كشفت هيئة البيئة الإيرانية عن أن الحملة العسكرية الإسرائيلية التي استمرت 12 يومًا تسببت في أضرار بيئية جسيمة، وفرضت تكاليف باهظة على جهود التنظيف، إلى جانب زيادة المخاطر الصحية على السكان، جراء التلوث الكبير الذي طال الهواء والمياه والموارد الطبيعية.
وأوضحت الهيئة، في بيان رسمي صدر اليوم الأحد، أن الهجمات الصاروخية والغارات الجوية التي طالت العاصمة طهران ومدنًا أخرى أدّت إلى انبعاث كميات هائلة من الملوثات في الهواء والمياه، وتولّدت عنها أطنان من الحطام والأنقاض الخطرة.
وجاء في البيان: "الهجمات لم تقتصر على وقوع ضحايا مدنيين وتدمير البنى التحتية، بل أحدثت أيضًا ضررًا بالغًا في الموارد الطبيعية للبلاد".
ووفق التقرير، فإن طهران وحدها شهدت تولّد نحو 150 ألف طن من أنقاض الحرب، فيما تجاوزت تكاليف التنظيف نحو 8.7 مليون دولار أمريكي، إضافة إلى نحو 3.5 مليون دولار أخرى ناتجة عن عمليات التخلص من النفايات الصناعية والعسكرية.
كما أشار البيان إلى أن مستودعات تخزين النفط في منطقتي "ري" و"كان" قد تعرضت للقصف، ما أدى إلى تدمير نحو 19.5 مليون لتر من الوقود، وانبعاث أكثر من 47 ألف طن من غازات الدفيئة، وقرابة 579 ألف كيلوجرام من السموم المحمولة جوًا في أجواء العاصمة، ما أدى إلى تدني جودة الهواء في عدة محافظات إلى مستويات "خطيرة".
وأكدت الهيئة أن تداعيات التلوث تشمل أيضًا تهديدًا للمياه الجوفية والتربة والتنوع البيولوجي، نتيجة لتسرّب المواد الكيميائية، وفائض مياه الصرف الصحي، والإشعاع الحراري. وأضافت أن عمليات التقييم لا تزال جارية، وأنها ستقدم تقارير مفصلة إلى السلطات الوطنية والدولية في وقت لاحق.
فيما، كشف مرصد النزاعات والبيئة البريطاني، المختص برصد الأثر البيئي للحروب والأنشطة العسكرية، أن إسرائيل تعرضت بدورها لأضرار بيئية كبيرة.
وأوضح المرصد في تقرير له أن قصفًا صاروخيًا إيرانيًا استهدف مجمعًا لتكرير النفط في إسرائيل أدى إلى اندلاع حرائق وأضرار في خطوط الأنابيب.
ووفقاً لأحدث الأرقام الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية، فقد اندلع 43 حريقًا في مبانٍ سكنية وتجارية، و65 حريقًا في الغابات والمناطق المفتوحة، وهو ما فاقم من تلوث الهواء والمخاطر على الصحة العامة.
وأضاف المرصد أن الدمار الذي طال المناطق الحضرية جراء القصف الإيراني الذي شمل أكثر من 530 صاروخًا باليستيًا، خلق أخطارًا استنشاقية بسبب الغبار الناتج عن تدمير المباني واحتراق مواد البناء.
وأشار إلى أن القصف لم يستهدف فقط المواقع السكنية، بل شمل أيضًا منشآت حساسة لم يتم الكشف عنها، ما يعزز من حجم الأضرار البيئية التي لا تزال قيد التقييم.