ملفات شائكة تنتظر الرئيس الكوري الجنوبي الجديد، لي جاي ميونج، حيث يواجه مجموعة معقدة من التحديات الشائكة سواء داخليًا والتي يقع في مقدمتها الاقتصاد، وخارجيًا وعلى رأسها تهديدات جارتها الشمالية والقوة الصينية الصاعدة والتقلبات الأمريكية التجارية.
وحصل مرشح الحزب الديمقراطي اليساري الفائز لي جاي ميونج على نسبة 48.92% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية الـ 21 ، ووفقًا لوكالة الأنباء الرسمية، قدرت نسبة التصويت البالغة 79% بالأعلى خلال 28 عامًا.
العلاقات مع أمريكا
العلاقات مع الولايات المتحدة، هي حجر الزاوية بالنسبة للرئيس الكوري الجديد، بحسب "دوتش فيله"، حيث من المنتظر أن يواجه صعوبة في مواجهة ما وصفوه بالقرارات غير المتماسكة الصادرة من واشنطن بشأن قضايا التجارة والأمن.
ويرى الخبراء، أن لي سيتواصل أولا مع ترامب ومن ثم ستنطلق بعد ذلك بقية سياساته، والتي يبدأها بالخطر الأكبر وهي الرسوم الجمركية على الصادرات إلى الولايات المتحدة، حيث سيحتاج إلى مجهود شاق من أجل الوصول لاتفاقية ثنائية تعود على اقتصاد سول بالنفع.
وتظل مسألة القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية أكثر حساسية، وذلك بعد تهديد ترامب بسحب أكثر من 4 آلاف جندي من أصل 28 ألف جندي متمركزين حاليًا هناك، ما لم تدفع سول المزيد من الأموال، وهي الخطوة التي لو حدثت، من شأنها أن تحقق انتصارًا استراتيجيًا لكوريا الشمالية والصين.
التهديد الشمالي
وتشكل كوريا الشمالية، مصدر قلق كبير لإدارة ميونج المقبلة، حيث كان سلفه قد تجاهل تماما بيونج يانج، وفي مقابل ذلك قطع كيم يونج جميع الاتصالات مع الجنوب وأقام تحالفًا قويًا مع روسيا وزودها بالمعدات والأفراد، التي ردت له الجميل بتزويده بالوقود والتكنولوجيا العسكرية، وقام ببناء دفاعات إضافية على الحدود المحصنة بالفعل.
وسيحاول الرئيس الجديد، وفقا للخبراء، إعادة العلاقات مع الشمال، إلا أن الأمر يتطلب جهدا كبيرًا، خاصة بعدما تم تحطيم جميع الجسور بين الجارتين خلال الفترة الماضية، وسيجد صعوبة في تغيير وجهة نظر حاكمها بأن سول معادية وحليفة لواشنطن.
خط رفيع مع الصين
وعلى الرغم من أن الصين تعد الشريك التجاري الأول لكوريا الجنوبية، حيث استوردت الصين سلعًا بقيمة 133 مليار دولار العام الماضي، إلا أن الرئيس الجديد عليه حل المشكلة الكبيرة العالقة معها والمتمثلة في منصة نفطية قديمة.
لكن تشو يشير إلى أن سول وبكين تتنازعان حاليا بشأن منصة نفطية قديمة وضعتها الصين في المياه المتنازع عليها في البحر الأصفر.
تزعم الصين أن المنشأة، التي أقامتها الصين في المياه المتنازع عليها بين البلدين، جزء من مشروع صيد مسموح به بموجب اتفاقية ثنائية قائمة، لكن كوريا الجنوبية تخشى من استخدامها للتعدي أكثر على المياه وفرض مطالبات بكين بمزيد من الأراضي البحرية.
اليابان والاستعمار
كانت العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان هادئة ومتعاونة في ظل الرئاسة السابقة، إلا أن الحزب الديمقراطي، كما يقول الخبراء، يفضل التعامل مع الصين وكوريا الشمالية ومعاديا لليابان.
هذا الأمر سيجعل احتمالية عودة تدهور العلاقات أو فتورها واردة بشكل كبير في ظل رئاسة لي، حيث يركز الحزب الديمقراطي دائما في علاقاته مع اليابان على التاريخ المؤلم للحكم الاستعماري الياباني وما ارتكبوه من فظائع ضد الشعب الجنوبي.
الانقسامات الداخلية
ولكن الرئيس الجديد، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، كشف في حملته الانتخابية عن الخطوط العريضة لخطته الرئاسية، والتي ركز خلالها على معالجة الانقسامات الداخلية وإنعاش الاقتصاد المتعثر والحفاظ على تحالفات عسكرية متوازنة.
ويعد الأمر الأكثر إلحاحًا بالنسبة له هو الإصلاح الداخلي وتحسين الوضع الاقتصادي للشعب، مثل توفير دخل للشباب ومنح مزيد من الحقوق للعمال، والتركيز على قضايا الرعاية الاجتماعية وتوزيع الثروة، والأهم من ذلك، إجراء تحقيقات موسعة لكشف ومعاقبة المسؤولين في الحكومة والجيش والأوساط السياسية الذين لعبوا أدوارًا رئيسية في التآمر لوضع كوريا الجنوبية تحت الأحكام العرفية لأول مرة منذ 45 عامًا.