جوريون.
هذا وأكد الجيش الإسرائيلي أن هذه هي المرة الأولى التي يصيب فيها صاروخ أرض المطار بشكل مباشر منذ بدء الحرب في غزة، إذ خلّف حفرة قرب مدخل المطار، رغم سلسلة محاولات اعتراض فاشلة.
المحلل العسكري في إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمير بار شالوم في حديثه لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، قال إن دقة الصاروخ الهائلة مثيرة للقلق، خصوصًا أنه قُصف من مسافة تصل إلى 2000 كم، مضيفًا أن جيش الاحتلال سيفحص منظومات الرصد وأداء الصواريخ الاعتراضية للوقوف على أسباب الفشل، مع تساؤلات عما إذا كانت إيران قد زوّدت الحوثيين بصواريخ بعيدة المدى قادرة على المناورة لتفادي الدفاعات.
في المقابل، يرى منتقدون أن فشل منظومات الدفاع الأمريكية الإسرائيلية يكشف الحاجة إلى مراجعة عميقة، خصوصًا مع ازدياد تعقيد التهديدات القادمة من اليمن، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
هذه ليست المرة الأولى التي تنجح فيهما جماعة الحوثي في استهداف الداخل الإسرائيلي، إذ أعلنت في ديسمبر الماضي عن استخدام صاروخ باليستي فرط صوتي باسم "فلسطين 2" لاستهداف موقع عسكري في يافا.
وعلى خلفية ذلك الحدث، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد على الهجمات الحوثية "في الوقت والمكان اللذين نختارهما"، مشيرًا أيضًا إلى دعم أمريكي واسع لعمليات إسرائيل ضد الحوثيين.
وفي السياق، يجتمع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي للتصويت على توسيع العمليات في غزة، مع استدعاء آلاف من جنود الاحتياط استعدادًا لتصعيد محتمل، كما دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير إلى "تصعيد قوي" يصل إلى استهداف مصادر الطاقة والغذاء في غزة.