الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المدارس تتحول لمراكز عسكرية.. تايوان تختبر استعداداتها لمواجهة الصين

  • مشاركة :
post-title
تحولت المدارس الابتدائية وصالات الرياضة إلى مراكز تدريب عسكرية في تايوان

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تشهد تايوان أكبر مناوراتها العسكرية السنوية "هان كوانج" بمشاركة 22 ألف جندي احتياط، وسط التوترات المتزايدة عبر مضيق تايوان والاستعدادات المكثفة للدفاع عن الجزيرة، في حين تحولت المدارس الابتدائية وصالات الرياضة إلى مراكز تدريب عسكرية متقدمة.

مشهد استثنائي

شهدت مدرسة "جوشينج" الابتدائية في مقاطعة مياولي مشهدًا غير اعتيادي أمس الأربعاء، حيث تدرب نحو 70 جندي احتياط على استخدام الرشاشات في الطابق العلوي، بينما كان الأطفال في سن الخامسة يتعلمون الحروف الأبجدية والأرقام في الفصل المجاور بالطابق السفلي، وفقًا لما نقلته صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية التي زارت الموقع.

استولت الكتيبة 302 للمشاة على المدرسة الابتدائية لإجراء تدريباتها، وقسمت المساحة لأغراض تدريبية مختلفة، بينما تواصل روضة الأطفال نشاطها الطبيعي في إحدى الغرف بالطابق الأرضي.

وفي الممر العلوي، تناوب الجنود الاحتياط على ممارسة كيفية تفكيك وإعادة تجميع رشاش M249، بينما تركز صالة الرياضة السفلية على التدريب على الرماية الدقيقة.

أكبر التدريبات العسكرية

تُعد هذه التدريبات الأكبر والأطول في تاريخ تايوان، وتهدف إلى محاكاة كيفية استجابة البلاد في حالة تعرضها لهجوم من الصين، التي تعتبر تايوان جزءًا من أراضيها وتحتفظ بموقفها حول إعادة توحيد الجزيرة.

ويشارك في هذه المناورات 22 ألف جندي احتياط يرتدون الزي العسكري الكامل ويتدربون في صالات رياضية ومراكز ترفيهية ومدارس منتشرة عبر الجزيرة.

يوضح العقيد تشنج تزو تشنج، رئيس أركان اللواء المشاة 302 المسؤول عن التدريب، لصحيفة "ذا تليجراف" أن "الهدف هو السماح لهؤلاء الأفراد بالحفاظ على مستوى معين من الكفاءة في استخدام الأسلحة النارية حتى يتمكنوا من استعادة فعاليتهم القتالية بسرعة عند اندلاع الحرب".

أسلحة متطورة

تدرب الجنود الاحتياط على مجموعة متنوعة من الأسلحة النارية، بما في ذلك بنادق 65K2 ورشاشات M249 الجماعية ورشاشات T74، وأوضح "تشنج" أن اليوم الأول يتضمن تدريبات "أساسية"، ثم "سيتقدم إلى الحركات القتالية والتكتيكية" قبل أن يشارك الجنود الاحتياط في تدريبات ميدانية كجزء أخير من التدريبات.

معظم هؤلاء الجنود الاحتياط مدنيون عاديون، وجزء من هدف تدريبات "هان كوانج" هو قياس مدى سرعة وفعالية تحولهم إلى النمط العسكري.

وتحت النظرات المكثفة لقادة اللواء ووميض كاميرات الإعلام المجتمع، كان بعض الجنود الاحتياط يستغرقون وقتاً أطول للتأقلم من غيرهم، إذ سقطت أجزاء من الأسلحة على الأرض.

"المنطقة الرمادية"

تركز التدريبات المبكرة أيضًا على مواجهة أنشطة "المنطقة الرمادية"، وهي تكتيكات تقع بين السلام والحرب المفتوحة تهدف لتحقيق أهداف سياسية دون صراع مسلح شامل، وتشمل الهجمات الإلكترونية والأنشطة البحرية والجوية في المنطقة وقضايا تتعلق بالكابلات البحرية التي تزود معظم الجزيرة بالإنترنت.

تضمنت التدريبات أيضًا محاكاة للأنشطة البحرية في المنطقة، وفقًا لوزارة الدفاع الوطني التايوانية، وستشمل تدريبات هذا العام تدريبات التأهب للمرونة الحضرية، والتي كانت محور تركيز الحكومة الحالية.

تدريبات غير مسبوقة

أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن تايوان ستعرض خلال العشرة أيام القادمة بعض أحدث التقنيات، بما في ذلك أنظمة صواريخ المدفعية المتنقلة (Himars) المقدمة من الولايات المتحدة، وصواريخ TOW 2B المضادة للدبابات، ومركبات جوية جديدة بدون طيار، ونسخة محلية الصنع من صاروخ Sky Sword II.

وللمرة الأولى، ستتضمن أجزاء من تدريبات "هان كوانج" سيناريوهات "غير مكتوبة" لاختبار استجابة الجنود للهجمات غير المتوقعة، نظرًا لتزايد العمليات الصينية حول تايوان، كما ستتلقى الهواتف المحمولة تنبيهات حول الهجمات الواردة، وستدوي صفارات الإنذار الجوي عبر المدن.

تحدٍ إستراتيجي

أشارت "ذا تليجراف" إلى أن تايوان التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة وتضم 180 ألف جندي نظامي و1.67 مليون جندي احتياط، تواجه تحديًا هائلًا أمام الصين التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة وتملك أكثر من مليوني جندي نظامي و1.2 مليون جندي احتياط.

ويتفوق جيش التحرير الشعبي الصيني على تايوان في كل المقاييس، إذ تملك الصين أكثر من ستة أضعاف عدد الدبابات والطائرات مقارنة بتايوان، وما يقرب من خمسة أضعاف المدفعية.

التصعيد المستمر

لا تبدو الصين متأثرة بهذه التدريبات، إلا أنها تراقب الأنشطة عن كثب، ففي يوم الأربعاء، تم رصد 31 طائرة من جيش التحرير الشعبي وسبع سفن حول الجزيرة.

ووصف جيانج بين، المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، التدريبات بأنها "مجرد خدعة للخداع وخداع الذات"، مؤكدًا أنه "لا يهم ما الأسلحة التي تنشرها تايوان، فالاتجاه الساحق الذي لا يُقاوم لإعادة التوحيد الوطني للصين لن يتوقف".

كما أعلنت الصين، الأربعاء، أنها ستفرض ضوابط تصدير على ثماني شركات تايوانية، تزعم أنها متورطة في شحن تقنيات ذات استخدام مزدوج.

وتأتي هذه التدريبات العملية بعد أسبوعين من التدريبات المحوسبة التي أُجريت في أبريل باستخدام منصة المحاكاة الأمريكية (JTLS).