شهدت الصادرات الصينية ارتفاعًا بنسبة 5.8% على أساس سنوي خلال يونيو الماضي، متجاوزة التوقعات، مع سعي الشركات للاستفادة من الهدنة الجمركية المؤقتة مع الولايات المتحدة قبل الموعد النهائي في أغسطس المقبل للتوصل إلى اتفاق تجاري دائم.
وجاءت بيانات التجارة الصينية التي صدرت، اليوم الاثنين، قبل صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني من العام، التي يتوقع أن تكون إيجابية وتمنح دفعة لصناع السياسات في بكين في ظل محاولاتهم تحفيز الاقتصاد المحلي المتباطئ وسط اضطرابات جيوسياسية متزايدة، بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
لكن صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، ترى أن بيانات التجارة للنصف الأول من العام قد تدفع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تشديد الخناق الجمركي على الصين ودول جنوب شرق آسيا، التي تتهمها واشنطن بالسماح بإعادة تصدير السلع الصينية إلى السوق الأمريكية.
وتفوقت نسبة النمو في صادرات الصين خلال يونيو الماضي على توقعات المحللين التي بلغت 5%، بحسب استطلاع لوكالة "رويترز"، كما تجاوزت معدل النمو في مايو الذي بلغ 4.8%. أما الواردات فشهدت ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 1.1% على أساس سنوي، وهو أقل من التوقعات البالغة 1.3%، لكنه يُعد تحسنًا ملحوظًا مقارنة بانكماش بلغ 3.4% في مايو، ويمثل أول نمو إيجابي منذ ديسمبر الماضي.
هدنة الرسوم.. مساحة للتنفس
وقال كلفن لام، كبير اقتصاديي الصين في مؤسسة "Pantheon Macroeconomics"، إن "الهدنة الجمركية المؤقتة التي أُقرت خلال محادثات الطوارئ التجارية بين واشنطن وبكين، منحت المصدرين الصينيين مساحة للتنفس، مع زيادة في الطلب المعجل على التصدير".
كانت الولايات المتحدة والصين اتفقتا في العاصمة البريطانية لندن على خفض التعريفات الجمركية، التي بلغت في بعض الحالات 145%، في إطار مفاوضات تشمل أيضًا قيود التصدير المفروضة على المعادن النادرة الصينية والتكنولوجيا الأمريكية المتقدمة مثل أشباه الموصلات.
وفي أواخر يونيو الماضي، أعلن ترامب أن الجانبين قد "وقّعا" اتفاقًا تجاريًا يضفي طابعًا رسميًا على هذه الهدنة.
وفي ظل تباطؤ الاستهلاك المحلي، تعتمد حكومة الرئيس الصيني شي جين بينج على قطاع التصدير لدعم النمو الاقتصادي، إلى جانب استثمارات ضخمة في قطاع التصنيع لتحقيق هدف الناتج المحلي الإجمالي البالغ نحو 5% هذا العام.
ويتوقع محللون تحدثوا إلى الصحيفة البريطانية، أن تُعلن بكين غدًا الثلاثاء عن نمو في الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني بنسبة 5.1% على أساس سنوي، متجاوزًا المستهدف الحكومي.
وسجل مؤشر CSI 300 للأسهم المدرجة في بورصتي شنغهاي وشينزن ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% اليوم الاثنين، بينما استقر اليوان الصيني عند 7.17 مقابل الدولار.
تراجع صادرات الصين إلى أمريكا
وفيما لم تُعلن الصين أرقامًا مفصلة بالدولار للتجارة مع الدول المختلفة، أظهرت البيانات أن الصادرات إلى الولايات المتحدة تراجعت بنسبة 9.9% بالنظر إلى الفترة من يناير حتى يونيو (بحسب اليوان) فيما انخفضت الواردات من أمريكا بنسبة 7.7%.
كما انخفضت الصادرات إلى روسيا بنسبة 7.4%، بينما تراجعت الواردات منها بنسبة 8.6%. وفي المقابل، ارتفعت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 7.9%، بينما انخفضت الواردات بنسبة 4.8%.
وشهدت الصادرات إلى دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي تتهمها واشنطن بالمساعدة في إعادة تصدير المنتجات الصينية، زيادة بنسبة 14.3%، وارتفعت الواردات منها بنسبة 2.3%.
تأتي هذه الارتفاعات قبيل القمة المرتقبة الأسبوع المقبل في بكين بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس شي جين بينج، حيث من المتوقع أن يُعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من تدفق المنتجات الصينية إلى أسواقه.