الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دعم كبير بتكلفة منخفضة.. ترامب يواجه معضلته الرئيسية لمساعدة أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إرسال أسلحة دفاعية جديدة إلى أوكرانيا، بعد أن تسبب إيقاف مؤقت للمساعدات العسكرية الأمريكية في موجة من القلق بين الحلفاء الأوروبيين والمسؤولين الأوكرانيين. 

وفي هذا الصدد، كشفت مصادر صحفية أمريكية عن تفاصيل جديدة حول تعهدات ترامب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن المساعدات العسكرية.

تأكيدات ترامب

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن الرئيس ترامب أكد لزيلينسكي خلال محادثتهما الهاتفية الأخيرة أن واشنطن سترسل أكبر قدر ممكن من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وأضافت المصادر أن ترامب أبلغ زيلينسكي بأنه غير مسؤول عن توقف شحنات الأسلحة إلى كييف، في محاولة لإبعاد نفسه عن القرار المثير للجدل.

وأكد ترامب، في تصريحات للصحفيين، أن الولايات المتحدة سترسل المزيد من الأسلحة لأوكرانيا، قائلًا: "سنرسل المزيد من الأسلحة، يجب أن نفعل ذلك، عليهم أن يكونوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم، إنهم يتعرضون للقصف بقوة شديدة الآن".

وأضاف أن الأسلحة ستكون "دفاعية بالأساس" وأن "الكثير من الناس يموتون في هذه الفوضى".

أسلحة مطلوبة

كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن الأسلحة التي تم إيقاف شحنها تشمل 8400 قذيفة مدفعية عيار 155 ملم، و142 صاروخًا من طراز "هيل فاير"، و252 صاروخًا من نظام الإطلاق المتعدد الموجه القادر على إصابة أهداف على مسافة تصل إلى 50 ميلًا بدقة عالية.

والأهم من ذلك، 30 صاروخًا من نظام باتريوت المضاد للطيران، والتي تُعتبر حيوية لحماية المدن الأوكرانية من الهجمات الروسية.

وأشار خبير الشؤون العسكرية روب لي، الذي يدرس الحرب الروسية الأوكرانية في معهد أبحاث السياسة الخارجية، لـ"بوليتيكو"، إلى أن "ذخائر الدفاع الجوي "صواريخ باتريوت" هي الأهم لأن روسيا تنتج الكثير من الطائرات المُسيرة التي أصبحت أصعب في الإسقاط بأنظمة الدفاع الجوي المتنقلة الأوكرانية".

وأضاف أن "روسيا تستهدف فعليًا الصناعات الدفاعية، وأحيانًا تنجح في تدمير المصانع، لذلك توفير أنظمة الدفاع الجوي مهم؛ لأنه يساعد أوكرانيا أيضًا في إنتاج ذخائرها الخاصة".

اجتماعات حاسمة

أفادت "بوليتيكو" بأن اجتماعات رفيعة المستوى بين المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين هذا الأسبوع قد تكون المفتاح لاستئناف بعض المساعدات العسكرية المتوقفة، إذ سيلتقي مبعوث ترامب لأوكرانيا كيث كيلوج مع وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف في روما خلال مؤتمر دولي للمساعدات، يتبعه اجتماع في كييف الأسبوع المقبل.

وذكرت المتحدثة باسم كيلوج، مورجان مورفي، أن "اجتماع كييف بين كيلوج وأوميروف لم يكن مخصصًا في الأصل لمعالجة المساعدات العسكرية الأمريكية، وتم ترتيبه قبل ظهور أخبار توقف الأسلحة الأسبوع الماضي".

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الولايات المتحدة أعلمت كييف أن تسليم المعدات الهندسية وبعض المركبات المدرعة سيستأنف قريبًا، رغم عدم تحديد جدول زمني بعد.

عودة للوضع الراهن

وصفت مجلة ذا إيكونوميست قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستئناف شحنات الأسلحة لأوكرانيا بأنه "انتصار للحس السليم"، مؤكدة أن وقف المساعدات العسكرية كان "بمثابة إعطاء روسيا يدًا حرة ومكافأة للعدوان".

المجلة تحذر من أن هذا التحرك يمثل "في أحسن الأحوال، عودة للوضع الراهن، حيث تؤخر وتيرة انتهاء المساعدة العسكرية الأمريكية"، مشيرة إلى أن ترامب "لا يريد إنفاق المزيد من المال لمساعدة أوكرانيا على الفوز، لكنه أيضًا لا يريدها أن تنهار في عهده"، مما يعكس موقفًا أمريكيًا مترددًا بين الدعم وتحمّل التكاليف الكاملة لمساعدة أوكرانيا على تحقيق النصر.

تصعيد روسي

تشهد هذه التطورات أهمية خاصة في ظل التصعيد الروسي الأخير، إذ أعلن الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وفقًا لشبكة "سي إن إن"، أن روسيا أطلقت خلال الأسبوع الماضي ما لا يقل عن 1270 طائرة مسيرة و39 صاروخًا و1000 قنبلة انزلاقية على مناطق مختلفة في أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 11 مدنيًا على الأقل وإصابة أكثر من 80 آخرين، بينهم أطفال.

وأطلقت روسيا رقمًا قياسيًا من الطائرات المسيرة على أوكرانيا ليلة الجمعة، بعد ساعات من المكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين.

مكالمات دبلوماسية

أجرى ترامب مكالمات منفصلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني زيلينسكي الأسبوع الماضي، في حين أعرب الرئيس الأمريكي عن عدم رضاه الشديد عن المكالمة مع نظيره الروسي، قائلًا: "لست سعيدًا على الإطلاق بالرئيس بوتين"، مشيرًا إلى أن المكالمة لم تحرز "أي تقدم" نحو وقف إطلاق النار وأن بوتين "يريد أن يمضي قدمًا ويستمر في قتل الناس".

في المقابل، وصف زيلينسكي محادثته مع ترامب بأنها "أفضل محادثة أجريناها خلال كل هذا الوقت، والأكثر إنتاجية"، مما يشير إلى تحسن في العلاقات الأمريكية الأوكرانية.

وأشار ترامب إلى أن المكالمة مع زيلينسكي كانت أكثر إنتاجية، واقترح أن المزيد من الأسلحة قد تكون في الطريق قريبًا.