في لحظة تكريم تليق بمكانته ومسيرته الفريدة، حظي الفنان الكبير محمد منير بأرفع وسام تمنحه الهيئة الوطنية للإعلام في مصر، حيث سلّمه الكاتب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة، "وسام ماسبيرو للإبداع"، تقديرًا لعطائه الذي امتد لعقود، شكّل خلالها وجدان أجيال وصنع بصوته ذاكرة وطنية لا تُنسى.
جاء التكريم خلال زيارة خاصة أجراها "المسلماني" للفنان محمد منير، منح خلالها "الكينج" الوسام الذي يُعد أرفع وسام تمنحه الهيئة لكبار المبدعين، وذلك وفقًا لبيان صادر عن الهيئة.
وفي أول تعليق له على هذا التكريم، عبّر منير عن سعادته الكبيرة قائلاً: "إنني سعيد للغاية بمنحي هذا الوسام الذي يحمل اسمًا عظيمًا هو ماسبيرو.. درة التاج في الإعلام العربي".
وأضاف "منير" أن لديه نية لزيارة مبنى ماسبيرو قريبًا، للاطلاع على عمليات التحديث الجارية داخله، مؤكدًا: "ماسبيرو يمثل جزءًا من تاريخي الشخصي والفني، كما أنه يمثل جزءًا كبيرًا من تاريخ القوة الناعمة المصرية."
ولم يكن اسم أغنيته الأخيرة "ملامحنا" مجرد عنوان، بل امتداد لمسيرة فنية حافلة بالأحاسيس النقية والمواقف الإنسانية، التي لطالما عبّر عنها منير بصوته العابر للأزمنة.
تغنى منير في "ملامحنا" بجراح الإنسان وذكرياته التي لا تُنسى، بصوت مفعم بالشجن والصدق، قائلاً: "كل إما نطبطب على روحنا.. بنحس بنحنّ لذكرى بتدبحنا.. وكل أما نلملم في جروحنا قلوبنا بتتعوّر.. فيه ناس من نظرة بتلمحنا.. وأول ما وجودها يريحنا.. فجأة بتمشي وتاخد روحنا.. فوق ما بنتصوّر."
وسام يليق بـ"صوت الوطن"
جاء وسام ماسبيرو كتحية من الإعلام الرسمي المصري لصوت كان دومًا صادقًا في تعبيره عن الوطن والإنسان، فمحمد منير لم يكن مجرد مطرب، بل حالة فنية وإنسانية متفردة، حملت على عاتقها مهمة التعبير عن نبض الشارع، وآمال البسطاء، وجراح الذاكرة.
تكريم محمد منير بهذا الوسام هو في حقيقته تكريم لمسيرة عنوانها الصدق، وإرثها التأثير، ورمزها الصوت الذي عرفه الجميع دون مقدّمات، الفنان الذي كتب اسمه في وجدان الملايين، وباتت أغنياته رفيقة اللحظات الصعبة والجميلة، صديقًا للروح، وسفيرًا دائمًا للمشاعر التي لا تموت.