كشف تقرير جديد صادر عن "معهد العمل الكوري" الحكومي عن تراجع ملحوظ في رغبة الشباب الكوري الجنوبي غير المتزوج، والذين يعيشون مع ذويهم، في الانخراط بسوق العمل خلال السنوات العشر الماضية.
ويستند التقرير، الذي صدر في نهاية يونيو، إلى تحليل بيانات الفترة من عام 2015 إلى 2024، بالاعتماد على نتائج المسح السنوي للسكان غير النشطين اقتصاديًا، الذي تُجريه هيئة الإحصاء الكورية، وركّزت الدراسة على الفئة العمرية بين 19 و39 عامًا ممن لا يبحثون بنشاط عن وظائف، بحسب موقع "The Chosun" الإخباري الكوري.
وبحسب التقرير، أبدى نحو 56.1% من الشباب غير النشطين اقتصاديًا والمقيمين مع أسرهم رغبتهم في العمل عام 2015، إلا أن هذه النسبة انخفضت تدريجيًا إلى 50% فقط بحلول عام 2024، ما يعكس ضعف الحافز لدى هؤلاء للانخراط في الأنشطة الاقتصادية.
وأشار التقرير إلى أن عدد الشباب الراغبين في العمل لكنهم يعتقدون أنهم غير قادرين على الحصول على وظيفة ارتفع بشكل كبير من 5,382 شابًا فقط عام 2015 إلى 175,000 شاب في 2024، مرجعًا ذلك إلى نقص الخبرة، وعدم كفاية المؤهلات التعليمية، أو عدم توفر وظائف مناسبة.
في المقابل، تراجع عدد الشباب الذين عبّروا عن شعورهم بوجود فرص عمل متاحة أمامهم من 79,643 إلى 14,882 خلال الفترة ذاتها.
وأوضح معهد العمل الكوري أن نحو 2.73 مليون شاب – أي ما يعادل 77% من إجمالي الشباب غير النشطين اقتصاديًا عام 2024 – لا يخططون حاليًا للبحث عن وظيفة.
في حين أبدى نحو 20% منهم رغبة في العمل، لكن دون أن يقوموا بأي خطوات بحث فعلية خلال الأسابيع الأربعة السابقة للمسح.
وأضاف التقرير أن نسبة من قالوا إنهم قادرون على العمل في حال عُرضت عليهم وظيفة انخفضت بشكل حاد من 54% عام 2015 إلى 31% فقط عام 2024، وهو تراجع يُعزى جزئيًا إلى تأثير جائحة كوفيد-19.
وبشأن أسباب العزوف عن العمل، بيّن التقرير أن أبرزها كانت الراحة، والدراسة، ورعاية الأطفال.
وارتفعت نسبة الشباب الذين أُدرجوا ضمن فئة "الراحة" من 10.5% عام 2015 إلى 20% في 2024، في حين تراجعت نسبة المشاركين في رعاية الأطفال من 26.8% إلى 13.8%. أما نسبة من هم في التعليم، فقد بقيت مستقرة نسبيًا خلال العقد.
وأشار التقرير إلى أن النشاط الاقتصادي لدى الشباب الكوري يبدأ بالاستقرار بعد سن 26، حيث تنقسم هذه الفئة إلى مجموعتين: الأولى تنجح في الدخول إلى سوق العمل بشكل منتظم، والثانية تميل إلى الخروج طويل الأمد من سوق العمل نتيجة ضعف الخبرة العملية أو المؤهلات.
كما أوضح التقرير أن فرص الانتقال بين حالات العمل والبطالة تظل ممكنة حتى سن 28، لكن بعد هذا العمر تصبح التحولات الكبرى نادرة.