بعد أشهر من الود تجاه موسكو والتشكك تجاه كييف، غيّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار الجمهوريين مسارهم، حيث يستعد البيت الأبيض لإرسال أسلحة إضافية إلى أوكرانيا، ويتحرك الكونجرس لفرض عقوبات جديدة صارمة على روسيا. مع تصاعد إحباط ترامب إزاء عدم رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانخراط بجدية في مناقشات لإنهاء حربه على أوكرانيا.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول كبير في البيت الأبيض إن الرئيس وافق على بعض الطلبات الأوكرانية للحصول على مساعدات عسكرية، بناء على قائمة مفصلة سلمها له الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الشهر الماضي عندما التقيا في لاهاي.
وفي مبنى الكابيتول، قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوري من لويزيانا) وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون (جمهوري من داكوتا الجنوبية)، الأربعاء، إنهما سيحاولان تمرير تشريع هذا الشهر من شأنه أن يمنح ترامب القدرة على فرض عقوبات على مشتري صادرات الطاقة الروسية.
ويهدف مشروع القانون -الذي يحظى بدعم أكثر من 80 نائبًا في مجلس الشيوخ- إلى قطع عائدات الطاقة الروسية بفرض رسوم جمركية بنسبة 500% على الواردات الأمريكية من الدول التي تشتري النفط والغاز واليورانيوم الروسي.
أيضًا، قبل غدائه في البيت الأبيض مع الزعماء الأفارقة، قال ترامب للصحفيين: "نحن ننظر إلى أوكرانيا الآن". وجاء هذا بعد يوم واحد من تعبير ترامب عن غضبه العلني غير المعتاد تجاه الرئيس الروسي.
وقال ترامب في اجتماع لمجلس الوزراء: "إنه لطيف للغاية معنا طوال الوقت، لكن اتضح أن ذلك لا معنى له".
اتجاه واحد
تنقل "واشنطن بوست" عن مسؤول كبير في البيت الأبيض إن هناك إحباط عام لدى الإدارة الأمريكية من عدم إحراز تقدم في إنهاء الحرب الأوكرانية بالسرعة الممكنة، وأن الدفع باتجاه واحد قد يساعد في دفع الروس إلى طاولة المفاوضات.
وأشار إلى أنه خلال قمة حلف الناتو "طلب الأوكرانيون أمورًا محددة للغاية، وقد وافق الرئيس على بعضها". ويسعى زيلينسكي منذ فترة طويلة للحصول على أنظمة صواريخ "باتريوت" إضافية للدفاع الجوي، والتي يقول إنها أساسية لحماية المدن الأوكرانية والبنية التحتية الحيوية من القصف الروسي.
كانت قد أُثيرت تساؤلات حول مستقبل المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا الأسبوع الماضي، بعد مراجعة البنتاجون للمخزونات العسكرية الأمريكية والمساعدات في جميع أنحاء العالم، حيث كشفت وزارة الدفاع عن بعض أنواع الأسلحة التي كانت تتدفق إلى كييف.
والأسبوع الماضي، صرح مسؤولون بأن المسؤولين يعتزمون تعليق بعض المساعدات نظرًا لضرورة هذه الأسلحة لأولويات أمريكية أخرى. وقال البيت الأبيض إن وزير الدفاع بيت هيجسيث وقع على قرار بوقف بعض المساعدات العسكرية، ولكن ليس كلها.
لكن المسؤول الكبير في البيت الأبيض قال إن شحنات الأسلحة لم تتوقف رسميًا وأن المساعدات لا تزال تتدفق إلى أوكرانيا.
تسليح كييف
بدأت وزارة الدفاع الأمريكية مراجعة شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا في يونيو، بعد أن وقع هيجسيث مذكرة بعد التشاور مع مسؤولين في البيت الأبيض ومسؤولين آخرين في البنتاجون، حسبما قال مسؤول دفاعي كبير لـ "واشنطن بوست".
قال المسؤول إن المذكرة لم تطالب بأي نتيجة محددة، ولم تطالب بوقف تسليم الذخائر. وصدرت لوضع إطار عمل يخضع بموجبه كل نوع من الذخائر لتدقيق إضافي.
وأضاف أن المراجعة مصممة لتلبية نوايا ترامب تجاه مساعدات أوكرانيا "إذا أراد الرئيس إرسال مساعدات، فنحن على أتم الاستعداد لذلك. وإذا لم يرغب الرئيس في إرسال مساعدات، فنحن على أتم الاستعداد لذلك أيضًا".
وقال مسؤولان دفاعيان إنه من المحتمل أن يكون القادة العسكريون، في مكان ما في سلسلة القيادة، قد أخروا إرسال بعض أنواع الذخائر حتى تتضح لهم ما يريده كبار المسؤولين في الإدارة.