على مدار أسابيع، ظلت المعارضة الفنزويلية تطالب بالاعتراف بفوز مرشحها جونزاليس أوروتيا في الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها الرئيس نيكولاس مادورو المتهم من قِبل المعارضة بتزوير الانتخابات، ما ترتب عليه من خروج الآلاف إلى الشوارع من أجل نشر نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في نهاية يوليو الماضي، بحسب موقع "تاجز شاو" الألماني.
وتجمع آلاف الأشخاص في العاصمة كاراكاس، كما ظهرت زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، في الاحتجاج الذي حمل اسم "من أجل الحقيقة"، ودعت زعيمة المعارضة مرة أخرى إلى إجراء مراجعة دولية مستقلة للانتخابات، قائلة: "لا يوجد شيء فوق صوت الشعب، والشعب تكلم، وسوف نقاتل حتى النهاية ضد إعادة انتخاب رئيس الدولة نيكولاس مادورو".
احتجاجات عالمية
كما خرجت الاحتجاجات إلى الساحة الدولية، بما في ذلك أستراليا وكوريا الجنوبية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وسويسرا والبرازيل وكولومبيا والمكسيك والإكوادور والولايات المتحدة الأمريكية.
كانت أكبر الاحتجاجات خارج فنزويلا في إسبانيا، حيث يعيش هناك نحو 280 ألف فنزويلي من أصل نحو ثمانية ملايين فنزويلي فروا من بلادهم بسبب الأزمة السياسية والاقتصادية الحادة، وخرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في عدة مدن إسبانية.
جرت أكبر مظاهرة في البلاد ضد الحكومة الفنزويلية في مدريد، وبحسب الحكومة، تجمع نحو 15.000 شخص في ساحة بويرتا ديل سول الكبيرة في وسط المدينة، ومشاركة رئيسة منطقة الحكم الذاتي في مدريد، إيزابيل دياز أيوسو، في الاحتجاجات، قائلة: "إن إسبانيا يجب أن تكون في طليعة الدفاع عن الحرية والديمقراطية في فنزويلا".
وأعيد انتخاب الرئيس مادورو الحالي بنحو 51% من الأصوات. ووفقًا لإحصائها الخاص، حصلت المعارضة على 67% من الأصوات لمرشحها إدموندو جونزاليس، وترفض حكومة مادورو نشر وثائق الانتخابات، الأمر الذي يطالب به المجتمع الدولي أيضًا.
وضع اقتصادي متأزم
وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي، الذي تسبب في فرار مئات الآلاف من الفنزويليين إلى الخارج، يعتقد المحللون وشخصيات المعارضة أن احتمال مراجعة الانتخابات أصبح بعيدًا بشكل متزايد، ووفقًا للباحثين في معهد الدراسات الإدارية العليا في كراكاس، فإن مادورو كان مسؤولًا عن الانهيار الاقتصادي الهائل في البلاد منذ عام 2013، وانهار الناتج المحلي الإجمالي بنحو 73%.
فنزويلا على صفيح ساخن
وتعيش فنزويلا على صفيح ساخن، منذ إعلان فوز الرئيس نيكولاس مادورو، بولاية ثالثة، واندلاع الاحتجاجات في البلاد بعد رفض المعارضة النتيجة، وإعلان مرشحها الفوز بالانتخابات، تسعى منظمة الدول الأمريكية للحصول على مذكرة اعتقال بحق الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، من المحكمة الجنائية الدولية
ودعت السياسية المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، إلى مزيد من الاحتجاجات ضد مادورو، قائلة: "الأمر متروك لنا جميعًا الآن لتأكيد الحقيقة التي نعرفها جميعًا".
وقبل الانتخابات، حذّر مادورو من "حمام دم وحرب أهلية" في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، إذا لم تتم إعادة انتخابه، وقال الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية "سنطلب لائحة الاتهام هذه مع مذكرة اعتقال"، وتجري المحكمة الجنائية الدولية تحقيقات مع حكومة مادورو منذ سنوات بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في البلاد، وترفض الحكومة في كراكاس هذه الاتهامات.