في خطوة أثارت تفاعلات واسعة، أعلنت الإدارة الأمريكية عن إتمام صفقة تبادل سجناء مع فنزويلا، أُطلق بموجبها سراح 10 مواطنين أمريكيين كانوا محتجزين في فنزويلا، مقابل إعادة 252 فنزويليًا تم ترحيلهم واحتجازهم سابقًا في السلفادور ضمن حملة استثنائية شنّتها إدارة ترامب ضد الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة، في صفقة تعد من أكبر عمليات التبادل في تاريخ العلاقة المتوترة بين واشنطن وكاراكاس.
تفاصيل الصفقة
أكدت شبكة "إن بي سي نيوز"، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، أن صفقة التبادل شملت أيضًا إطلاق سراح 80 سجينًا سياسيًا في فنزويلا، رغم أن حكومة الرئيس نيكولاس مادورو لم تؤكد ذلك بشكل مباشر، بل اكتفت بالإشارة إلى "تدابير احتجاز بديلة".
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن عدد الأمريكيين المحتجزين سابقًا في فنزويلا كان الأعلى مقارنة بأي دولة أخرى في العالم، مؤكدًا أن "كل أمريكي محتجز هناك أصبح الآن حرًا".
وذكرت الحكومة الفنزويلية أن المرحّلين عادوا إلى مطار سيمون بوليفار الدولي على متن رحلتين قادمتين من السلفادور مساء أمس الجمعة.
انتقادات لاذعة
تعود خلفية الترحيل إلى مارس الماضي، عندما فعّل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلطاته الاستثنائية بموجب قانون "الأعداء الأجانب" الصادر عام 1798، لترحيل أكثر من 200 مهاجر فنزويلي إلى السلفادور، بعد اتهامهم بالانتماء لعصابة "ترين دي أرجوا" الإجرامية.
ونُقل المرحّلون إلى مركز احتجاز سيئ السمعة في السلفادور يُعرف باسم "سيكوت"، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوقية، اعتبرت أن الخطوة افتقدت للشفافية ولم تحترم الإجراءات القانونية.
ورغم تصنيفهم كـ"أعضاء عصابات" أمام المحاكم الأمريكية، نفت عائلاتهم ومحاموهم تلك التهم، وأكدوا أن العديد منهم بلا سجل جنائي، ولم يتضح بعد مصيرهم القانوني داخل فنزويلا بعد عودتهم.
ردود فعل عائلاتهم
أشارت الشبكة الأمريكية إلى أن الأمريكيين المُفرج عنهم بينهم خورخي مارسيلو فارجاس، وويلبرت جوزيف كاستانيدا، ولوكاس هانتر، وقد اختُطف الأخير من قِبل حرس الحدود الفنزويليين في يناير الماضي أثناء رحلة ترفيهية إلى كولومبيا، وقالت شقيقته صوفي: "نحن سعداء للغاية بعودته، ونتطلع لمساعدته على التعافي من هذه المحنة".
كما تحدث شقيق كاستانيدا عن سعادته بإطلاق سراحه بعد احتجازه في فندق بكاراكاس، متهمًا السلطات الفنزويلية باستخدامه كأداة سياسية، كما عبّرت زوجة المرحل جيرسا رييس، لاعب كرة القدم السابق، عن فرحتها بالعودة المفاجئة لزوجها، مؤكدة أن العائلة تستعد لحفل كبير. وشاركت بلانكا مارتينيز، زوجة أحد المرحلين، فرحتها بلقاء قريب بعد أربعة أشهر من الانقطاع.
زيارات رسمية
وزار المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، آدم بويلر، السلفادور، حيث التقى بالرئيس نجيب بوكيلي والمواطنين الأمريكيين المفرج عنهم، مؤكدًا أن جميعهم بصحة جيدة.
وأعلنت فنزويلا عن رحلة جديدة انطلقت من تكساس، تقل مجموعة من المرحّلين الفنزويليين، بينهم سبعة أطفال كانوا قد انفصلوا عن ذويهم.