في ظل تصاعد الدعوات المناهضة له في الولايات المتحدة، خاصة من قِبل سياسيين ديمقراطيين في نيويورك، ردَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل مباشر على تهديدات المرشح لمنصب عمدة المدينة زهران ممداني باعتقاله، مؤكدًا أنه لا يشعر بأي قلق، وأنه يعتزم زيارة المدينة رفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
التهديد بالاعتقال
قال زهران ممداني، أبرز المرشحين الديمقراطيين لمنصب عمدة مدينة نيويورك، في تصريحات سابقة تعود إلى ديسمبر الماضي، إنه في حال توليه المنصب، سيقوم باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ جاءت هذه التصريحات بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، على خلفية الحرب في قطاع غزة.
وأكد "ممداني"، الذي يصف نفسه بأنه "اشتراكي ديمقراطي"، أن مدينة نيويورك يجب أن تلتزم بالقانون الدولي، مشددًا على أن "قيم المدينة تتوافق مع القانون الدولي، وقد حان الوقت لأن تتطابق أفعالنا أيضًا مع تلك القيم".
رد نتنياهو
خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، أمس الاثنين، سُئل نتنياهو عما إذا كان يشعر بالقلق من احتمال اعتقاله إذا زار نيويورك، فأجاب قائلًا: "أنا لست قلقًا بشأن ذلك"، وأضاف: "سآتي إلى هناك مع الرئيس ترامب وسنرى".
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي تهديد ممداني بأنه "سخيف في كثير من النواحي"، معتبرًا أن الحديث عن اعتقاله "ليس جديًا على الإطلاق".
من جانبه، علّق ترامب على تصريحات ممداني بلهجة حادة، قائلًا: "لا نعرف مَن سيكون عمدة المدينة المقبل، لكنه شيوعي، إنه ليس اشتراكيًا، بل شيوعي، وقد قال أشياء سيئة جدًا عن اليهود".
وأضاف ترامب: "قد ينجح، لكن كما تعلمون، كل ذلك يعتمد على البيت الأبيض، إنه بحاجة إلى المال من خلاله، بحاجة إلى الكثير"، ملوحًا بأن ممداني "سيُحسن التصرف"، وإلا فإنه "سيواجه مشكلات كبيرة"، على حد تعبيره.
لا لدولة فلسطينية
في سياق منفصل، وردًا على سؤال حول إمكانية تحقيق حل الدولتين، قال نتنياهو إن الخطر الحقيقي يكمن في إقامة دولة فلسطينية في غزة، واصفًا ذلك بأنه "تهديد وجودي لإسرائيل".
وأضاف: "انظروا، هناك ما يكفي من الجنون في العالم، لكنني أعتقد أنه لن ينتهي أبدًا، بعد السابع من أكتوبر، قال الناس إن للفلسطينيين دولة، دولة حماس في غزة، وانظروا ماذا فعلوا بها، لم يبنوها، بنوا مخابئ، وحولوها إلى أنفاق وبعد ذلك ذبحوا شعبنا، واغتصبوا نساءنا، وقطعوا رؤوس رجالنا، وغزوا مدننا وبلداتنا وكيبوتساتنا، وارتكبوا مجازر مروعة لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية" حسب تعبيره.
وأشار نتنياهو إلى أن "من غير المرجح أن يقول الناس دعونا نمنحهم دولة أخرى، لأنها ستكون منصة لتدمير إسرائيل"، وشدّد على أن إسرائيل "ستسعى لتحقيق سلام مع الجيران الفلسطينيين الذين لا يريدون تدميرها"، مع ضمان "بقاء الأمن والسيادة الأمنية في أيدينا دائمًا".
واختتم نتنياهو تصريحاته بالتأكيد على التزام إسرائيل بعدم تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر، قائلًا: "الناس قد يقولون إن الدولة الفلسطينية لن تكون دولة كاملة، ليست دولة أصلًا، لا نهتم، لقد أقسمنا ألا يتكرر ذلك أبدًا، لن يتكرر ذلك أبدًا الآن، ولن يتكرر مرة أخرى".