قررت محكمة تركية، اليوم الأربعاء، حجب الوصول إلى روبوت المحادثة "Grok / جروك" الذي تديره شركة "إكس إيه آي" المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، وذلك "بعد أن أثار ردود فعل مسيئة حول الرئيس رجب طيب أردوغان، ومؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك والقيم الدينية".
تأتي هذه الأخبار في الوقت الذي يواجه فيه "جروك" انتقادات واسعة النطاق بسبب "تصريحات نازية" أصدرها في الأيام الأخيرة. كما أثار روبوت الدردشة غضب الحكومة في وارسو بتعليقات مسيئة استهدفت سياسيين بولنديين، بمن فيهم رئيس الوزراء دونالد توسك؛ كما أشار تقرير للنسخة الأوروبية لصحيفة "بوليتيكو".
وبدأت النيابة العامة في أنقرة، صباح الأربعاء، تحقيقا بشأن نموذج الدردشة الإلكتروني الأمريكي "ردا على إهانات جروك لأتاتورك، رئيسنا الموقر، والنبي"، حسبما جاء في بيان.
وبموجب القانون في تركيا، التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، فإن مثل هذه الإهانات يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى أربع سنوات.
وأضافت النيابة التركية أن المحكمة الجنائية في البلاد وافقت على طلب المدعي العام بمنع الوصول إلى موقع "جروك"، وأن هيئة الاتصالات تنفذ هذا الحظر على مزودي خدمة الإنترنت.
ملاحقة قانونية
عقب الحكم، انتشر الخبر بسرعة كبيرة على موقع "إكس" في تركيا، وشارك بعض المستخدمين صورًا ساخرة لروبوتات يتم اعتقالها من قبل عناصر الشرطة التركية، بينما صور آخرون "جروك" كجزء من المعارضة لحكومة الرئيس أردوغان.
ونقلت "بوليتيكو" عن يامان أكدينيز، أستاذ حقوق الإنسان والناشط في مجال الحقوق الرقمية، إن السلطات حددت نحو 50 منشورا للإزالة، مشيرة إلى "حماية النظام العام".
وعلق الممثل القانوني لـ "إكس" في تركيا على المنصة بأنه لم يتخيل أبدًا أنه في يوم من الأيام قد يحتاج "جروك" إلى الدفاع عنه ضد الملاحقة الجنائية المباشرة.
وكان "جروك" قد تعرّض، الثلاثاء، لانتقادات لاذعة لنشره منشورات تتضمن مدحًا للزعيم النازي أدولف هتلر.
وفي مايو الماضي، واجه النموذج الآلي انتقادات بسبب ردوده المتعلقة بمزاعم "الإبادة الجماعية للبيض" في جنوب أفريقيا.
وقال وزير الشؤون الرقمية البولندي كريستوف جاوكوفسكي لقناة RMF 24، الأربعاء إنه "سيفكر" في إغلاق "إكس" إذا وجدت السلطات انتهاكات للقانون، ردًا على تقارير تفيد بأن برنامج الدردشة الآلي قد أنتج أيضًا تعليقات بذيئة ومهينة حول سياسيين مثل رئيس الوزراء دونالد توسك.
وقال جاوكوفسكي: "حرية التعبير ملكٌ للبشر، لا للذكاء الاصطناعي". وأضاف أن بولندا تعتزم إبلاغ المفوضية الأوروبية بتعليقات "جروك".
في المقابل، أعلن فريق "جروك"، صباح الأربعاء، أنه "يعمل بنشاط على إزالة المنشورات غير اللائقة". وأضاف أن الشركة اتخذت إجراءات لحظر خطاب الكراهية.