الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

21 شهرا من الحرب لم تضعفها.. حماس تستنزف إسرائيل بـ"حرب العصابات"

  • مشاركة :
post-title
جنود إسرائيليون يحملون نعش أحد الجنود الإسرائيليين الخمسة الذين قُتلوا في كمين بيت حانون

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

سلّط الهجوم المُعقّد على جنود كتيبة "نتساح يهودا"، في الكمين الذي نصبته حماس الأسبوع الماضي، الضوء على تحوّل الحركة الفلسطينية نحو أساليب ما وصفته شبكة CNN الأمريكية بـ"حرب العصابات"، رغم توقعات الاستخبارات الإسرائيلية والغربية بأنها صارت مُنهكة ومُضعَفة بعد قرابة 21 شهرًا من الحرب.

وحسب تحليل لشبكة CNN، فإنه "حتى في ظلّ ضعفها، واصلت حماس شنّ هجماتٍ قاتلة ضدّ القوات الإسرائيلية في القطاع. وطوال الحرب، اضطرّت القوات الإسرائيلية للعودة إلى أجزاءٍ من غزة مراتٍ عديدة، مع عودة حماس إلى الظهور في مناطق زعمت إسرائيل أنها طهرتها".

تُظهر سلسلة الهجمات الأخيرة أنّ هدف إسرائيل في القضاء على حماس لا يزال بعيد المنال، حيث وقع الهجوم في مدينة بيت حانون شمال شرق قطاع غزة، التي يمكن رؤيتها بسهولة من مدينة "سديروت" الإسرائيلية، في منطقة كان من المفترض أن تكون تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية.

وكما قالت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، إن الهجوم "وقع في منطقة ظن الاحتلال أنها آمنة بعد أن لم يترك حجرًا على حجر".

وبينما يرى التقرير أنه خلال الحرب "استنفدت حماس منذ زمن طويل معظم ترسانتها الصاروخية، ولم تعد قادرة الآن على إطلاق سوى صواريخ متفرقة ذات تأثير شبه معدوم"، لكن في الوقت نفسه حوّلت قدرة عناصر حماس على التنقل بين أنقاض غزة، مسلحين بعبوات ناسفة بدائية الصنع مُنتقاة من عشرات الآلاف من الذخائر الإسرائيلية.

إحدى عمليات حماس ضد قوات الاحتلال
معركة استنزاف

في بيان لها، قالت حماس إنها تشن "معركة استنزاف" ضد إسرائيل، ستحاول من خلالها ضم المزيد من الجنود إلى قائمة أسراها خلال هجمات السابع من أكتوبر؛ مشيرة إلى أن تل أبيب "حتى لو نجحت بأعجوبة أخيرًا في تحرير جنودها من الجحيم، فإنها قد تفشل لاحقًا، ما يترك للحركة مزيدًا من الأسرى.

ووضح ذلك، الأربعاء الماضي، عندما استهدف مقاتلو حماس مركبة هندسة عسكرية إسرائيلية في خان يونس، بإطلاق قذيفة صاروخية عليها ومهاجمتها بينما كان سائقها يحاول الفرار.

تلفت شبكة CNN الأمريكية إلى أن "حرب غزة الشرسة والطاحنة تتناقض بشكل حاد مع العملية الإسرائيلية السريعة في إيران، وهي حملة نُفذت جوًا وبرًا دون أي خسائر عسكرية"؛ مشيرة إلى أنه "منذ انتهاء الصراع الإسرائيلي الإيراني الذي استمر 12 يومًا، قُتل ما لا يقل عن 19 جنديًا إسرائيليًا في غزة عبر عدة عمليات، بما في ذلك الهجوم على بيت حانون".

وتتابع الشبكة: "يوم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، ألقى أحد عناصر حماس عبوة حارقة على فتحة مركبة مدرعة جنوب غزة، ما أسفر عن مقتل جميع الجنود السبعة الذين كانوا بداخلها، في هجومٍ يعد من أعنف الحوادث التي شهدها الجيش الإسرائيلي في غزة منذ شهور".

انفجار ضخم جراء العمليات العسكرية في غزة
مبادرات وكمائن

نقلت CNN عن الجنرال المتقاعد إسرائيل زيف، الرئيس السابق لمديرية العمليات في جيش الاحتلال، أن حماس كان لديها الوقت لدراسة كيفية عمل الجيش الإسرائيلي، وهم يستغلون ذلك لصالحهم، مضيفًا: "حربهم مبنية على نقاط ضعفنا. إنهم لا يدافعون عن أرض، بل يبحثون عن أهداف".

وقال "زيف" إن الضغط على القوى البشرية العسكرية الإسرائيلية سمح لحماس باستغلال نقاط الضعف، حتى في حالتها الضعيفة التي يتصورها الإسرائيليون. حيث إن العمل كمجموعات لا مركزية مستقلة صعّب على إسرائيل استهداف هيكل قيادي متماسك.

وزعم أن حماس شهدت تحولًا جذريًا، إذ أصبحت منظمة حرب عصابات تعمل في خلايا صغيرة، ولديها وفرة من المتفجرات، معظمها من الذخائر التي ألقاها الجيش الإسرائيلي هناك، مدعيًا أن ما تبقى من الحركة هو "مجموعة منظمة بشكل فضفاض من الخلايا المسلحة، القادرة على تنفيذ هجمات خاطفة، باستخدام ما تبقى من شبكة الأنفاق تحت الأرض في غزة للتحرك والاختباء".

وأضاف: "هذه حرب عبوات ناسفة. حماس تُنشئ كمائن وتتخذ زمام المبادرة من خلال السيطرة على نقاط ضعف رئيسية".

ويتفق ذلك مع ما ذكره مسؤول عسكري إسرائيلي، في وقت سابق، عندما قال إن "استهداف ما تبقى من حماس أصبح أكثر صعوبة. وأصبح من الصعب الآن تحقيق الأهداف التكتيكية".