الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دموع ريفز.. تراجع شعبية "حكومة ستارمر" إلى مستوى قياسي

  • مشاركة :
post-title
كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بداية "قاتمة" لرئيس الوزراء البريطاني الذي لم تُكمل حكومته عامها الأول، إذ كان من المفترض أن يحظى كير ستارمر، الزعيم العمالي، بلحظة استقرار سياسي تعكس فوزه الساحق في الانتخابات العامة، لكن واقع الأمر مختلف تمامًا، من الأزمات المتلاحقة حتى دموع وزيرة المالية راشيل ريفز، ما أدى إلى انهيار كبير في شعبيته.

تراجع شعبي غير مسبوق

أظهر استطلاع أجرته مؤسسة "أوبينيوم" (Opinium) أن فقط 18% من البريطانيين لديهم نظرة إيجابية تجاه أداء كير ستارمر في منصبه، بينما أبدى 60% عدم رضاهم عن أدائه، ما يعني صافي تقييم سلبي بلغ 41 نقطة بعد تقريب الأرقام، وهو أسوأ بست نقاط من تقييمه في نهاية يونيو الماضي.

وتشير هذه الأرقام إلى أدنى مستوى لشعبية ستارمر منذ توليه المنصب، ما يعكس حجم التحديات التي تواجه حكومته، خصوصًا في ظل التململ الشعبي من التوجهات الاقتصادية للبلاد.

واندلعت أزمة ستارمر الأخيرة مع التراجع عن خطط لخفض الدعم المتصاعد للإعاقة والرعاية الصحية، ما أثار موجة من الانتقادات اللاذعة داخل الأوساط السياسية والشعبية، إذ أعطى التناقض في القرارات الانطباع بأن الحكومة تفتقر إلى رؤية اقتصادية ثابتة، خاصة في ظل الحديث المتزايد عن رفع الضرائب.

وقد ازدادت التكهنات بشأن زيادات ضريبية محتملة، ما دفع وسائل الإعلام إلى الحديث عن "تآكل الثقة" في قيادة ستارمر، حتى داخل صفوف حزبه.

ظهور دموع وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز في البرلمان
دموع راشيل ريفز

في جلسات أسئلة رئيس الوزراء الأخيرة، ظهرت وزيرة المالية راشيل ريفز في موقف مؤثر حين انفجرت بالبكاء علنًا، مؤكدة أن الأمر يعود إلى "مسألة شخصية" لا علاقة لها بالسياسة، لكن الحادثة أثارت جدلًا واسعًا وفسّرت من قِبل بعض المحللين كدليل على الضغط الهائل داخل الحكومة في التعامل مع الملفات الاقتصادية المعقدة.

ووفق الاستطلاع نفسه، فقد سجلت ريفز تقييمًا صافيًا سلبيًا بلغ 39 نقطة، حيث لم يوافق على أدائها سوى 14% فقط من المشاركين.

ورغم أن "ستارمر" حظي بإحدى أكبر الأغلبية البرلمانية في تاريخ بريطانيا إثر فوزه الساحق في انتخابات 4 يوليو 2024، إلا أن خبراء الاستطلاعات والمؤرخين أشاروا إلى أنها أسوأ بداية لرئيس وزراء في تاريخ البلاد.

الأمر لم يتوقف عند التقييمات الفردية، بل انعكس أيضًا على نوايا التصويت، حيث بدأ حزب الإصلاح يتفوق على حزب العمال في بعض استطلاعات الرأي، ما يعد مؤشرًا خطيرًا على تآكل الثقة الشعبية في الحكومة خلال فترة وجيزة.

وبحسب الاستطلاع نفسه، فإن أقل من 40% فقط من ناخبي حزب العمال عام 2024 يعتقدون أن ستارمر يؤدي عمله بشكل جيد.

تحذيرات بحثية

قال جيمس كراوتش، رئيس قسم السياسات والشؤون العامة في مؤسسة "أوبينيوم"، إن كير ستارمر في موقف ضعيف للغاية. وأضاف "مع عدم وجود فارق كبير بين تقييمات المستشار وتقييمات رئيس الوزراء، فإن الأسئلة ستزداد حول كيفية تخطيط داونينج ستريت للخروج من هذه الحفرة السياسية".

وحسب "يدلي ميل" يبدو أن عام ستارمر الأول في الحكم لم يشهد سوى أزمات سياسية وتراجع في التقييمات الشعبية وتصاعد في الغموض الاقتصادي، فمن الاستطلاعات إلى البرلمان، ومن المزايا إلى الضرائب، ومن الدموع إلى فقدان الثقة، الأمر الذي مثل واقعًا سياسيًا لحكومة العمال لم يكن أكثر هشاشة مما هو عليه اليوم.