الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين "إبستين" و"روسيا جيت".. رجال ترامب يواجهون "الدولة العميقة"

  • مشاركة :
post-title
مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي جابارد خلال المؤتمر الصحفي بالبيت الأبيض

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في الوقت الذي تتصاعد فيه حرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سلفه باراك أوباما، يواجه الرئيس العائد إلى البيت الأبيض ضغوطًا جديدة بشأن تعامله مع ملفات جيفري إبستين، مع تدفق مستمر من التسريبات التي تعمل على توسيع نطاق الفضيحة، يومًا بعد يوم.

وبينما يسعى الضغط المحموم الذي تبذله إدارة ترامب من أجل "الشفافية" بشأن التحقيق في التدخل الروسي المزعوم في انتخابات عام 2016 إلى الملاحقة القضائية المحتملة للرئيس السابق أوباما، يبدو بالنسبة لحركة "MAGA/ لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، أن التركيز الجديد على "روسيا جيت" -حسب تعبير أكسيوس"- يجعل ترامب ضحية مؤامرة، وليس موضوعًا لها.

ويلفت "أكسيوس" إلى أن هذه الحملة الانتقامية شخصية للغاية بالنسبة لأنصار ترامب الأكثر ولاءً "وهي حملة من شأنها أن تدفع الولايات المتحدة إلى منطقة مجهولة إذا ما تم تنفيذها إلى نهايتها المتطرفة".

في الوقت نفسه، يبدو أن إدارة ترامب تسعى لتخفيف الضغوط المتصاعدة بسبب ظهور اسم الرئيس في قوائم قضية جيفري إبستين، والادعاء بمحاولة البيت الأبيض التستر على معرفة ترامب بالأمر.

اتهامات الخيانة

يأتي التقرير الذي رفعت عنه تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، السرية مؤخرًا من تحقيق أجرته لجنة الاستخبارات في مجلس النواب عام 2017 بشأن تحقيق مجتمع الاستخبارات في التدخل الروسي في الانتخابات.

وشكك التقرير، الذي صاغه وراجعه الجمهوريون فقط، في العملية التحليلية وراء الاستنتاج بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفضل ترامب على هيلاري كلينتون؛ لكنه لم يشكك في النتيجة الأوسع نطاقًا التي تفيد بأن روسيا تدخلت في انتخابات عام 2016 لإيذاء كلينتون.

أيضًا، لا يقدم التقرير أي دليل على سلوك إجرامي من جانب أوباما أو كبار مسؤوليه، على الرغم من مزاعم جابارد بوجود "مؤامرة خيانة".

كما أكدت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، التي كان يرأسها -آنذاك- وزير الخارجية الحالي ماركو روبيو، في عام 2020 أن روسيا تدخلت في انتخابات عام 2016 لمساعدة ترامب وإيذاء كلينتون.

وقال روبيو في بيان صحفي صدر عام 2020 إن تحقيق اللجنة لم يجد أدلة على تواطؤ ترامب أو حملته مع الحكومة الروسية "لكن ما توصلت إليه اللجنة مثير للقلق الشديد. لقد وجدنا أدلة دامغة على التدخل الروسي"، منتقدًا مكتب التحقيقات الفيدرالي لاعتماده على "ملف ستيل" الذي أصبح الآن موضع انتقاد واسع النطاق.

لكن عقب المؤتمر الصحفي في البيت الأبيض، قالت جابارد لبرنامج "جيسي واترز برايم تايم" على شبكة "فوكس نيوز"، الأربعاء، إن هناك "عقبات من جانب الدولة العميقة" أمام الإفراج عن معلوماتها بشأن التحقيق، وإن "بعض الأشخاص داخل مجتمع الاستخبارات لا يريدون أن يرى هذا الأمر النور".

وأضافت: "لا يزال هناك العديد من الجهات الفاعلة في الدولة العميقة هنا في واشنطن. الرئيس ترامب يريدنا أن نكشف الحقيقة. أريد أن أكشف تلك الحقيقة. الشعب الأمريكي يستحق الحقيقة، ويستحق المساءلة، وهو ما يسعدني حقًا أن أرى المدعية العامة بام بوندي ووزارة العدل تعلنان اليوم عن تشكيل فريق عمل ضارب".

قصتان مثيرتان

حاليًا، تتكشف القصتان الأكثر إثارة للانفجار في واشنطن بالتوازي. بعد أن ظهرت تولسي جابارد، في البيت الأبيض، الأربعاء، للكشف عن وثائق رفعت عنها السرية مؤخرًا والتي تزعم أنها تكشف عن "مؤامرة خيانة" من قبل مسؤولي الاستخبارات في عهد أوباما.

عندما سُئلت عما إذا كانت تعتقد أن أوباما نفسه ارتكب جرائم، قالت جابارد إنها أحالت الوثائق إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI). بعدها بساعات، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن المدعية العامة بام بوندي أبلغت ترامب، في مايو، أن اسمه ظهر عدة مرات في ملفات جيفري إبستين.

وكان ترامب نفى الأسبوع الماضي أن تكون بوندي قد أخبرته أن اسمه ظهر في الملفات، مدعيًا أن الوثائق "ملفقة" من قبل أوباما ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي وآخرين متورطين في "خدعة روسيا".

ووصف البيت الأبيض تقرير الصحيفة بأنه "أخبار كاذبة". لكن أكدته لاحقًا شبكة CNN وصحيفة "نيويورك تايمز".

في المقابل، رفض مكتب أوباما ادعاءات ترامب بالخيانة ووصفها بأنها "غريبة" و"مُشينة". ومن غير الواضح كيف يُمكن توجيه اتهامات للرئيس السابق، بالنظر إلى حكم المحكمة العليا بشأن حصانة الرئيس الذي استشهد به ترامب في قضاياه الجنائية.

ومع ذلك، أعلنت بوندي عن تشكيل "قوة ضاربة" تابعة لوزارة العدل لمراجعة المواد التي قدمتها جابارد وتقييم الإجراءات القانونية المحتملة.

هكذا، بالنسبة لحركة "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" التي عانت لثلاثة أسابيع من تداعيات قضية إبستين، فإن حديث جابارد عن روسيا جاء لينصر الادعاءات التي تروجها إدارة ترامب منذ عودته حول "الدولة العميقة".

وحسب "أكسيوس"، يرى المتعصبون لحركة ترامب أن هذه اللحظة بمثابة "تبرئة طال انتظارها" ليس فقط لترامب، بل لشكوكهم وسنوات من تجاهلهم والسخرية منهم باعتبارهم من أصحاب نظريات المؤامرة.

وقال ستيف بانون في برنامجه الصوتي "غرفة الحرب"، أمس الأربعاء: "كل هؤلاء الأشخاص المتغطرسين مجبرون على الجلوس هناك والاستماع إلى تولسي جابارد".