هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمعاقبة البرازيل بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 %، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الملاحقة الجنائية المستمرة لحليفه، الرئيس اليميني السابق جايير بولسونارو، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية.
قال ترامب إن بولسونارو، الذي يخضع للتحقيق بتهمة محاولة الانقلاب للبقاء في السلطة بعد خسارته الانتخابات الرئاسية عام 2022، "زعيم يحظى باحترام كبير في جميع أنحاء العالم، ولا ينبغي أن تُجرى محاكمته، إنها حملة شعواء يجب أن تنتهي فورًا".
وأكد ترامب إن الرسوم الجمركية ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الشهر المقبل وستطبق على جميع الواردات من البرازيل، إلى جانب وصفه حكومة البرازيل بأنها "نظام"، ثم واصل تقديم سلسلة من الادعاءات بأن الولايات المتحدة تتلقى معاملة غير عادلة من الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.
أشارت الرسالة أيضًا بشكل واضح إلى المعركة القانونية بين البرازيل ومنصة التواصل الاجتماعي "إكس" التي حُجبت في البلاد لعدة أشهر العام الماضي، واتهم ترامب البرازيل بشن هجوم على "حقوق حرية التعبير الأساسية للأمريكيين".
وسرعان ما جاء رد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي قال فيه إن البرازيل دولة ذات سيادة بمؤسسات مستقلة لن تقبل سيطرة أي أحد"، وأي زيادة أحادية الجانب في الرسوم الجمركية سيتم تلبيتها بموجب قانون المعاملة بالمثل الاقتصادية البرازيلي.
ويسمح القانون، الذي وافق عليه الكونجرس البرازيلي في أبريل، للبلاد باتخاذ تدابير مضادة في شكل قيود على استيراد السلع والخدمات أو تدابير لتعليق الامتيازات في مجالات التجارة والاستثمارات والالتزامات المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية، وتشمل الصادرات البرازيلية الرئيسية إلى الولايات المتحدة، والتي تبلغ قيمتها نحو 50 مليار دولار سنويًا، عصير البرتقال والقهوة والحديد والصلب.
قال الرئيس ترامب الأسبوع الماضي إن دولًا بما في ذلك البرازيل والصين وروسيا ستتأثر برسوم جمركية بنسبة 10 %، ووصف العلاقة التجارية الأمريكية مع البرازيل بأنها غير متوازنة، وتنطوي على عجز تجاري، لكن وفقًا لأرقام الحكومة الأمريكية، فإن البرازيل، وليست الولايات المتحدة، هي التي تعاني من عجز تجاري، فقد باعت الولايات المتحدة للبرازيل سلعًا فاقت مشترياتها منها العام الماضي بـ 7.4 مليار دولار.
من جانبه قال أوليفر ستونكل، أستاذ العلاقات الدولية في مؤسسة جيتوليو فارغاس في ساو باولو: "تاريخيًا، نادرًا ما يُجدي التدخل الأجنبي العنيف نفعًا في البرازيل، حتى منتقدو لولا قد يعارضون فكرة محاولة رئيس أمريكي التدخل في عملية قانونية جارية تتعلق بدولة ديمقراطية ذات سيادة أخرى".
قال برايان وينتر، رئيس تحرير مجلة "أمريكاز كوارترلي": "لا سبيل لإسقاط القضية كما يطالب ترامب، شعبية لولا تتراجع، وقد يرحب بمعركة ذات طابع قومي".
وُجِّهت اتهامات إلى بولسونارو العام الماضي، وهو مُتَّهم بمحاولة الانقلاب للبقاء في منصبه بعد أن هزمه لولا، وقد نفى هذه التهم، وقد تصدر لجنة القضاة المُحقِّقة في القضية قرارها في وقتٍ مُبكِّر من سبتمبر، وقد يُواجه بولسونارو عقوبة السجن.
أخيرًا، حذر ترامب من أن الدول الأعضاء في تحالف البريكس - مجموعة الاقتصادات الناشئة بما في ذلك البرازيل والصين وروسيا والتي عقدت قمة زعمائها في ريو دي جانيرو في نهاية الأسبوع الماضي، سوف تتأثر جميعها بتعريفات جمركية بنسبة 10٪.
وقال ترامب إن أي دولة تنضم إلى سياسات مجموعة البريكس المعادية لأمريكا ستُفرض عليها رسوم جمركية إضافية بنسبة 10%، ولن تكون هناك أي استثناءات لهذه السياسة.