في حين يستعد جيش الاحتلال لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، نشر منظومة "ثاد" المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى في إسرائيل، وذلك في إطار الاستعداد الأمريكي للرد الإيراني المتوقع إذا هاجمت تل أبيب طهران.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر منصة "إكس"، بأن "الولايات المتحدة ستنشر منظومة الدفاع الجوي "ثاد" في إسرائيل؛ تحسبًا لتهديدات إيران".
ووصفت إذاعة جيش الاحتلال هذه الخطوة بأنها "الأولى" من نوعها، رغم أن الولايات المتحدة سبق أن أعلنت نشر منظومة "ثاد" أول مرة في إسرائيل خلال مارس 2019، كجزء من تدريبات دفاعية مشتركة.
وكان نشر "ثاد" آنذاك مؤقتًا، فيما لم يُعرف حتى الآن ما إذا كان النشر الجديد لها دائمًا؛ بما يعني دمجها في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.
ويأتي النشر المنتظر لمنظمة "ثاد" الدفاعية في إسرائيل، في إطار الاستعدادات الإسرائيلية لتوجيه ضربة "كبيرة" لإيران، وذلك بعد الهجوم الصاروخي الانتقامي الذي نفذته طهران ضد تل أبيب مطلع أكتوبر الجاري.
ومنظومة "ثاد" من صنع شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية، وتُعتبر سلاحًا دفاعيًا لإسقاط الصواريخ البالستية قصيرة ومتوسطة المدى ذات الارتفاعات العالية.
وتقول الشركة المصنعة إن "ثاد" هي "المنظومة الأمريكية الوحيدة المصممة لاعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي".
ونظام "ثاد" لديه "5 مكونات رئيسة، هي أجهزة اعتراضية، وقاذفات، ورادار، ووحدة التحكم في الحرائق، ومعدات الدعم"، وفقًا لشبكة "سي. إن. إن" الأمريكية.
وتتكون بطارية النظام من 9 عربات مجهزة بقاذفات، تحمل كل منها من 6 إلى 8 صواريخ، إضافة إلى مركزين للعمليات ومحطة رادار.
بحسب الشركة المصنعة، فإن "الرادار يكتشف الصاروخ القادم أولًا، على أن يحدد مشغلو النظام التهديد بدقة".
وبعد ذلك، تطلق قاذفة مثبتة على شاحنة مقذوفًا تطلق عليه "لوكهيد مارتن" اسم "معترض"، لتدمير الصاروخ الباليستي باستخدام الطاقة الحركية، ويلقب نظام "ثاد" بـ"صائد الصواريخ الباليستية".
ومنظومة "ثاد" تتميز في سرعة ردة الفعل أمام الصواريخ الباليستية التي تتميز بها إيران خلال دقيقتين منذ رصد الصاروخ إلى حد إسقاطه.
وقبل "ثاد"، كانت الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعتمد على 3 منظومات هي: "آرو" بعيدة المدى، و"مقلاع داود" متوسطة المدى، و"القبة الحديدية" قصيرة المدى، وقد أخفقت جميعها في اعتراض كثير من الصواريخ الإيرانية خلال الهجوم الانتقامي الأخير.
وأطلقت إيران 180 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل، مطلع أكتوبر الجاري، واستهدف الهجوم 3 قواعد عسكرية لجيش الاحتلال.
وتوعد قادة الاحتلال إيران بردٍّ قاتلٍ ودقيقٍ ومفاجئ، وأفادت تقارير بأن الرد الإسرائيلي سيطول مواقع نفطية ونووية إيرانية، وهو ما تحاول واشنطن منع تل أبيب من الإقدام عليه، خشية تصعيد الحرب الإقليمية بشكل كبير.
ويرى مسؤولون أمريكيون أنّ إسرائيل قلصت أهدافها في الرد المرتقب على إيران، حسب تقرير لشبكة"NBC" الإخبارية الأمريكية.
وبحسب الشبكة، قال مسؤولون أمريكيون، إنّ تل أبيب حددت ما ستستهدفه في ردّها على الهجوم الإيراني، والذي يصفه هؤلاء المسؤولون بالبنية التحتية العسكرية والطاقة الإيرانية.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه "لا يوجد ما يشير إلى أن إسرائيل ستستهدف المنشآت النووية أو تنفذ عمليات اغتيال."
لكن قلق إيران ينبع من عدم اليقين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على إقناع إسرائيل بعدم ضرب المواقع النووية والمنشآت النفطية، وفقًا لما ذكرته شبكة CNN"" نقلًا عن مصادر.
وكانت الولايات المتحدة تتشاور مع إسرائيل حول كيفية تخطيطها للرد على هجوم إيران في الأول من أكتوبر، وأوضح المسؤولون الأمريكيون أنهم لا يريدون أن تستهدف إسرائيل المواقع النووية الإيرانية أو حقول النفط.
وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء الماضي، في أول محادثة بينهما منذ ما يقرب من شهرين، وأخبره أنّ ردّ إسرائيل يجب أن يكون "متناسبًا".
ونقلت"CNN" عن مصدر مطلع في طهران، أن إيران أبلغت الولايات المتحدة وبعض الدول في الشرق الأوسط، بأنها سترد على أي هجوم جديد من جانب إسرائيل.
وأفادت مصادر للشبكة بأن الحكومة الإيرانية انخرطت في جهود دبلوماسية عاجلة مع دول في الشرق الأوسط؛ لقياس ما إذا كان بإمكانها تقليص نطاق الرد الإسرائيلي على هجومها الصاروخي، كما تسعى أيضًا في حال فشلت جهود تقليص نطاق الرد الإسرائيلي إلى المساعدة في "حماية طهران" حسب ما ذكرته المصادر.