لم تعد ساحة المعركة في أوكرانيا مكانًا لخوض العمليات القتالية بين موسكو وكييف، بل باتت معقلًا لاختبار الأسلحة الجديدة والتقنيات العسكرية وتطوير القديمة، بموجب مبادرة جديدة أطلقتها الحكومة الأوكرانية، وهو ما يسمح للشركات الأجنبية بتحويل البلاد إلى أرض اختبار.
تم الإعلان عن مبادرة التي جاءت تحت مسمى"الاختبار في أوكرانيا" خلال مؤتمر LANDEURO الذي استضافته جمعية جيش الولايات المتحدة في فيسبادن بألمانيا، بحسب صحيفة "كييف إندبندنت"، من قِبل النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير التحول الرقمي الأوكراني ميخائيلو فيدوروف.
تحديات الحرب
وأكد الوزير الأوكراني أن البرنامج الجديد التابع لمنصة "مجموعة الابتكار الدفاعي "Brave 1" يسمح للشركات الأجنبية باختبار التقنيات العسكرية في ساحة المعركة، وإنشاء حلول لتحديات الحرب الحقيقية مع تلقي ردود فعل فورية من الأفراد العسكريين وتحسين المنتجات بناءً على الخبرة القتالية.
ولدى المنصة بالفعل 1500 شركة تقنية تعمل على تطوير ابتكارات ساحة المعركة، وأشار "فيدوروف" إلى أن أوكرانيا تبدع ابتكارات سريعة بكفاءة عالية، ويقومون بأبحاث يومية لتطوير الأدوات لكسب الحرب، ويدعون الشركات والحكومات الأجنبية من خلال المبادرة للمشاركة في تلك المجهودات.
أولويات المبادرة
ومن بين أهم أولويات المبادرة، بحسب موقع "Brave 1"، اختبار الطائرات بدون طيار ، والصواريخ وأنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار، والذخيرة، والمسيرات البحرية، والليزر، والحرب الإلكترونية، ويمكن للشركات مباشرة اختباراتها في ساحة المعركة أو تقديم تدريب عبر الإنترنت، بينما تجري الفرق الأوكرانية تقييمات مستقلة وتقديم تقارير مفصلة.
ووفقًا للدليل الإرشادي، تحتاج الشركات التي تجلب طائرات بدون طيار أو غيرها من التقنيات العسكرية إلى تصاريح خاصة من هيئة الدولة الأوكرانية لمراقبة الصادرات، في حين يمكن للسلع الأخرى التي لا تصنف على أنها عسكرية الدخول بموجب قواعد الجمارك العامة.
ويتناول الدليل، الذي تم إصداره لتسهيل مشاركة الشركات التقنية الدولية، عدة سيناريوهات عملية، مثل ما يحدث عند تلف أو تدمير معدات الاختبار أثناء تجارب ميدانية، إذ يمكن للشركات إما التبرع بالمعدات التالفة لأوكرانيا أو شحنها إلى وطنها.
طائرة جديدة
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه الولايات المتحدة عن طائرة بدون طيار قتالية جديدة منخفضة التكلفة تهدف إلى منافسة الطائرات بدون طيار من طراز "شاهد" الإيرانية، التي لعبت دورًا رئيسيًا في إستراتيجيات الضربات الجوية لموسكو ضد أوكرانيا، حسبما ذكرت مجلة "ديفينس بلوج" العسكرية الإلكترونية.
وخلال استعراضه للطائرة الجديدة، أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أن الطائرة التي تحمل اسم لوكاس، تم تصميمها كمنصة مرنة وقابلة للتعديل لدعم الضربات والاستطلاع والاتصالات، ووصفت بأنها موثوقة وفعالة من حيث التكلفة، وتتميز بتصميم يتيح تبديل الحمولة بسرعة وخيارات إطلاق مختلفة.